ابرز ما جاء في المقال :
ما يحدث في بيوتنا ومدارسنا غالبا ليس حوارا وإنما هو جدال عنيف
على الأبوين والمربين في المدرسة أثناء الحوار مع الأبناء نسيان أنهم أصحاب سلطة
ليس هناك أدنى شك أن دور المدرسة لا يقل أهمية عن دور الأسرة في التربية، فمن أجل أن تتكون شخصية الأبناء ويكونوا ركنا قوياً وقادة فاعلين لبناء مجتمعنا ، لا بد من إتخاذ التربية والمعرفة والعلم بنية أساسية للوصول للمجد والحضارة في عصر المتغيرات السريعة.
إن الاسرة هي الركن الأهم في التربية والتثقيف ، فكلما كانت الأسرة واعية للعلاقة التكاملية مع المدرسة، أضحت التربية سليمة وصحية حيث يعتبر تواصل الآباء مع المدرسة مبدأ أساسياً في تقوية العلاقة بين افراد الأسرة الواحدة، ويساعد المدرسة للقيام بدورها لتحقيق الأهداف المشتركة، فالتربية أصبحت في عصرنا هذا مسؤولية تشاركية تكاملية بين المؤسستين، حتى يتحمل الأبناء المسؤولية ويدركون رسالتهم في الدنيا نحو انفسهم وأسرهم ومجتمعهم.
ولكي تتحقق هذه المنظومة على المؤسستين أن تبنيا خطة تربوية مشتركة تتناسب مع متغيرات العصر وعلى رأس هذه الخطة هناك أربع ركائز أساسية الا وهي: التواصل والحوار والاستثمار والتربية المجتمعية.
ونقصد بالتواصل البناء المتكامل مع الأفراد والجماعة والمجتمع والمجتمعات الأخرى التي تحقق التوازن في العلاقات وكيفية التعايش مع الآخر ، وهذه العملية تحتاج الى خطة تربوية بين الآباء والمربين ومن ثمار التواصل حفظهم من التأثير المدمر للإعلام السلبي ورفاق السوء، وبالتالي عندما نتحدث عن التواصل لا بد أن نقرنه بالحوار البناء الذي يؤمًّن التفاعل ، ويؤمّن أيضا بناء شخصية الأبناء ويبصّرهم بما تحتاجه معركة الحياة ويكون الحوار بالحسنى بمعنى شرح وجهة نظر شخصية أكثر من أن يعني الحرص على تغيير وجهة نظر الطرف الاخر، وعلى الأبوين والمربين في المدرسة أثناء الحوار مع الأبناء نسيان أنهم أصحاب سلطة ،لأن ما يحدث في بيوتنا ومدارسنا غالبا ليس حوارا وإنما هو جدال عنيف ومناوشة كلامية ليس أكثر. يقول دكتور عبد الكريم بكار في كتابه التواصل الأسري ( اننا حين نحاور الأطفال نقوم بالدور نفسه الذي تقوم به (اللبؤة) حين تلاعب أشبالها وتدربهم على الصيد) دعونا نصور في خيالنا كيف يكون المشهد حين يقول الأب ابن الثلاثين أو الأربعين لأبن العاشرة : ما رأيك في مخطط البيت الجديد،!! فعندما نحاور أبناءنا ونستشيرهم ونأخذ برأيهم في بعض الأمور فإننا نقوّي ثقتهم بأنفسهم ونكسبهم آليات التعامل مع الحياة. ونهيئ لهم أرضاً خصبة لاستثمارهم..
والآن تعالوا نسأل كيف نستثمر هذه الفئة من الأبناء في العملية التشاركية للتربية بين المدرسة والأسرة ؟؟ إذا لابد من تعليم الأبناء على وضع أهداف للحياة يقول محمد أبو فرحة في كتابه" إستثمر أبناءك" بأن تجعله يرسم له أهدافاً مستقبلية كهدف قريب وهدف متوسط وهدف بعيد. قد تتفاجأ منهم بأفكار لم تخطر ببالك أو مرفوضة على عالمك ، تتحقق أهداف الأبناء عندما ترعاها الأسرة والمدرسة.
أما في علم النظريات الفلسفية فنحن نعلم أن الابن كائن اجتماعي بفطرته، فهو يحمل في أعماقه غريزة حب المجتمع والعيش ضمن الجماعة ، إن مسؤولية الأباء والمربين تدعوهم إلى رعاية هذه الفطرة ليكون فرداً إجتماعياً ناجحاً في علاقاته المجتمعية ومشاركا في بناء المجتمع. فالمنطلق الأساسي للعلاقة المجتمعية يبدأ من الحياة الاسرية والعلاقة بأفراد الأسرة والمدرسة.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com