نعرف أن التجمّع الوطنيّ الديمقراطيّ يستعد في هذه الأيام لخوض الانتخابات المحليّة في عدة قرى ومدن، منها قوائم عضوية ومنها مرشّحي رئاسة، ما هو الدافع الأساسيّ من وراء خوض هذه المعركة وما هو الجديد الذي يقدمه التجمّع لجمهور الناخبين برأيك؟
صحيح، سيخوض التجمّع الانتخابات المحليّة في مجموعة كبيرة من المجالس المحليّة والبلدات من شمال البلاد الى جنوبها. نحن كتجمع، نرى ان احتياجاتنا ومشاكلنا كاقليّة عربيّة في كافة القرى والمدن على المستوى المحلي هي مشتركة ومتشابهة الى حدّ كبير، مع الاشارة طبعًا الى الخصوصيّة في كل بلدة وبلدة. التوجّه للعمل البلدي من خلال رؤية وعمل قطريين تحوّل العمل البلدي من عفوي وارتجالي الى عمل ممؤسس ومنهجي، كما انّها تحوّله من مخزون شعارات انتخابي يلامس عاطفة جمهور الناخبين الى خطة عمليّة تلبّي احتياجاتهم. على هذا الاساس، نحن نقول انه لا يمكن لبلدة دون اخرى ان تواجه التحديّات اليوميّة لوحدها، لا يمكن على سبيل المثال حل ازمة التخطيط والمسكن فقط في القرية العينية هذه او تلك، فهذا الموضوع متعلّق بعملنا كعرب عمومًا امام المؤسّسة الاسرائيلية التي تعمل على محاصرة العرب في اضيق حيّز مكاني ممكن، ولهذا علينا ان نتجنّد كقوائم تخوض الانتخابات المحليّة في مجموعة من القرى والمدن، من اجل النضال والعمل على حلّ هذه الازمة وغيرها من الاشكالات التي تواجهنا كعرب. اذا اردنا ان نجمل ما يطرحه التجمع لهذه الانتخابات، فنحن سنعمل محليًّا وبتنسيق قطري بين كافّة قوائمنا للرئاسة والعضويّة على حل مشاكل الناس بشكل جماعي يمكّننا من التأثيرفعلًا على قرارات السلطات المتعلّقة بنا.
ما هي برأيك أفضلية الأحزاب عمومًا على القوائم والمرشحين المحليين الذين هم خارج الأطر الحزبيّة؟ لماذا لا تُترك هذه الساحة لأشخاص غير محزّبين وتبقون أنتم في المعركة البرلمانية والمؤسسات الأخرى المنبثقة عنها؟!
في النهاية ابناء الاحزاب المرشحين للقوائم المحليّة هم ايضا مرشحون محليّون، ابناء قراهم وابناء مدنهم، والغالب انّهم مطّلعون ومشتبكون في القضايا الجماهيريّة التي تخص بلدانهم عمومًا، وبهذا المعنى لا ندّعي افضليّة لقوائم على حساب قوائم اخرى من جهة، ولكن ومن جهة اخرى، فنحن حزب يحترم العائلة ويبغض العائليّة ولا يرى في المجالس المحليّة والبلديّات مكانًا للاحتراب على اساس عائلي صرف. وظيفة المجالس المحليّة ان تقوم على خدمة ابنائها واهلها لا على التنافس من اجل تحصيل المناصب والتوظيف العائلي وفق محاصصات لا تمتّ للكفاءات بصلة. بالاضافة لذلك، فالاحزاب لها حضورها في لجنة المتابعة وفي القائمة المشتركة وفي اللجنة القطريّة للسلطات المحليّة، وبهذا المعنى، فالقائمة الحزبيّة مشتبكة في اكثر الاطر تمثيلًا وتأثيرًا في المجتمع العربي الفلسطيني، وهي بالضرورة تحمل مشروع لبناء الانسان وارساء القيم والتحسين المستمرّ لجودة الحياة عند الناس عمومًا.
ما هي الملفات التي سيتبناها التجمّع وعلى أي الأمور سيتم التركيز في حملتكم الانتخابيّة القريبة؟
نحن على اطلّاع على مجمل الملفّات التي تشغل بال الاهالي والشباب، وليس فقط في الرينة وانما في عموم مجتمعنا العربي. التربية والتعليم، العنف، الارض والمسكن والتخطيط، التطوير الاقتصادي، هذه العناوين تتصدّر اهتمامات الناس وتشكّل همومها الاساسيّة في ايّامنا، وان كان بتفاوت بين ملفّ واخر، او بين بلد واخر. حتّى العنف، الذي يعتبر نسبيًّا غريبًا على الرينةـ ولم يتحوّل داخلها الى آفة مثل كثير من القرى والمدن العربيّة، علينا ومنذ اليوم، ايجاد الوسائل والسبل لابقائه خارج قريتنا. بالمجمل، يمكن القول هذه هي القضايا التي تشغل بال الناس بمختلف شرائحهم العمريّة، وهي القضايا التي سنوليها اهميّة خاصّة وفق تصور وبرنامج عملي يتيح تغيير الحالة الخانقة التي تسيطر على المشهد المحلي.
نائب الامين العام للتجمع يوسف طاطور، كونك ابن قرية الرّينة، هل تم التفكير في خوض الانتخابات المحليّة في القرية؟ هل ستكون هناك قائمة عضوية للتجمّع؟
نحن في التجمع الوطني الديقمراطي نرى اهميّة كبرى في خوض الانتخابات المحليّة والعمل البلدي الذي يمكن لنا من خلاله خدمة الناس في مناحي حياتهم وهمومهم اليوميّة، والتي لا تختلف عن هموم الناس في اي قرية او مدينة عربيّة اخرى كما اشرنا، وبالتالي فهي لا تنفصل عن السياسة العامّة تجاه المواطنين العرب، والتي نحاربها ونتصدى لها برلمانيًّا. وبناء عليه، في الرينة، وكما في اي بلدة اخرى، سنخوض الانتخابات المحليّة ضمن قائمة منفتحة على عموم الاهل والاخوة، ونعمل من اجل اقامة اكبر تحالف ريناوي مهني وعصري ومواكب للاحداث والعمل البلدي ومشاكل الناس، من اجل النهوض بقريتنا على المستويات المختلفة.
ما هي القضايا التي ستعمل عليها هذه التحالف او القائمة في الرّينة؟هل سيكون لبرنامجكم الانتخابيّ في الرّينة خصوصيّة عن برنامج التجمّع العام؟
كما اسلفت، فانّه وبطبيعة الحال لكل بلدة واخرى خصوصيّة ما. اعتقد، وتحديدًا في الرينة، بالاضافة الى الملفات الكبيرة التي سبق وذكرناها وعلى رأسها قضية الارض والمسكن والتخطيط للبناء، فانّ الحياة الثقافية وقضايا الشباب هي احد الامور المركزيّة التي سنركّز عليها لهذه الدورة. فالرينة بلد الشاعر الفلسطيني حنا ابو حنا، والكاتب والمحاضر فهد ابو خضرة، والشاعر الشعبي ابو الامين الريناوي، ينعدم فيها للاسف المشهد الثقافي الذي يليق بها، والذي يشكّل بالاساس العامود الفقري لتنشئة الاجيال الجديدة والحفاظ على هويّتها. همّنا في القائمة سيكون العمل على اغناء ودعم وتطوير مكانة الرينة الثقافية والذي يضمن مراكمة الوعي والاطلاع والارتباط بالمشهد الثقافي العربي والفلسطيني العام. من جهة ثانية، وبشكل متعلّق، تأمين الاطر والمساحات والمنصّات لشريحة الشباب بما يضمن الحفاظ عليهم وعلى ابنائنا جميعًا من خطر الانزلاق -بسبب الفراغ والكسل الجماهيري- نحو الجريمة او العنف مثلًا، او حتّى الخروج من البلدة لاماكن اخرى توفّر وتسدّ هذه الحاجيّات لدى هذه الشريحة العمريّة.الرينة التي تعدّ 19000 نسمة تستحق قصرًا للثقافة، ومسرحًا، ومكتبة غنيّة جذّابة، وهذا ما سنعمل عليه، لانّ المشهد الثقافي في الرينة واهتمامات الشباب هي قضيّة ملحة بعيون التجمّع. بالاضافة لهذا ستكون للتطوير الاقتصادي حصّة جديّة في عملنا، وذلك من خلال استجلاب مجموعة من المصالح والشركات الناقصة في الرينة، وتأمين فرص عديدة للعمل ولمختلف الشرائح، والعمل على تطوير منطقة صناعيّة لمصالح ومعامل اهلنا في الرينة.