الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 03:02

ابدعنا بتجنيد الحافلات وأخفقنا بالمضامين/ بقلم: منيب طربيه

منيب طربيه
نُشر: 13/08/18 13:54,  حُتلن: 17:22

منيب طربيه في مقاله:

من المؤسف ان الاستنجاد والتوسل للمحافظة على المواطنة بصيغتها الواضحة كان المشهد الاقوى

نحن نعيش هنا ليس بمنة من احد ولا بمعيّة احد، فليذهب نتنياهو وزمرته ليثبت غير ذلك، وعلينا وضعه في قفص الاتهام في المحاكم الدولية

لا اريد ان أخوض باختيار المكان ولا الطريقة التي تبنتها المتابعة والقطرية لإيصال الرسالة ، لا بل سأخوض في السقف الانبطاحي الذي رسمه البعض من قياداتنا وهوانهم امام جبروت نتنياهو وأزلامه وعدم استغلال إقرار قانون القومية لمواجهة حقيقية مع المخطط الصهيوني المبيت منذ قيام الكيان الصهيوني وفضحه امام العالم.

على الرغم من المجهود الكبير الذي قامت به قيادات ميدانية حقيقية وعلى الرغم من وجود الكثيرين من المشاركين الذين صبوا جل طاقاتهم لإيصال الرسالة الراسخة وهي اننا نحن أهل هذه البلاد الاصلانيين ولا يهزنا اَي قانون قومية ولن يغير من فلسطينيتنا، ومن المؤسف ان الاستنجاد والتوسل للمحافظة على المواطنة بصيغتها الواضحة كان المشهد الاقوى، فالتنظيم والجهد الكبيرين كانا حول تنظيم الباصات للوصول الى تل ابيب ولَم يوضح المنظمون حقيقة إستقلالية الهوية الفلسطينية عن المؤامرة الصهيونية ولَم يجهر المشاركون بأغلبيتهم اننا بغنى اصلا عن إسرائيلية المواطنة والفتات الناتج عنها.

اولا باحة رابين ليست مزارا ولا مربط خيلنا، فالمردود الإعلامي لا يَصب بمصلحة الهوية الفلسطينية، التي كان من المفروض التشديد عليها، ونحن لسنا الذين عليهم إثبات اننا تقبل الاخر او ان نلغيه، فنحن الحلقة الأضعف والتي يجب ان تتميز نضالاتها بالتركيز على حقها في هذه البلاد وحقها بالعيش الكريم وضرورة إلاثبات ملقاة على الاخر المتغطرس والمهيمن هيمنة عمياء، وما كان علينا الاستنجاد، وإنما الجهر بحقنا المطلق بالعيش الكريم على ارضنا فقط، وليعمل نتنياهو وأزلامه على إثبات انهم ليسوا بمغبة اقصائنا وليس نحن.

نحن نعيش هنا ليس بمنة من احد ولا بمعيّة احد، فليذهب نتنياهو وزمرته ليثبت غير ذلك، وعلينا وضعه في قفص الاتهام في المحاكم الدولية والتي ظاهريا تنادي بحرية الشعوب بالعيش الكريم.
لسنا المجرمين ولسنا من قام بالتهجير والذبح، هل يعقل ان نضع أنفسنا بوضعية الاتهام وان نبدأ بإثبات اننا وحضارتنا وأعرافنا لا تسمح لنا بإلغاء الاخر؟ هل يعقل ان نستجدي للحصول على حقوقنا الطبيعية ؟ ها هو نتنياهو يطل علينا برده النزق والمتسرع وبدون اَي تردد ليقول ان رفع الاعلام الفلسطينية هو إثبات صحة وضرورة قانون القومية.
لمن يظن ان نتنياهو هاو فهو مخطئ ، نتنياهو يعي جيدا ما يقوم به، فما دعى اليه ملوك اسرائيل ولَم يجرؤ احد منهم على تنفيذه لخشيته من الرأي العام العالمي، اما نتنياهو فعمل جاهدا ليصادق عليه خاصة في ظل الدعم منقطع النظير من الشعب الاسرائيلي، فنتنياهو لا يأبه لأي جهة عالمية ، ولا يعنيه لتثبيت حكمه سوى دعم جمهوره اليميني المتطرف.
وما قام به نتنياهو ليس عملا متسرعا ولا عشوائيا ، لا بل كان عملا مدروسا ومعتمدا على دراسات وأبحاث لازمت حكام اسرائيل منذ قيام كيانها ، وما ان جهر به نتنياهو حتى أيده المجتمع الاسرائيلي تأييدا منقطع النظير ، ما يؤكد على ان خطواته جاءت بعد تخطيط ودراسة اعد لهما منذ سنوات، كما انه بعد الاحتشاد في ساحة رابين، لم أر نتنياهو مهرولا عند الصحافة ليعلن عن عدوله عن القرار او عن تأسفه وعزوفه عن العمل السياسي، لا بل على العكس عاد ليؤكد ان ما قام به هو اعظم عمل في تاريخه.
اخواني، ما هكذا تؤكل الكتف، إنما يجب علينا ان نرفع سقف النضال، فبات الخطر محدق ويقرع أبوابنا، لسنا من يجب ان نكون خجلين بتصرفنا، فالمعتدي معروف والضحية معروفة، لذا يجب ان يكون صوتنا عاليا في صد هذه المنظومة ذات الطابع العسكري والعنصرية، فليس نتنياهو وحده المذنب، وكأننا نقول لباقي القيادات الصهيونية، دعونا نصفي حساباتنا مع نتنياهو المجرم، لا بل يجب علينا ان نوجه إصبع الاتهام بوجه المنظومة اجمع، فنتنياهو هو وليد منظومة ديناميكية تعمل منذ سنوات وكلهم متهمون حتى إثبات غير ذلك، كما أننا لن نسمع يوما من الأيام ان الشعوب المضطهدة تستنجد بمضطهدها وتتوسل اليه بالعدول عن قراره، مثل هذه المواجهات والنضالات تحتم علينا رفع سقف النضال الى اقصاه.
لن افاجئ لو كان مُتَّخِذ القرار يساريا اسرائيليا، فالخيار جمعي، متفق عليه اسرائيليا، ونتنياهو هو من حاز على الفرصة لإقرار هذا القرار وسيسجل على اسمه وستفخر به الأجيال القادمة من الشعب الاسرائيلي، الا اذا لقناه درسا لن ينساه ،وطبعا ليس بالاحتشاد في باحة عمنا رابين

نائب رئيس بلدية سخنين

 المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net


مقالات متعلقة

.