د. سائد حاج يحيى في مقاله:
هذا القانون يُقرّ الحق الاستثنائي الانفرادي في تقرير المصير للشعب اليهودي، إنها الايديولوجيا لإقامة إسرائيل الكبرى
على هذه الأرض يعيش شعبان، لكل منهما الحق في تقرير المصير، بينما هذا القانون يلغي حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وبذلك فإن الضرر لا يمسّْ فقط بالشعب الفلسطيني، بل بالشعب الاسرائيلي أيضا
قد يمرّ هذا القانون اليوم، لكن هذه البقعة السوداء التي ستسجَّل في كتاب القوانين، هي وصمة عار نتعهّد بمواصلة النضال حتى يتمّْ شطبها ومحوها
قانون القومية، هو قانون ايديولوجي بامتياز، ولهذا فإن القانون يحملُ علمين، الأول هو دولة إسرائيل الكبرى، والعلم الاخر هو علم العنصرية.
هذا القانون يُقرّ الحق الاستثنائي الانفرادي في تقرير المصير للشعب اليهودي، إنها الايديولوجيا لإقامة إسرائيل الكبرى، ولكن على هذه الأرض يعيش شعبان، لكل منهما الحق في تقرير المصير، بينما هذا القانون يلغي حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وبذلك فإن الضرر لا يمسّْ فقط بالشعب الفلسطيني، بل بالشعب الاسرائيلي أيضا، وعندها لن يكون هناك مستقبلا للسلام العادل الذي يضمن الأمن والاستقرار لإسرائيل طالما لم يحظ الشعب الفلسطيني بمستقبل يتوفّر فيه الأمن والسلام في دولته المستقلة إلى جانب إسرائيل.
اما الجانب العنصري في مشروع القانون هو أن الحق في تقرير المصير لا يمكن أن يُبنى على أنقاض التمييز على أساس قومي وإنشاء نظام عنصري تمييزي، فليس من حق الأكثرية أن تدوس حقوق الأقلية القومية.
ان هذا القانون يمنح الاستيطان اليهودي الأولوية الدستورية في القانون، وبما معناه فإن هذه الفقرة تُصنِّف المواطنين العرب على أنهم درجة ثانية في الدولة، وبلداتهم درجة ثالثة، وبالمقابل يحظى الاستيطان اليهودي بالقيمة الإضافية من حيث الأولويات.
اما في مسألة اللغة العربية إن ما سينتج عن هذا القانون هو أمر قبيح وشائن، خاصة وأن اللغة العربية هي لغة رسمية في البلاد وستصبح غير رسمية بعد إقرار القانون، وهذه رسالة من حكومة نتنياهو موجّهة للمواطنين العرب بصريح العبارة، أن الدولة لا تعترف بكم وبثقافتكم، وهذا يتناقض مع قرار الأمم المتحدة عام 1947 الذي يلزم كلا الدولتين بحماية حقوق الأقليات مع الحفاظ على الحقوق اللغوية.
على الدولة واجب محو وصمة التمييز العنصري ضد العرب، بما في ذلك وضع اللغة العربية، فهي ليست لغة الأقلية التي تعيش في البلاد فقط، بل لغة كل البلدان العربية التي تعيش في المنطقة، ولذلك فإن المسّْ بها يعتبر رسالة خطيرة للجيران العرب أيضا، زد إلى ذلك أن اللغة العربية هي أيضا لغة اليهود الذين جاءوا إلى هنا من الدول العربية.
لماذا هذا الإذلال للمواطنين العرب ولغتهم الأم؟ بمن سيلحق الأذى من عدم اعتبار اللغة العربية لغة رسمية في البلاد؟ ما المزعج من وجود اللغة العربية الرسمية في شبكة المواصلات العامة ومن سيتضرَّر من ذلك؟... وأنا أردِّد ما قاله صموئيل جونسون في القرن الثامن عشر، س: من يحتاج العنصرية؟، ج: كما يبدو أن العنصرية هي الملاذ الأخير للفاسدين، وهذا ما لمسناه في الانتخابات الماضية في مقولة نتنياهو (العرب يهرولون إلى صناديق الاقتراع)".
قد يمرّ هذا القانون اليوم، لكن هذه البقعة السوداء التي ستسجَّل في كتاب القوانين، هي وصمة عار نتعهّد بمواصلة النضال حتى يتمّْ شطبها ومحوها.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net