د. محمد خطيب:
بعد أن قمت بفحص جميع المركبات والحيثيات والأبعاد المتعلقة بقرار الترشح قررت التخلي عن فكرة الترشح للرئاسة
الظروف الشخصية غير المواتية شكلت المعيار المركزي لقراري هذا، حيث أنها لا تمكنني من القيام بمسؤوليتي على أكمل وجه في المستقبل القريب
أتمنى النجاح لكل من يريد حقيقة الخير لهذا البلد، وأتمنى لهذا البلد الخيّر صورة انتخابية راقية تليق بنا كمجتمع عريق
أعلن الدكتور محمد خطيب عن تنازله لفكرة خوضه للانتخابات لرئاسة مجلس مجد الكروم المحلي، وذلك من خلال بيان نشره على صفحته الخاصة في شبكة التواصل الاجتماعي فيسبوك. وبذلك يبقى رئيس المجلس الحالي سليم صليبي مرشحًا وحيدًا حتى الان للرئاسة.
وجاء في البيان الشخصي الذي نشره الدكتور محمد خطيب:"قبل خمس سنوات (سنة 2013) رشحت نفسي لوظيفة رئيس المجلس المحلي ايماناً بأهمية هذه المسؤولية أولاً واقتناعاً بقدرتي واستعدادي لتحملها وأداء الأمانة على أفضل وجه، وأدرت منافسة انتخابية نظيفة، حضارية، واعية اعتبرت مثلاً يحتذى به وبذلك حفظنا جميعاً السلم والسلام الأهلي لبلدنا الحبيب. لم يحالفني الحظ آنذاك بالحصول على ثقة الأغلبية المطلوبة وفزت بثقة ٣٠% من المواطنين وهي ثقة أعتز وأفتخر بها وسأبقى مفتخراً طيلة حياتي. فيما بعد الانتخابات ناديت بمنح الفرصة الكافية والوقت المطلوب لرئيس وأعضاء المجلس لممارسة مسؤولياتهم ومن ثم دعمهم في نجاحاتهم ونقدهم البناء في إخفاقاتهم وهكذا فعلت بنفسي في مسائل مختلفة. بشكل شخصي، حاولت المساعدة ودفع العديد من الأمور البلدية مقابل رئيس المجلس غير انني وللأسف لم ألقَ اي تجاوب أو تعاون أو مشاركة، وهذا يأتي في سياق نقض كل الشعارات التي رفعت اثناء الحملة الانتخابية السابقة، فكان من الأفضل أن أوجه جهودي ونشاطي من خلال أطر أخرى".
وتابع خطيب:"ونحو الانتخابات القريبة راودني السؤال هل أرشح نفسي ثانية أم لا؟ خاصة وانه لا يخفى على أحد ما آلت اليه الأوضاع في بلدنا على المستوى البنيوي (الفوضى والاعتداء على الملك العام) والأهم المستويين الاجتماعي والمجتمعي (العنف، ثقافة الاستغلال، انعدام القيادة المجتمعية تكريس العائلية والفئوية وسياسة فرق تسد) رغم ما نراه من التغيير الشكلي في بعض المجالات (وهو مهم أيضاً) والذي يفقد معناه وأثره إذا لم يكن في سياق رؤيا ومشروع نهضوي متكاملين لما يجب أن تكون عليه مجد الكروم، الأمر الذي يفتقر اليه المجلس الحالي".
وأضاف في منشوره:"لا أنكر أن اتخاذي لأي قرار في هذا الموضوع لم يكن أمراً سهلاً لأنه قرار مصيري في جميع المستويات، خاصة وأن كرسي الرئاسة لم يكن ولن يكون بالنسبة لي هدفاً بحد ذاته بل وسيلة فقط لخدمة هذا البلد من موقع مسؤولية وهو ليس أمراً أسعى إليه بكل ثمن. بالمقابل فإنني أعي جيداً حجم المسؤولية التي تقع على عاتق كل واحد منا وضرورة تغيير الواقع ونهج العمل الحالي في السلطة المحلية والذي برؤية معمقة ومستقبلية لا يصب في مصلحة هذا البلد. كل ذلك تطَلّب التفكير والتأني وعدم التسرع في اتخاذ أي قرار. من المعروف والطبيعي أنني تقبلت العديد من التوجهات من أبناء هذا البلد وشبابه المحترمين الغيورين عليه الذين يؤمنون بالحاجة والضرورة في التغيير، هؤلاء الذين يحملون فكراً نهضوياً يخدم هذا البلد ومشروعاً اجتماعياً يحفظ ويعزز النسيج الاجتماعي بعيداً عن سياسة التفرقة واختراق الصفوف من أجل أهداف ضيقة. كما أنني أدرك حجم الدعم لترشحي والاستعداد لإدارة منافسة انتخابية راقية حضارية وناجحة وهنا أريد أن أشكرهم جميعاً من الأعماق وأدعوهم الى عدم التخلي عن رؤياهم ومشروعهم في التغيير الى الأفضل.
لكنني وبعد أن قمت بفحص جميع المركبات والحيثيات والأبعاد المتعلقة بقرار الترشح ومنها السياسية، التنظيمية والأهم الشخصية، وبعد الأخذ بالحسبان كل المتغيرات قررت التخلي عن فكرة الترشح للرئاسة وأؤكد للجميع أن الظروف الشخصية غير المواتية شكلت المعيار المركزي لقراري هذا، حيث أنها لا تمكنني من القيام بمسؤوليتي على أكمل وجه في المستقبل القريب. بالتأكيد لا أستطيع الشرح هنا وربما لا حاجة لذلك. أدرك انني ربما لم ألبي توقعات ورغبات البعض الذين رأوا بي مرشحاً جديراً واشكرهم من الأعماق على ذلك، ولكن حقيقة فإنني لا أستطيع الإقدام على عمل لست جاهزاً له مئة بالمئة في جميع المستويات خاصة إذا كان به حمل أمانة ومسؤولية أمام الله والناس.
أتمنى النجاح لكل من يريد حقيقة الخير لهذا البلد، وأتمنى لهذا البلد الخيّر صورة انتخابية راقية تليق بنا كمجتمع عريق. دمتم ودامت مجد الكروم بأهلها"، إلى هنا البيان.
سليم صليبي - الرئيس الحالي لمجلس مجد الكروم