نبيل عودة في مقاله:

خوض الانتخابات حتى بمرشح واحد منافس لعلي سلام، مثل وليد عفيفي لن تغير من النتائج. الجبهة انهت دورها التاريخي

لا اكتب مقالا معاديا، بل اطرح بأمانة ما يصلني من داخل مؤسسات الجبهة والحزب.. ومن قدراتي الشخصية على فهم طريقة تفكيرهم واسلوبهم باتخاذ القرارات

 نفى مرشح جبهة الناصرة مصعب دخان المعلومات التي ترددت في الناصرة حول انسحابه من السباق على رئاسة بلدية الناصرة، الموضوع لا يتعلق بالنفي، انما من معلومات مسربة، طرحتها قيادات الجبهة، من اليوم الأول، بعد ان فاجأهم فوز مصعب دخان، الذي قلب حساباتهم واربكهم.

لتوضيح موقفي، لا انفي حق مصعب دخان بالمنافسة وان يكون مرشحا للهيئة التنظيمية التي انتخبته بشكل ديموقراطي. الحديث لم يكن شخصيا ضد مصعب دخان. انما حول ارتباك قيادة الجبهة والحزب الشيوعي ورؤيتهما ان مصعب ليس مناسبا كمرشح للجبهة. جبهة الناصرة التي احدثت اهم واعظم انقلاب سياسي في تاريخ الجماهير العربية وصلت الى وضع فقدت فيه قدراتها على اختيار مرشح حسب المقاسات التي في مخيلتهم. لا يهمني موضوع مصعب دخان، بل موقف جبهته وحزبه السلبي منه.

من اليوم الأول وصلني ما قاله قائد جبهوي وشيوعي مركزي، بان مصعب غير ملائم للمنافسة ويجب اختيار مرشح توافقي.. ونشرت عن ذلك، ووصلتني شتائم لكشفي عن الموضوع اعلاميا. بل واتهموا رفيقا قديما لي بتسريب المعلومات. عملت القيادات الجبهوية على تقليص مكانة مصعب دخان، بعدم النشر التسويقي الدعائي له في جريدة "الاتحاد" او في موقع الجبهة، وانا نشرت عن ذلك. فقط صحيفة غير ذات قيمة تبنته وروجت له، طبعا مقابل اعلانات تجارية.. بل وجعل محررها ترشيحه لرئيس البلدية علي سلام مرعبا، فاضحكنا مشكورا.. كثر الله من أمثاله.

الأن لنفهم الاشكالية التي دخلتها الجبهة، ولا اعني مصعب دخان. رفضهم لمصعب قادهم للبحث عن "مرشح توافقي"، طبعا لم يجدوا من الذين اعلنوا ترشيحهم المرشح المناسب لهم. طرحوا اسماء عديدة، منها طبعا وليد عفيفي، الذي اعلن انه سيخوض انتخابات رئاسة البلدية، لكن في مرحلة متقدمة اكثر اعلن انه لا يرى نفسه مرشحا لرئاسة البلدية، هنا بدأت الاتصالات بفهم ان وليد عفيفي هو المرشح المناسب، طبعا هذه حسابات الجبهة وحزبها الشيوعي. وانا رايي انه آخر من يكون مناسبا، لأسباب لن اسوقها الآن. اقنعوا وليد عفيفي ان يتراجع عن عدم ترشيح نفسه، فاعلن انه يرشح نفسه بعد تشاور مع تنظيمات سياسية، ومن هي هذه التنظيمات غير الجبهة القطرية والحزب الشيوعي؟

وليد عفيفي ينتظر من الجبهة القطرية والحزب الشيوعي تنفيذ ما تعهدوا به بأن يكون المرشح التوافقي. والأهم بعد ان لم يعد الا ثلاثة مرشحين، ان يكون وليد هو المرشح الوحيد المنافس لعلي سلام. أي انسحاب مصعب، وانا اعتقد ان خوض الانتخابات حتى بمرشح واحد منافس لعلي سلام، مثل وليد عفيفي لن تغير من النتائج. الجبهة انهت دورها التاريخي.

السؤال هنا كيف يقنعون مصعب دخان ان يتنازل لوليد عفيفي حبيب الجبهة القطرية المعتمد؟ بيان مصعب يكشف ما اقوله بالتفصيل. هناك ضغط لم يتوقف، ولن يتوقف، وربما نتفاجأ بالأيام القادمة بخطوة قاطعة بالغاء ترشيح مصعب دخان بقرار فوقي.. حتى الآن العمل يجري بالإقناع والضغط. لكن تراجع مصعب بالغ الصعوبة ويحمل في طياته اهانة كبيرة لشخصه وجبهة الناصرة. جبهة الناصرة كانت تنظيما صاحب قدرات عظيمة بكل معنى الكلمة، صفوفها مليئة بالشخصيات المناسبة، اضحت اليوم تنظيما بلا جذور، بلا قاعدة انتخابية، بمرشح لا يقبله قادتهم.. اخراج مصعب لن يغير نتائج الفشل، بل سيعمق تفكك الجبهة فقط.

اعزائي، لا اكتب مقالا معاديا، بل اطرح بأمانة ما يصلني من داخل مؤسسات الجبهة والحزب.. ومن قدراتي الشخصية على فهم طريقة تفكيرهم واسلوبهم باتخاذ القرارات. وشكرا للرفيق "المجهول الذي يمدني ببعض ما يجري خلف الأبواب المغلقة، وبعض ما يصلني لا انشره احتراما للمرشح مصعب دخان.. حتى لا يقال ان نبيل عودة ينشر الفساد بين الجبهة القطرية ومصعب دخان. 

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com