أحمد حازم في مقاله:

لن يخرج مصعب دخان "من العرس بدون قرص". فقد أفهموه أنه سيصبح الحاكم بأمره في البلدية (في حال فوز المرشح العفيفي بالرئاسة) حيث سيصبح نائباً للرئيس إضافة إلى رئاسة كتلة الجبهة في المجلس البلدي

من حق الجبهة أن تفكر كما تشاء، ومن حقها أن تتحالف مع من تشاء، فهي بالتالي تريد العودة إلى بلدية الناصرة بأي ثمن

كانوا ثلاثة مرشحين لرئاسة بلدية الناصرة: علي سلام رئيس البلدية الحالي الذي يرشح نفسه مرة أخرى لرئاسة البلدية تحت شعار "وعدت وأوفيت"، رجل الأعمال وليد عفيفي المرشح لأول مرة تحت شعار "الناصرة بتستاهل أكثر" والشيوعي مصعب دخان الذي اختارته الجبهة مرشحاً لها. لكن الرقم ثلاثة لم يبق على حاله وأصبحت المنافسات بين إثنين فقط وهما علي سلام ووليد عفيفي، بعد أن أبرمت الجبهة صفقة مع المرشح العفيفي، وبعد أن اعترفت بواقعها الإنتخابي الفاشل منذ البداية وهربت من الساحة الإنتخابية لمنصب رئاسة البلدية.

بالتأكيد، لن يخرج مصعب دخان "من العرس بدون قرص". فقد أفهموه أنه سيصبح الحاكم بأمره في البلدية (في حال فوز المرشح العفيفي بالرئاسة) حيث سيصبح نائباً للرئيس إضافة إلى رئاسة كتلة الجبهة في المجلس البلدي. هذا فيما يتعلق بمصعب دخان. وما يخص الصفقة التي تمت بين العفيفي والجبهة فهي تتضمن أشياءً كثيرة ( فيما لو فاز العفيفي) لا أريد الخوض في مضمونها. وأفضل وصف للجبهة الآن أنها مثل نائم يعيش حلماً جميلاً وعندما يستيقظ يعرف أنه كان مجرد حلم ، وفي الحادي والثلاثين من الشهر المقبل ستستيقظ الجبهة من نومها لتتأكد أنها كانت في حلم.

من حق الجبهة أن تفكر كما تشاء، ومن حقها أن تتحالف مع من تشاء، فهي بالتالي تريد العودة إلى بلدية الناصرة بأي ثمن. المرشح وليد عفيفي، ترى فيه "الجبهة" الرجل القوي الذي "سينقذ الزير من البير"، وترى فيه الشخص القادر على إبعاد علي سلام عن رئاسة البلدية. وليد العفيفي رجل أعمال ناجح، له احترامه في المجتمع العربي، ولا يوجد أدنى شك في ذلك. وكثيراً ما صرح بأنه لن يشارك في المنافسة على رئاسة بلدية الناصرة، حتى أنه أصدر بياناً عممه على وسائل إعلامية أكد فيه على ذلك. ولا معرفة لي بخلفية تغيير موقف أبو خالد وقراره خوض المنافسة على رئاسة البلدية، وبالتالي هذا أمر شخصي ليس من حقي التدخل فيه. لكن من حقي كمحلل سياسي أن أعطي رأيي في المشهد الإنتخابي النصراوي. فأنا على سبيل المثال أحترم شعار "الناصرة بتستاهل أكثر". نعم الناصرة بتستاهل إنجازات أكثر في جميع المجالات. لكن أنا ضد شعار المنسحب مصعب دخان " كفيت ووفيت" لأن مصعب وجبهته لا يعرفان ما تحتويه جعبة علي سلام من مشاريع أخرى للناصرة، غير التي نفذها، لأنه بكل بساطة "بعد ما كفىّ والخير لقدام".

صدقني أبو خالد، أن تحالف "الجبهة" معك أو "تنازلها" لك عن الرئاسة ليس محبة بك، إنما من أجل مصلحة سياسية وانتخابية للجبهة، التي تريد استغلال إسمك لصالحها. الجبهة يأ أبو خالد وأنت أكثر من يعرف، سيكون مصيرها الفشل الذريع لو خاضت الإنتخابات بمرشحها مصعب دخان، وقادتها يعرفون هذا الأمر. ومن أجل ذلك يريدون أن "يتعكزوا" عليك.

على أي حال، فإن يوم الحادي والثلاثين من الشهر القادم هو يوم الفصل ويوم صوت الشعب: فمن عمل صالحاً لشعبه سيكافأ، ومن أهمل شعبه سيعاقبه من خلال صناديق الإقتراع. وإن غداً لناظره قريب.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com