بحسب المقولة المنسوبة للإمام علي بن ابي طالب قال:" لو كان الفقر رجلا لقتلته"، لكون الفقر ذو تأثير قوي على النفس البشرية ويتمنى كل انسان ما ليس عنده بظنه انه سيصل الى السعادة، ولكن الفقر هو مصطلح نسبي مقرون بكيفيه رؤيه الامور المادية وكيفيه تفهم الواقع والمقارنة مع الاخرين.
لذلك هذا النوع من النقاش ينتهي دائما بمسألة البيضة والدجاجة وأيهما أتى أولاً،
من حيث انه لا يوجد وضع ثابت في هذا النقاش يقول أن هذا فقير أو تحت خط الفقر، وهذا غني أو فوق خط الغنى.
في زماننا هذا مثلا قد نعتبر من لا يملك سيارة فقيرا، ، بينما يجوز أن نعتبر من يسافر كل سنة للسياحة غنياً.
هنالك اختلاف في نوعية مستوى المعيشة بحيث المجتمع الإنساني بشكله العام يرى تلك الفروق الضخمة بين الأغنياء والفقراء ، فالغني أصبح شديد الثراء والفقير أزداد فقره ولذلك اتسعت الفروق والفجوات الاجتماعية بين البشر ، فهناك مشكلة في تحديد مستويات الفقر التي تصل كل سنة إلى قاع أعمق من سابقه، بينما لا يوجد سقف للغنى.
ولو كان هناك عدل لحدث العكس تماما، وهو أن تهبط أسقف الثراء وترتفع قيعان الفقر، خاصة وأن سقف الغنى إذا هبط ليس له توابع، بينما للفقر زوابع مرعبة من بينها الجهل والمرض والجريمة.
الفقر يجعل افراد المجتمع يتسارعون لكسب لقمة العيش بكل الطرق والوسائل واحيانا قد تكون هذه الطرق غير مشروعة.
من هنا يبدأ الانزلاق الاخلاقي ووباء العنف بأشكاله في المجتمع لان الفقر بحد ذاته جريمة ونوع من انواع العنف.
وتخلق حالة من الفوضى في القيم الاجتماعية والإنسانية وتدني الأخلاق والسلوكيات ،اضافة انه اساس تفشي الجهل ، من هنا فاني أتساءل واقول "أن من قال الفقر ليس عيباً " كان يريد ان يكملها ويقول: بل جريمة ، ولكن الأغنياء قاطعوه بالتصفيق الحار...وكاد يسمع صوت الصفير من كثرة الحماس.