فؤاد أبو سرية في مقاله:
من شأن تصاعد السخونة الانتخابية أن تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، كما حدث في انتخابات سابقة
أخي الناخب، لا تقل أنه لا دور لك في هذه المعمعة الانتخابية، فأنت المقرر رقم واحد فيها وفيما قد يستتبعها من عنف
أقترح عليك أن تختار المرشح المناسب الذي يعمل من أجل مصلحة البلد، ذلك المرشح الذي يدخل حلبة المنافسة ببرنامج عمل واضح وصاحب رؤية التي تصب في نهر الفائدة العامة
تتصاعد سخونة سفّود الانتخابات للسلطات المحلية في أواخر الشهر المقبل تشرين أول منذ فترة يبدو أنها ليست قصيرة، وهناك من يرى أن هذه السخونة ابتدأت على شاكلة جمار تحت الرماد منذ ما لا يقل عن سنتين من العام الجاري، هذه السخونة بين المتنافسين في كل بلدة ومدينة تقريبًا كانت المقدمة لتصاعدها بين مؤيديهم زاد في إجمرارها أن هناك من إعتاد على التحالفات وحتى المؤامرات سعيًا وراء حلم أراد أن يحققه له ولمن يحيط به من أصدقاء وأقرباء.
أُود أن أقول هنا، أنه من شأن تصاعد هذه السخونة الانتخابية أن تؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، كما حدث في انتخابات سابقة، وأرى أن بوصلة أصحاب الرؤوس الحامية تتجه إلى عنف غير مسبوق في بعض البلدات والمدن، وعليه أُسجل الملاحظات التالية قرعًا لناقوس الخطر وتحذيرًا مما قد يقع خلال هذه الفترة متصاعدة التوتر بين أنصار المتنافسين، غير ناسٍ أن لهؤلاء المتنافسين دورًا في كبح جماح ما قد تؤول إليه الأُمور من خلافات وضغائن بين أبناء البلد الواحد.
يقينًا أنه من شأن الفهم الاجتماعي الثقافي العميق للانتخابات، وهو ما سأشير إليه ضمن الملاحظات التالية، قد يساهم في رفع مستوى الحوار وقد يُغلِبهُ على الشعار وما قد يؤدي إليه من عنف الجميع فيه خاسرون، ناهيك أنه قد يتسبب في تباعد أبناء المجتمع الواحد، فيفرقهم أيدي سبأ، وقد يدب بينهم ما يُعمّق الخلاف بينهم، وهو ما لا نرجو أن نصل إليه تأكيدًا على أهمية تقبل الآخر ورفعًا لمستوى المنافسة الانتخابية.
فيما يلي أورد ما في جُعبتي من ملاحظات لا تبريرًا للعنف المتوقع وإنما كبحًا لجماحه.
الملاحظة الأولى:
أعتقد أن الكثيرين ممن يخوضون المنافسة الانتخابية بصورة عامة، لا سيما ممن جلسوا على مقعد الرئاسة والإدارة في فترة أو فترات سابقة، يعزُّ عليهم تقبل الخسارة إذا وقعت، لهذا تراهم خلال فترة الاستعدادات لخوض المنافسات الانتخابية يحلمون ويضخمون من أحلامهم، وكأنما الرئاسة والإدارة باتت مُطوبةً على أسمائهم وأسماء من حولهم من داعمين ومساندين، هؤلاء يرفضون النتيجة الانتخابية في حال لم تكن في صالحهم ويعكرون الأجواء بدل تقبل النتيجة أيًا كانت وشحذ الهمم للانتخابات القادمة كما يفترض، أما مؤيدو هؤلاء والمستفيدون من خيراتهم، فإنهم عادة ما يرفضون النتيجة إذا لم تكن في مصلحتهم، ويلجؤون للعنف معتبرين إياه حلًا لمعاناتهم في الوقت الذي يكون فيه تعقيد لها دون أي سبب أو مبرر.
الملاحظة الثانية:
تتمثل في أن أصحاب المقدرات المالية الكبيرة يلجؤون إلى شراء الذمم والأصوات بطرق خبيثة بما يتوفر لديهم من أموال غزيرة، وأصبحت الانتخابات مجرد سوق للبيع والشراء ورهائن بأيدي العائلات الكبيرة ليتحكموا بمصيرها على إعتبار أن هذه الطريقة أو احدى الطرق الناجعة في الوصول إلى ما يريدون ويبغون من تسلم سدة الرئاسة والإدارة، ويعد شراء الذمم في رأيي بأمرين سلبيين، إحدهما أنه يوغر صدور الخصوم ويرفع السخونة والإدرينالين لديهم مما يُقرّب اللجوء إلى العنف بين الطرفين، لنتذكر أن "سيجارة بتولع"، والآخر أنه يدفعهم للشعور في حال وقوع الخسارة والإندحار في منافستهم الإنتخابية بخيبة أمل شديدة تضعهم في موقف مَن تأكد من أنه الفائز وهو الخاسر في الحقيقة.
الملاحظة الثالثة:
أن معظم المتنافسين ومرشحيهم يفتقرون للروح الرياضية، فتراهم ما أن يبادر منافسهم أو منافسوهم إلى أي حركة من شأنها أن ترفع أسهمهم حتى يبادروا إلى الإعتراض وربما الإحتكاك العنيف، وهنا يُفضّل أن يتدخل مرشحهم للتقليل من النظر إلى ما يفعله الآخرون ودفعهم للانتقال من رد الفعل إلى الفعل، ويتم هذا عبر تطوير الاداء الذاتي والإبداع في ابتكار أساليب مقنعة للناخبين دون النظر إلى ما يفعله الأخصام، بمعنى أننا يجب أن نطور في منافساتنا الإنتخابية الثقة بالنفس وعدم مراقبة الآخر والتربص به كلما حقق إنجازًا قد يخوله للفوز، والسعي بدلًا من هذا لتقبل الآخر وإحترامه.
إزاء هذا كله وغيره من المشابه له، نضيف ملاحظة قد تساهم في توتير الأجواء بعد ظهور النتائج الإنتخابية، وهي تلك الوعود التي يطلقها بعض المرشحين الفائزين بتوظيف هذا أو ذاك وعدم إيفائه بما وعد به لعدم تمكنه أحيانًا، الأمر الذي يدفع الشخص الموعود لقلب ظهر المُجِن لِمن وعده مما قد يؤدي إلى شيء من الضغينة وربما العنف.
أخي الناخب، لا تقل أنه لا دور لك في هذه المعمعة الانتخابية، فأنت المقرر رقم واحد فيها وفيما قد يستتبعها من عنف، لهذا أقترح عليك أن تختار المرشح المناسب الذي يعمل من أجل مصلحة البلد، ذلك المرشح الذي يدخل حلبة المنافسة ببرنامج عمل واضح وصاحب رؤية التي تصب في نهر الفائدة العامة.
أخي الناخب، إن صوتك يمثلك وأمانة قد ترفع من شان بلدتك، وقد تحط منه حين استعمال العنف بين المتنافسين الانتخابيين، لهذا أقترح عليك أن تحكم عقلك وضميرك والا تنتظر من يطرق باب بيتك، وأن تذهب أنت بعد الاطلاع على كل البرامج إلى باب المرشح صاحب البرنامج الأفضل...الجدير والمناسب ولمن هو أهل لحمل المسؤولية لتمنحه صوتك الثمين.
يافة الناصرة
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.net