الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 08:01

الصلاة في القدس..بقلم: هارون عمايرة


نُشر: 21/09/08 07:09

الشباب الفلسطيني يتمنوا أن يتقدم بهم السن بسرعة حتى يصُلوا في القدس
شباب أخر يرغب في تحويل جنسه من رجل إلى امرأة حتى يسمح له بالصلاة في القدس
 

للمرة الثالثة من هذا العام  وفي شهر الخير تتصدد قوات الاحتلال لأبو سالم الذي يعيش في إحدى المدن الفلسطينية  ويتوجه كل يوم جمعة إلى المعابر والبوابات التي تسمح بدخول الفلسطينيين إلى القدس من اجل أن يكسب صلاة في الحرم القدسي لكنه يبقى الجواب الذي يواجهه دائما من جنود الاحتلال (اذهب يا عزيزي واكبرلك كمان خمس سنوات حتى يصير عمرك خمسين سنة وبعدها تعال ادخل القدس او بتروح بتجيب تصريح إذا طلطعلك)
أبو سالم الذي يواصل كلماته بنبرة الحزن والأسى على ما يقوم به جنود الاحتلال من استهزاء بالمواطنين الفلسطينيين عند توجههم كل يوم جمعة للصلاة في الحرم القدسي حيث يقول كلما زاد شوقي للصلاة في القدس زادني شغفاً وعشقاً بأن  أصبح عجوزا كبيراً حتى استطيع أن أصل إلى الحرم القدسي  من دون استهزاء من جنوداً لا يعرفون حرمة هذا البيت ولا يتخيلون كم  هي درجات الآجر التي يحصل المسلم من صلاته في القدس ,فنحن تعودنا من كل عام أن نلبي نداء القدس في الصلاة والاعتكاف بها  طيلة الشهر الفضيل لكن إجراءات الاحتلال  من إغلاق وحصار وبناء للجدار منعتنا من القدوم إلى المدينة حتى في أيام الجمع من أيام الشهر الفضيل  والذي تظهر به كل فترة وأخرى تصريحات المسؤولين الإسرائيليين بأنهم يقومون بتسهيلات من اجل دخول المصليين الفلسطينيين إلى المدينة لكن الشاهد على هذا الأمر وافترائهم به هم فقط جموع المواطنين الذين يزحمون مداخل المدينة عند كل يوم جمعة  من الشهر الفضيل
فالقدس أصبحت بنظر الإسرائيليين مجرد أرقام في من يؤمها كل يوم جمعة  ومن يحج إليها من المدن الفلسطينية فالشباب الفلسطيني بما يحمله من عشق لهذه المدينة ومن تعلق حباً بها ردهم عنها كلمة واحدة أنت لا تستطيع الدخول إلى المدينة حتى يصبح عمرك فوق الخمسين عاما  أو أن تحول جنسك إلى انثى ونسمح لك وقتها أن تدخل  بعمر لا يقل عن خمسا وأربعين عاما
فيقول احد الشباب طالباً من احد الجنود المتمركزين على إحدى نقاط العبور خارج المدينة مستهزئا ليس بالجندي إنما بالظرف الذي هو به  (هل من الممكن أن تسمح لي بالعبور إلى داخل الخط الأخضر للوصول إلى إحدى المستشفيات من اجل إجراء عملية جراحية وأغير جنسي من ذكر  إلى انثى ) فالأحاديث التي تدور بين  المواطنين وجنود الاحتلال لا تتعدى دائرة المحاولة والمناقشة والتفاهم فيما بينهم لعل وعسى أن يرق قلب احد الجنود على بعض من  هؤلاء المواطنين مما يقل أعمارهم عن الخمسين عاماًَ وان تأخذهم بهم رحمة على وضعهم الصحي  والذي  يصعب الحديث عنه في ظروف الصيام ودرجات الحرارة الحارقة  والتي تواجه المواطنين يوميا على الحواجز الإسرائيلية ولكن قلما يحصل أن يقوم احد الجنود بالسماح لبعض المواطنين بالدخول دون إتمام الشروط التي تضعها الحكومة الإسرائيلية لمنع المواطنين من دخول المدينة المقدسة 
حتى أن بعض الجنود أصبح يأخذ من جواب المواطنين والرد على استفساراتهم ثقلاً عليه وتعب لا يستطيع عليه تحملاً ,فعلى رد تتابع  من احد الجنود والذي يتكلم العربية بطلاقةً  بأنه قال لهم  العبارة الشهيرة والتي ينطق بها العرب عندما يستخفون بمن يتحدثون معه ولا يرغبون في إعادة الكلام الذي قيل وهي (كلام الملوك لا يعاد) فقد جسد هذا الجندي نفسه ملكاً وسلطانا في المعابر المؤدية إلى المدينة المقدسة والتي يحرسها من المصليين العنيفين حسب ردة  فعلهم معهم ورفض أن يعيد كلماته على المواطنين ساحراً وساخراًً من حالهم والذي فرضه عليهم واقعاً يصعب احتماله

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
295460.25
BTC
0.52
CNY
.