أُقيمت فريضة شعائر خطبة وصلاة الجمعة المباركة الثالثة من شهر رمضان الكريم في جامع عمر المختار يافة الناصرة بحضور حشد من أهالي البلدة والمنطقة، وقد إستهلها القارئ الشيخ سليم خلايلة بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم مع الصلاة على النبي بصوته الشجي مما زاد أجواء روحانية وخشوع وتعطرت شذى النفحات الإيمانية.
هذا وألقى الخطبة الشيخ موفق شاهين إمام وخطيب الجامع حامدًا الله سبحانه وتعالى على جميع النعم ما ظهر منها وما بطن وهدايته للإسلام والإستعانة به والشهادة به وبوحدانيته وبالرسول الكريم النبي محمد صلى الله عليه وسلم ولفت إلى خلق الإنسان وتطويره والملك والملكوت وقال: "هذا الشهر الكريم الذي ما كاد أن يبدأ حتى أوشك أن يرحل هذا النصف أوشك على الرحيل وهذه النعمة رمضان أقصد لم يتسنى لأي أُمةٍ على وجه الأرض عبر التاريخ أن تحظى بها إلا المسلمين، الإكرام الإلهي لم يشمل في تلك النعمة إلا المسلمين".
متسائلًا فضيلته هل يا ترى المسلمين على قدر المسؤولية وعلى قدر أن يكونوا أهلًا لتلك المنة وعلى قدر من الكفاءة أن يتنعموا بتلك النعمة؟.
وأضاف: "لا يوجد على وجه الأرض مناسبة تقيد فيها الشياطين شياطين الجن طبعًا شهر كامل، شيطان الإنس وشيطان الجن ((وكذلك جعلنا لكل نبي عدوا شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورًا ولو شاء ربك ما فعلوه قدرهم وما يقدرون))، أيضًا في سورة الناس ماذا قال تعالى ((من شر الوسواس الخناس الذي يوسوس في صدور الناس من الجِنة والناس))، ويوجد شخص سألني يوجد في الأثر أليس الشياطين تقيد في رمضان لماذا نسبة الشر تزيد؟".
وأشار إلى الإمام حسن البصري عندما رأى الشيطان جالس على كرسي قال له (ألم تتخذ عهدًا على نفسك أمام الله أن تفتن الخلق حتى قيام الساعة؟)، قال له الشيطان (يا أبا سعيد ما عساي أن أصنع بهم؟).
وحذر من الوقوع في دوامة الفتن وأكد أن المرحلة تحتاج مزيدًا من الثبات والتمسك بقيم وثوابت ومبادئ الإسلام دون إفراط أو تقريط، وأمضى قائلًا: "تأتي مناسبة رمضان لعل وعسى هذا الشيطان الإنسي المفروض يتأثر عليه إذا الشيطان الجن قيد فيزيائيًا وجسمانيًا شيطان الإنس يقيد روحيًا أدبيًا أخلاقيًا، النبي عليه الصلاة والسلام يقول (إذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب فإن سابه أحد أو شاتمه أو قاتله فليقل: إني صائم إني صائم) يظهر عليه ملامح الصيام، إذا لم يظهر هذا الكلام فهو شيطان لا فرق بينه وبين إبليس، الذي يسعى في رمضان في الفتن والمشاكل والقيل والقال والغيبة والنميمة ما أفرق عن شيطان الجن وهو مقيد أصلًا".
وتابع: "إذا لم نلمس واقع رمضان في أُمتنا ماذا عسانا يفعل الصيام بها؟، اليوم الأُمة تسفك بعضها البعض وخلافات وتسفك دماء وتزهق أرواح لا يوجد حرمة رمضان ولا للصيام الله يقول ((شهر رمضان الذي أُنزل فيه القرآن)) ولا أحد هنا نسبة قليلة ما دامت تلك النسبة قليلة الله لا يغير الواقع لأن القاعدة الذهبية في تغيير الأُمة الله عز وجل يقول ((إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم))، البداية إصلاح بالنفس، (لا تنه عن خلق وتأتي مثله عار عليك إذا فعلت عظيم)، رمضان محطة رهيبة لا تعوض، تغيير السلوك نمط الحياة، يأتي رمضان بأنواره الله يعطي المجال الإعتماد على النفس".
وإختتم: "النبي ذكر أمامه رجل من الصحابة مسألة قضية الصحابة منه الصحابة ليسوا ملائكة هم أفضل منا بدرجات لكن يبقون بشر، الصحابة ليسوا مقدسين لا يوجد تقديس للشخص في الإسلام (كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون) النبي قال لهم القاعدة الذهبية (لا تكونوا عون الشيطان على أخيكم)، والإنسان يخطأ وسمي الإنسان لكثرة نسيانه وعندما الإبن ينجب طفلًا يأخذ الجينات عن والده ووالدته والله ذكر عن النسخة الأصلية من البشر آدم ذكر فيها مثاب نواقص ((ولقد عهدنا إلى آدم من قبل فنسي ولم نجد له عزما))، ((وخلق الإنسان ضعيفا)) ويجب على الإنسان أن يعيل الناس على شياطينهم ولا يكون حليفًا للشيطان عليهم اللهم إني صائم، هذه المعاني يجب أن تذوت فينا معاني بسيطة من أساس الصيام ومدارس الصيام ومهما تكلم شيخ أو داعي أو عالم لم يسكنوا من الصيام أبدا لأن الصيام فريضة وليست عبدًا وختمها القرآن الكريم بنص عظيم ((كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون)) الحصول على ثمرة الصيام التقوى والتقي الآدمي مع نقسه ومع الله ومع خلق الله".
وحث على إغتنام العشر الأواخر وإستثمار الفرصة موسم الخير والعبادة والطاعة في شهر رمضان المبارك والإكثار من الإستغفار والدعاء وصلة الأرحام ولين الكلام وإفشاء السلام وقراءة كتاب الله وتمعنه وليس مرور الكرام وتدبره.
وفي الختام دعا الله سبحانه وتعالى أن يفرج الكرب وييسر الأمر ويتقبل الصيام ويحقن الدماء في شتى بقاع المعمورة.