أحمد حازم في مقاله:
علي سلام حالة استثنائية مختلفة عن المألوف في انتخابات البلديات. فهو لم يعتمد في ترشيحه لرئاسة بلدية الناصرة على العشيرة ولم يعتمد على حزب، إنما يعتمد على الناخب النصراوي فقط
لقد عرف الناخب النصراوي بفضل وعيه وتجربته الفرق الكبير بين الإدارة السابقة لبلدية الناصرة والإدارة الحالية برئاسة علي سلام، "واللي بجرب المجرب عقلو مخرب"
من المتعارف عليه في المجتمع العربي أن المرشحين لانتخابات رئاسة البلديات هم بشكل عام من العائلات المعروفة بكثرة تعدادها، بمعنى أن العائلية هي التي تقرر نتائج الإنتخابات. هذا ما يجري لغاية الآن في غالبية بلديات ومجالس المجتمع العربي، بمعنى أن الإنتخابات لا تستند إلى شعار "الأولوية للمرشح المناسب "، بل الأولوية لمرشح العائلة الكبيرة. وقد تكون هناك حالات استثنائية لكنها في المجمل العام قليلة جداً.
أما في مدينة الناصرة فالأمر يختلف تماماً. صحيح أن العائلية لم تتحكم أيداً في انتخابات رئاسة بلدية الناصرة، لكن الحزبية هي التي كانت متحكمة فيها، حيث بقيت )جبهة الناصرة الشيوعية( طيلة أربعين سنة متربعة على كرسي رئاسة البلدية، وبذلك فإن العائلية تلتقي بالأهداف مع الحزبية في الإنتخابات.
علي سلام حالة استثنائية مختلفة عن المألوف في انتخابات البلديات. فهو لم يعتمد في ترشيحه لرئاسة بلدية الناصرة على العشيرة ولم يعتمد على حزب، إنما يعتمد على الناخب النصراوي فقط. وهذا الناخب هو الذي أوصل علي سلام إلى رئاسة بلدية الناصرة. وقد استطاع علي سلام أن يقوي علاقاته ويعمقها في المجتمع النصراوي، من خلال المشاريع والإنجازات التي حققها خلال فترة رئاسته، والتي لم تستطع "الجبهة" تنفيذها خلال أربعين عاماً. والناخب النصراوي بدون شك هو الذي يتحكم بنتائج الإنتخابات وهو الذي يأني برئيس البلدية، وعند الإمتحان في يوم الإنتخابات يكرم المرء أو يهان، ومن يعمل من أجل الشعب يكسب ثقته ويفوز.
والآن، يتهيأ الناخب النصراوي مجدداً لانتخاب رئيس لبلدية الناصرة، وهو وحده صاحب الكلمة الفصل في تسمية الرئيس المقبل إستناداً إلى صوته. عزيز بسيوني سكرتير الحزب الشيوعي في الناصرة ، قال في تصريح له حول الانتخابات المقبلة:" المواطن النصراوي جرّب إدارة مختلفة عن الجبهة (يقصد طبعاً علي سلام)، وأظن بأنه واع للفرق بين الإدارتين السابقة والحالية". هذا كلام سليم جداً، لأن المواطن النصراوي رأى بأم عينه ما أنجزته البلدية في عهد علي سلام خلال أربع سنوات، مثل ( مبنى البلدية الجديد، المركز الثقافي الجديد مدرسة على اسم الدكتور خالد سليمان، شق شوارع ومشاريع عديدة أخرى يطول الحديث عنها). ولكن ماذا فعلت الإدارة القديمة غير الوعود؟
وعلى الصعيد السياسي يقول بسيوني: "هناك العديد من السقطات التي كشفت سياسة الإدارة الحالية لبلدية الناصرة، مثل اللقاء بين سلّام والوزيرة العنصرية، ميري ريغف، والوزراء الذين استقبلهم في البلدية". ويبدو أن بسيوني نسي أو تناسى أن الرئيس السابق للبلدية رامز جرايسي استقبل شارون وتسيفي ليفني، فهل هذه زيارات كانت محللة سابقا ومحرمة الآن؟
بلدية الناصرة مثل غيرها من البلديات العربية واليهودية هي جزء من مؤسسات الدولة، ورئيس البلدية يفرض عليه الواقع أن يلتقي مع وزراء وكبار مسؤولين في هذه الدولة ليس على أساس شخصي إنما على أساس رسمي. فليس عيباً أن يجلب علي سلام ميزانيات من الدولة لتطوير الناصرة وخدمة أهلها.
نقطة أخرى مهمة لا بد من الإشارة إليها، وهي أن علي سلام ومنذ اليوم الأول لاستلامه رئاسة بلدية الناصرة نفذ أول وعد قطعه على نفسه أمام ناخبيه، بفتح مكتبه أمام كل الناس دون تمييز بين هذا أو ذاك، بمعنى استقبال المراجعين يومياً وسماع مطالبهم، بعد أن كان ذلك مستحيلاً في عهد الإدارة القديمة، الأمر الذي ساهم في تعميق الثقة بين الرئيس والمواطن النصراوي، الذي يعتبره علي سلام رصيداً انتخابيا قوياً.
نعم، لقد عرف الناخب النصراوي بفضل وعيه وتجربته الفرق الكبير بين الإدارة السابقة لبلدية الناصرة والإدارة الحالية برئاسة علي سلام، "واللي بجرب المجرب عقلو مخرب". ولذلك يمكن القول بصوت عالٍ أن الفشل هو مصير "الجبهة" في الإنتخابات القادمة لرئاسة بلدية الناصرة.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net