إبراهيم بشناق في مقاله:
أصبحت قضية تمكين المرأة سياسياً من أهم القضايا المعاصرة وكَثُر في الآونة الأخيرة الحديث عن ضرورة مشاركتها في الحياة السياسية وكثرت العناوين والمسميات التي تهتم بشؤونها
نحن الأن نعيش فى القرن الحادي والعشرين ونرى كيف تأثرت المجتمعات من ثقافات مغايرة لثقافتهم الأصلية ليبرز دوراً هاماً جديداً للمرأة في مجتمعها غير الدور التقليدي الذي كان سائداً في الماضي
ما هو عدد النّساء في المجالس المحلية أو البلديّات اليوم وكم سيكون في الإنتخابات التي نحن مقبلون عليها أواخر أوكتوبر المقبل، لِمَ لا يُفسَحُ المجال للمرأة كي تصل إلى سدّة الحكم المحلي؟
لم يشهد التاريخ المعاصر للمجتمع الإنساني صراعاً إجتماعياً مثلما شهد حضور المرأة في المشهد الإجتماعي بشكل خاص وكذلك في معترك الحياة بشكل عام وقد استلزم هذا الأمر وقت طويل حتى آمنت الشعوب وأجمع مفكروها بأن عمل المرأة ومشاركتها في عمليه بناء المجتمع أمر ضروري وقد أسهم في ترسيخ هذا قيام الثورات السياسية وثورات التحرر وما أتت به من أفكار بعد ذلك.
وبعد ذلك أصبحت قضية تمكين المرأة سياسياً من أهم القضايا المعاصرة وكَثُر في الآونة الأخيرة الحديث عن ضرورة مشاركتها في الحياة السياسية وكثرت العناوين والمسميات التي تهتم بشؤونها.
علينا أن تذكّر دائماً أن المرأة نصف المجتمع وهى التى تقوم بتربية نصفه الأخر .
نحن الأن نعيش فى القرن الحادي والعشرين ونرى كيف تأثرت المجتمعات من ثقافات مغايرة لثقافتهم الأصلية ليبرز دوراً هاماً جديداً للمرأة في مجتمعها غير الدور التقليدي الذي كان سائداً في الماضي على الرغم من إعتراض الكثيرين وبالإضافة الى ما واجهته المرأة من تحديات وظروف صعبة حتى انتصرت واستطاعت كسر الطوق الذكوري السائد لتدخل البرلمانات والبلديات من خلال المواقع المخصصة لهن أو بالإنتخاب ليُعتبر ذلك بداية لنهاية التمييز داخل المجتمعات .
ولم تكتف ِالمرأة بمجرد إثبات وجودها فى كافة المجالات إنما أرادت أن تنجح أيضا في المجال السياسي وفي الحياة السياسيه فأصبح دورها فى أي مجتمع حقيقة لا يمكن أن نكرانها.
ومع ذلك تواجه المرأة في العديد من المجتمعات معّوقات كثيره، مما جعل من دورها في بعض المناطق دور تمثيلي ( دبوس في معطف ) فقط دون أن تُعطى الفرصة لإثبات ذاتها وكفاءتها فعليا. وبالرغم من ذلك زاد دورها وأخذ يتطور ويظهر عاماً بعد عام ورأينا دورا أكثر فعاليه للمرأة فى البلدات المختلفة حتى وإن كان بسيطاً .
وهنا لا بدّ لي أن أسأل :
ما هو عدد النّساء في المجالس المحلية أو البلديّات اليوم وكم سيكون في الإنتخابات التي نحن مقبلون عليها أواخر أوكتوبر المقبل، لِمَ لا يُفسَحُ المجال للمرأة كي تصل إلى سدّة الحكم المحلي؟ لِمَ لا ندعمها لتحصل على فرصتها ؟
حتى لدى المنفتحين تجاه قضايا المرأة نجد أنّ أقصى ما يمكن أن يكون دور المرأة هو عزلها في إطارٍ نسائيٍّ ولجانٍ نسائيّةٍ وهيئاتٍ نسائيّةٍ فقط وعدم إشراكها في شؤونٍ أخرى كالسياسة أو الثّقافة أو التَّخطيط. نعم، هناك تغييبٌ للمرأة، ولا يكفي أن تتواجد في الإعلام كشكل، والذي هو في كثير من الحالات تقييد وإمتهان لدورها أكثر من إطلاقه، لأنَّه يجعلها أسيرة الكاميرا ومتطلّباتها ومتطلّبات النجوميّة ولعبة الشّكل، مما نراه يحجِّمها ولا يطلقها.
وهنا لا بد لي الإشارة من الزمن الغابر إلى تجربة بلقيس الّتي تولَّت أمر مملكة سبأ، والتي خلّد القرآن تجربتها وحكمتها مقابل صلابة الرجال وكذلك لا بد للإشادة بالدور الذي تلعبه أنجيلا ميركل في قيادة ألمانيا في عصرنا هذا على أمل أن نرى قياديات مثلهن في بلداتنا.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net