هل تسمعين؟/ بقلم الإعلامي والكاتب نادر أبو تامر

نادر أبو تامر
نُشر: 01/01 10:53,  حُتلن: 11:13

في مثل هذه الساعة تبدأ القشعريرة عندي،
نبضات قلبي تتلخبط وتتعثر،
كنت في المدرسة، في يوم تعليمي عادي، فاستدعوني فجأة الى غرفة المدير،
لأول مرّة التقي به، بدأ يحدثني عن الغياب والحياة والموت والخسارة،
وأنا أفكر بما خسرته من الحصة،
ولماذا صرت مرة واحدة طالبًا هامًّا الى درجة أنّ المدير يريد الاجتماع به،
ولم أكن أعلم أن أكبر خسارة في حياتي ستأتي بعد دقائق.. أكبر خسارة سأشهدها في حياتي.
طلب مني المدير أن أحمل حقيبتي وأعود الى البيت، لم أكن فرحًا بهذا الاقتراح السخي منه، رغم أن كل الطلاب يترقّبون مثل هذه الفرصة الثمينة للتحرر من يوم تعليمي طويل،
في الطريق الى البيت كان جميع الجيران يتابعون تحركاتي، ينظرون إليّ، يراقبونني،
حتى الجيران، مثل المدير، يهتمّون بي فجأة،
جميعهم كانوا يعرفون إلا أنا،
وعندما وصلت الى البيت، كانت هناك جماهير غفيرة،
وكان بينهم أبي، كان يبكي ويبكي،
لأول مرة في حياتي أراه يبكي بهذه الحرقة، وبهذا الشكل..
__
ومنذ تلك اللحظة..، في كل ليلة أناجيها، أحدثها، أشركها بكل ما في وجداني، وأصلي لها..
أنا أعرف بأنّ الأمّهات يسمعن رغم وجودهن هناك عاليًا في السماء..
أصلّي لها، وأنتظرها، لعلها تجيبني ذات دمعة،
منذها والشوق لا يغادر ثيابي..
أمّي..
أنتظر إجابتك!

موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.net


تابع كل العرب وإبق على حتلنة من كل جديد: مجموعة تلجرام >> t.me/alarabemergency للإنضمام الى مجموعة الأخبار عبر واتساب >> bit.ly/3AG8ibK تابع كل العرب عبر انستجرام >> t.me/alarabemergency

مقالات متعلقة