تسبب وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون بالكثير من الجدل داخل المملكة المتحدة، الأمر الذي طال رئيسة الوزراء تيريزا ماي، والتي اتهمها عدد من السياسيين والمسئولين بالتهاون في حق التجاوزات التي ارتكبها المسؤول السابق في حكومتها، والتزام الصمت أمام هذه الأخطاء الكثيرة، كما وترويج الإسلاموفوبيا والسماح بالكثير من التجاوزات العنصرية والمهينة في حق المسلمين.
بوريس جونسون
يأتي ذلك على خلفية مقال نشره جونسون في صحيفة التليجراف، في الخامس من الشهر الجاري شبه فيه النساء المنقبات بصناديق البريد. وعلى الرغم من أن المقال كان في الأصل بهدف الدفاع عن حق النساء في ارتداء النقاب في الأماكن العامة بعد أن أصدرت الحكومة الدنماركية قرارًا بحظر ارتداؤه، إلا إن الوزير السابق لم يخف عدم إعجابه بذلك النوع من الملابس.
وقال جونسون في مقالته إنه دُهش من أن تتخذ الدنمارك قرارًا كهذا لتنضم إلى عدد من الدول مثل فرنسا و ألمانيا والنمسا. وتابع: "اتفق معهم في أن البرقع /النقاب قد يكون شيئا ظالما وغريبا بالنسبة للمرأة. ومن الغريب أن يختار الناس بإرادتهم أن يظهروا شبه (صناديق البريد). وإذا اختارت فتاة بكامل إرادتها أن تظهر بملابس تبدو فيها مثل لصوص البنوك فمن حق السلطات التحدث معها، أو يمكن للأماكن العامة وخاصة أماكن العمل أن تفرض ملابس رسمية موحدة لكي يتمكن الأشخاص من رؤية وجوه بعضهم وملاحظة ردود الأفعال. إن ذلك هو ما يحدث بشكل طبيعي، لكن في النهاية المنع الكامل للنقاب في الأماكن العامة قد لا يكون الحل المناسب للمشكلة".
وأثار تشبيه النساء بصناديق البريد بعد ذلك موجة شديدة من الغضب طالت المسؤول السابق ورئيسة الوزراء بسبب تفضيلها الصمت وعدم اتخاذ إجراء صارم تجاهه.
وفي بيان صادر عن المجلس الإسلامي البريطاني، تم وصف جونسون بأنه: "شخص يميني متشدد، بينما هددت النائبة البرلمانية جيس فيليبس بأنها ستقوم بتقديم مذكرة رسمية ضد وزير الخارجية السابق أمام لجنة المساواة وحقوق الإنسان".
كما انتقد النائب ديفيد لامية مقال جونسون من خلال تغريده كتبها على حسابه الشخصي على موقع تويتر قال فيها إن: "النساء في بلادنا يتم خلع النقاب الخاص بهن بالقوة بواسطة مجموعة من البلطجية في شوارعنا. إن ما يقوم به جونسون لا يهدف سوى لإثارة الفتنة".
وفي تصريحات لوزيرة شؤون المساواة في حكومة الظل البريطانية ناز شاه، أكدت فيها إن "إهانات جونسون العنصرية الأخيرة لا يمكن التغاضي عنها كما تم الاعتياد على ذلك"، مضيفة إن: "تشبيه المسلمات بـ« صناديق البريد»، ومقارنتهن بـ«لصوص البنوك» هجوم متعمد تم نشره في صحيفة وطنية. وطالبت الوزيرة رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي، بإدانة تصريحات جونسون باعتبارها واقعة إسلاموفوبيا، الأمر الذي لم يحدث حتى الآن، مما زاد من موجة الغضب داخل بريطانيا.