تهدف سلسلة محاضرات مركز أبحاث المثلث لتوفير منبر ثقافيّ وخلق حِراك ثقافيّ يتيحان التواصل مع الجمهور الواسع والمثقفين والطلاب الجامعيين والدارسين والمعنيين في المنطقة وقطريّا
افتتح مركز أبحاث المثلث وجمعيّة الزهراويّ في كفر قرع سلسلة المحاضرات المبرمج عقدها للسنة الأكاديمية 2019، يوم الأول من أمس، السبت 13 تشرين الأول، 2018. جميع المحاضرات المندرجة في السلسلة ستكون من مجالات العلوم الاجتماعية والآداب (العلوم الانسانية!)، وغالبها يتناول طروحات لكتب في ذات المجالات صدرت أو تصدر حديثًا. بهذا المعنى فالحدث هو إشهار للكتاب وتقديم محاضرة للكاتب/ة، ترافقهما مداخلة لباحث آخر أو باحثة أخرى ي/تستعرض الكتابَ أو ي/تناقشه. تعقد المحاضرات بمعدل محاضرة كلّ شهر، وهي مفتوحة للجمهور.
تهدف سلسلة محاضرات مركز أبحاث المثلث لتوفير منبر ثقافيّ وخلق حِراك ثقافيّ يتيحان التواصل مع الجمهور الواسع والمثقفين والطلاب الجامعيين والدارسين والمعنيين في المنطقة وقطريّا، من خلال التعريف بمواضيع البحوث والدراسات المواكِبة، والمرتبطة منها بمواضيع الساعة التي تهمّ المختصين والمثقفين والدارسين، وتتيح لهم الاطّلاع ومساحة للنقاش "الموضوعيّ"، وهي تعرّف بالباحثين والباحثات وتحتفي بإنجازاتهم/نّ وتناقشها.
محاضرة الافتتاح لهذه السنة كانت للدكتور منصور نصاصرة، المحاضر في قسم السياسة والحكم (Politics & Governance - פוליטיקה וממשל)، في مجال العلاقات الدوليّة والسياسة في الشرق الأوسط، في جامعة بن غوريون في النقب، والحائز على الماجستير من جامعة أكسفورد، وعلى الدكتوراه من جامعة اكستر، البريطانيتيْن. الدكتور نصاصرة معدّ مشارك لكتاب بدو النقب والكولونيالية: منظورات أخرى، والذي صدر في العام 2015 (بالانجليزية)، وله عدة مقالات منشورة في دوريات علمية.كتابه: بدو النقب: قرن من السياسة والنضال - The Naqab Bedouin - A century of Politics and Resistance ، 2017، صدر قبل حوالي ال سنة، عن دار النشر في جامعة كولومبيا، والتي تعتبر صرح أكاديميّ مرموق. يتناول الكتاب منطقة النقب وأهل النقب إبّان الاستعمار المتعاقب عليهما: العثمانيّ والبريطانيّ والاسرائيليّ، مبيّنًا أن النقب هو جزء لا يتجزأ من أرض فلسطين وأن أهله جزء عضويّ من الشعب الفلسطينيّ الأصلانيّ، وليس كما في الادعاءات الغائيّة السياسيّة، وهو يضحد الفكرة التي رأت فيهم ضحايا ليس إلّا، بواسطة تسليط الضوء على فاعليتهم ومشاركاتهم السياسية، وعلى ممارسات النضال السلميّ التي قاموا بها عبر كل واحدة من حقبات الاستعمار. بهذا فالبحث والطرح ينسبان لبدو النقب وكالة اجتماعية فاعلة.
أدارت اللقاء الدكتورة تغريد يحيى- يونس، زميلة بحث كبيرة في مركز أبحاث المثلث ومركزة سلسلة المحاضرات فيه، وقد قدّمت مداخلة استعرضت فيها الكتاب على ثلاثة محاور هي المحور النظريّ، والمنهجيّ، والمحور المعرفيّ.
في محاضرته استعرض الدكتور منصور نصاصرة تجربته البحثيّة-الميدانيّة على مدى سبع سنوات قضاها في البحث وفي جمع المعلومات والمعطيات الجديدة بالاعتماد على مصادر ووثائق تاريخيّة قيّمة، مهمّة وجديدة، غابت عن البحث الفلسطيني وغُيّبت عن البحث الاسرائيلي، نقّب عنها في أرشيفات مهمة في لندن واستنبول والقدس والصحافة الفلسطينية، وفي يوميات الجنرالات والحكام العسكريين والشخصيات الفلسطينية التي عاصرت الاستعمار في أزمنة مختلفة. كذلك فقد اعتمد الرواية الشفوية للتاريخ، كما وردت في مقابلات مع أشخاص من النقب عايشوا الفترات التاريخيّة المختلفة، وآخرين هُجّروا إلى مخيمات اللجوء في شرقي الأردن، وغيرها من مصادر المعطيات والمعلومات التي تكشف لأول مرة في بحثه.
د. منصور عرض مجموعة من الوثائق على شكل مستندات كتابيّة وصور لمدينة بئر السبع المستحدثة العام 1900، وصور لمبان ومنشآت، كبناية السرايا التي كانت مقرّ الحكم العثماني في المدينة، وسكة الحديد وغيرها. وقد انفعل الحضور وتفاعلوا معها ومع المحاضر الضيف، وأثاروا نقاطًا جوهريّة في نقاشٍ حيويٍّ، لم يأخذ حقّه في الزمن المحدود للحدث، ويستمر إلى ما بعده. بين الحضور كان المحامي مرسي أو مخ، رئيس بلدية باقة الغربية والذي يحضّر للدكتوراه في نفس القسم في جامعة بن غوريون.
ننتهز الفرصة مجدّدًا لتوجيه دعوة لكم ولكنّ لسلسة محاضرات مركز الأبحاث – كفر قرع، والتي نعلن عن تفاصيلها في الموقع الإلكتروني للمركز في فيسبوك، ومن على الصفحات الشخصيّة للأعضاء الباحثين والباحثات في وحدة العلوم الاجتماعية في المركز.