سهاد كبها في مقالها:
حسب رؤية نتنياهو فان الحل مع الفلسطينيين في الضفة الغربية هو حل بعيد الأمد. فالاستيطان وضع أوزاره هناك والفلسطينيون يريدون الكثير من الوقت لكي يحلوا مشكلتهم مع الاحتلال
لقد استيقظت القائمة المشتركة بشكل متأخر في مواجهة قانون القوميةً، بعد ان سنت حكومة نتنياهو قانون القومية ووضعته على الاجندة المحلية الاقليمية والدولية.
لقد اراد نتنياهو وبنيت نزع الاعتراف بيهودية الدولة وقوميتها اولا من العرب في اسرائيل. فقد حاول قبل ذلك مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس بمطالبته بالاعتراف بيهودية الدولة ولكن بدون أي نتيجة او موافقة من الجانب الفلسطيني.
اما الدبلوماسية الامريكية فقد وافقت وبدون شروط لمطلب نتنياهو هذا وقد رأينا جاريد كوشنر وجيسون ئرينبلط قد اتوا الى الرئيس الفلسطيني محمود عباس وطالبوه بالاعتراف بيهودية الدولة قبل البدء باي مفاوضات مع السلطة الفلسطينية. وبعد هذا الدعم الامريكي اللامتناهي في يهودية الدولة رأى نتنياهو ان الوقت مناسبا لسن مثل هذا القانون قانون القومية لكي يضبط الاوراق مع الفلسطينيين داخل حدود عام 1948.
فحسب رؤية نتنياهو فان الحل مع الفلسطينيين في الضفة الغربية هو حل بعيد الأمد. فالاستيطان وضع أوزاره هناك والفلسطينيون يريدون الكثير من الوقت لكي يحلوا مشكلتهم مع الاحتلال. اما غزه فهي تعاني من حصار يمكن ان يكون طويل الامد. ولذا فان الوقت مناسبا لسن مثل هذا القانون . لقد كانت ردود الفعل من الجانب العربي وخاصة على صعيد القائمة المشتركة متلبسا.
حيث انهم فوجئوا ولم يردوا بالشكل المناسب على هذا القانون حيث ان هذا القانون ينزع شرعية الوجود العربي في البلاد ويعطي كل الحقوق التاريخية والثقافية لليهود على ارض فلسطين التاريخية كاملة. لقد اراد نتنياهو كسب الوقت وتغيير المعادلة التاريخية بالقول ان أصحاب هذا البلاد هم اليهود وان العرب هم ضيوف حلوا عليهم يعملون وينامون ليلا في ارض اسرائيل على عكس ما قالو بالقائمة المشتركة بان نتنياهو قام بفعلته خوفه من صعود تأثير الصوت العربي .
هنالك حاجة ماسة استراتيجية عربية واضحة المعالم على العديد من الاصعدة واهمها الصعيد المحلي والدولي. فعلى لجنة المتابعة والقائمة المشتركة تجنيد الرأي العام الدولي والمحلي وبسرعة البرق وعليهم استغلال القدرات والطاقات المحلية الكامنة في المجتمع الفلسطيني لمواجهة هذا القانون.
كما ان عليهم بناء استراتيجية تتعلق بعملهم البرلماني وكيفية مواجهة هذا القانون. فاستقالة النائب زهير بهلول ضربت القائمة المشتركة بالصميم وحتمت عليهم التفكير جليا في نجاعة استمرارهم في الكنيست. هنالك حاجه ماسه للإعلان عن اقامة مؤتمر قومي عربي يبحث كافة الاستراتيجيات ويناقشها جماهيريا. كما ان هناك حاجة بالباحثين والمحللين في السياسة الإسرائيلي والعربية والمحامين الدوليين لإعطاء الحلول الواضحة المعالم في مواجهة هذا القانون.
الكاتبة مديرة حركة تنوير الثقافية
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net