أرييه جولان عيران زنغر والإعلام الإسرائيلي المجند/ بقلم: خالد خليفة

خالد خليفة
نُشر: 01/01 17:10,  حُتلن: 17:57

خالد خليفة في مقاله:

لجولان تأثير واسع النطاق على الشارع والمستمعين الاسرائيلين، وهو يقوم بغسل دماغ وتعبئه وتجنيد للشارع الاسرائيلي على كافة الاصعدة

لقد استطاع هذا الشخص المسمى "عران زينغر" ان يتغلب على "تسفي يحزقيلي" من القناة العاشرة بحيث ان زينغر يعطي الانطباع على انه لطيف أما يحزكيلي والذي أصبح يهوديا متزمتا ويخفي أي علامات دينيه في مظهره الخارجي

تسوق إسرائيل للعالم بأنّ صحافتها هي صحافة استقصائية وديمقراطية، و لكنها في واقع الامر تعتبر صحافة مجندة وتبعوية لأمن اسرائيل القومي وسياسة حكامها.
وتقوم الصحافة الاسرائيلية ايضا بدور مهم في بناء الوعي القومي للإسرائيليين في مجتمع متقلب يعيش عدم استقرار سياسي ويحتاج إلى تجنيد متواصل لتقديم التضحيات ومواجهة الأعداء.
حيث يستثنون في هذا الاطار المواطنين العرب كجزء من الحوار في داخل الدولة وتستعمل العرب وخاصة ممثليهم الذين يشاركون الإعلام الاسرائيلي في محاوراتهم و مقابلاتهم ولا يفقهون انهم يستعملون كتغطية لإحكام غسل الدماغ الذي يديره الإعلام الإسرائيلي على المواطنين اليهود.
وهنالك الكثير من الإعلاميين اليهود في الصحافة الاسرائيلية الذين يشنون بشكل دائم ومتواصل هجوما كاسحا خفيا وحتى علنيا على المواطنين العرب حيث لا يقف امامهم او ينتقدهم اي احد لا من السياسيين العرب او من المؤسسة الاسرائيلية الحاكمة.
فلنأخذ مثلا الصحفي "أرييه جولان" من الموجة الثاني רשת ב" הבוקר הזה"، حيث يمتلك موقعا قويا يبث في ساعات الصباح كل يوم وعلى مدى العشرين عاما الاخيرة للإسرائيليين تحريضه واستهزائه على العرب و يعتبر هذا الاعلامي غير متزن ومعادي بشكل رهيب للعرب والفلسطينيين ويقابل بين المرة والاخرى البعض من نواب القائمة المشتركة كأحمد طيبي،عايدة سليمان وأيمن عودة ويستعمل مقابلاته معهم فقط لإعطاء الانطباع بأنه متزن ويستمر في نفس النشرة في تحريضه على العرب.
وقبل ستة اشهر وعندما نشب نزاع بين اسرائيل وبولندا، وبدأ الاعلام الاسرائيلي بالتحريض على بولندا في مسألة مسؤولية الشعب البولندي عن محرقة اليهود لم ينبس ارييه جولان ببنت شفة عن المسألة البولندية ولم يُحرض على بولندا، كونه يشغل منصب القنصل الفخري لبولندا في البلاد، ولم يتطرق احد من الاعلاميين والمسؤولين العرب او اليهود الى ولائه لبولندا، وعدم مصداقيته الصحفية في هذا الشأن.
ولجولان تأثير واسع النطاق على الشارع والمستمعين الاسرائيلين، وهو يقوم بغسل دماغ وتعبئه وتجنيد للشارع الاسرائيلي على كافة الاصعدة، اذا كان ذلك ضد سكان غزة و العرب في اسرائيل.
وإضافة إلى "ارييه جولان" هنالك العديد من الصحفيين الاسرائيليين في القناة الاولى الممولة حكوميا والذين يقومون بتأليب الرأي العام الاسرائيلي ضد العرب وعلى رأسهم "كلمان ليبسكيند" קלמן ליבסקינד، זאב קם، ערן זינגר، עירית לינור وآخرين.
في هذه المقالة سوف أتطرق ايضا إلى الصحافة المستعربة والتي تتداخل مع عمل القناة الاولى في الراديو والتلفزيون والمتمثلة بالصحفيين المستشرقين الذين يعملون بالتوازي مع "ارييه جولان" و"كام" كالصحفي "عيران زنغر" ( ערן זינגר) والذي يغطي الشؤون العربية والإقليمية والدولية التي لها علاقة مباشرة أو غير مباشرة بالشأن العربي أو الإسلامي حيث انه يغطي وبشكل متواصل أخبار سورية، العراق، ولبنان وكافة الدول العربية من مشرقها إلى مغربها، إضافة إلى المسلمين في كافة أنحاء العالم، وقضايا الإرهاب والتحرر القومي.
لقد استطاع هذا الشخص المسمى "عران زينغر" ان يتغلب على "تسفي يحزقيلي" من القناة العاشرة بحيث ان زينغر يعطي الانطباع على انه لطيف أما يحزكيلي والذي أصبح يهوديا متزمتا ويخفي أي علامات دينيه في مظهره الخارجي، فقد كان يثير الريبه والشك والخوف وخاصة في برنامجه الشهير الذي حاول فيها اختراق الجاليات الاسلامية في اوروبا واظهارها على انها مؤيدة للإرهاب في مطلع هذا العام .
وقد تغلب زينغر أيضا على "גל ברגר" (غال برغر) وقام بإبعاده عن تغطية الشؤون العربية و زجه في الشأن الفلسطيني. هذا ويعتبر اليوم زينجر مراسلا لشؤون العرب, أي כתב לענייני ערבים. وكما أسلفت، فانه يغطي للإذاعة الاسرائيلية وبشكل واسع عن أي تحرك أو حدث عربي يحدث في العالم العربي.
أما القول بأن شخصا واحدا هو خبير في الشؤون العربية فهذا أمر مهين تماما كالقول بأن شخصا واحدا هو خبير بشؤون اليهود . و كنت قد عملت في السابق في الولايات المتحدة وبالتحديد في نيويورك ولا يجرأ احد هناك صحفيا أم خبيرا بالقول بأنه خبير في شؤون اليهود لأن هذا التعبير هو تعبيرا محقرا كان ساريا في ألمانيا في الثلاثينات ابان الحكم النازي .
فصحيفة نيويورك تايمز يملكها اليهود ويقرأوها اليهود ويعمل فيها يهود أمريكيين ولكنها لا تجرأ أبدا أن تقول بأنها تشغل صحفيين لشؤون العرب بل تقول بأنه خبير في شؤون الشرق الأوسط
فالخبرة بالأعراق هذه أمور من الماضي ويجب على الجميع الإقلاع عن التكلم بها.
أما بما يتعلق بمصادره " زينغر" الصحفية، فهي أيضا مشبوهة، بحيث انه يغطي الشأن العربي وبشكل متواصل 247 ولا يسمي مصادره، بل يعتمد على مجموعة من المتنصتين. كشمعون مجان و اخرين, بحيث أنه يوحي للمستمع بأن المئات من شاشات التلفزيون والراديو والصحف تعمل لصالحه وبشكل مجاني. وما لا يذكره هو بأنه يمكن أن تعمل لصالحه وكالة تنصت مركزية ومئات من المجندين من الجيش الاسرائيلي يعملون تحت إمرته من حيث استقصاء الأحداث بشكل متواصل.
إن هذا الأمر يتناقض مع أخلاقيات العمل الصحافي بحيث أن الصحفي عليه أن يقوم هو بنفسه بجمع المعلومات والأخبار ولا يعتمد على جيش كبير من جامعي المعلومات الذين يعملون لإمرته في أي لحظة ما.

وإذا كنا نتكلم عن عمل نواب القائمة المشتركة والذين يدلون بشكل متواصل لأسئلته ومقابلاته معهم فانه من الواجب عليهم أن يفحصوا و يتحققوا من تلك الأمور المتعلقة بهذا الصحفي الخبير قبل الإجابة عن أسئلته واستفساراته المثيرة للجدل.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net   

تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة