الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 09 / نوفمبر 23:02

السّياسي المخضرم والقائد النّصراويّ أبو مهران محمّد عوايسي/ بقلم: عزمي توفيق عفيفي

عزمي توفيق عفيفي
نُشر: 19/10/18 14:13,  حُتلن: 17:31

عزمي توفيق عفيفي:

رؤيانا واضحة والله عليها مطّلع خبير: جئنا النّاصرة بأيادٍ بيضاء كضمائرنا، نسعى من أجل الخدمة الصّادقة، بحفظ الجناح والنيّة الحسنة المردودة إلى الفلاح

سنا أهل رئاسة يا محمّد، بل والله أهلُ خدمة مؤتَمنون على ما أنعم الله به علينا. موقنون أنّ الدّنيا رحلة، فطوبى لمن جعل زاده العمل الصّالح ليلقى به وجه ربّه فرحًا مسرورًا

محمّد.. بأيّ لسان أكلّمك وبأيّ بيان؟ وأيّ الكلام يسعف إذا خان الإنسانُ أخاه الإنسان؟ ساعاتٍ بعد أن التقينا في بيت الله، بعد أن قابلتك بوجهٍ بشوش وقلب أبيض، وسلّمت عليك سلامَ المحبّين الصّادقين، ودعوت ربّ العالمين أن يوجّه لك الخير ويجريه على يديك، تناسيت عهد المحبّة وجمع المودّة، واعتليتَ منبرَ التّفريق وَأضرمت نار الفتن، وظهر من كلامك ما كان خيرًا لو كمن.

بربّك أنسيت أيّام الله يا صديق؟ أنسيت ما غبرَ من سوالف الأيّام وذكريات المضيّ في الطّريق؟ عرفتكَ منذ الطّفولة، ونظرت إليكَ بعيون أبي الّتي رأت فيك أخًا. رأيت فيك ذكرى أبي وطفولتي في صفّوريّة، الأمّ الّتي هُجّرنا منها ولا تزالُ ساكنةً فينا.
أتينا النّاصرة، فربّاني أبي فيها على حبّ الجار وعشق التّراب. نعم، تركنا صفّورية الأمّ والتحقنا بالنّاصرة، الأب المسؤول والبلد الكريم الّذي صار يجري منّا مجرى الدم في العروق.

لا زلتُ أذكر يوم ائتمنك أبي عليّ في رزقه، وأتى بي إليك فسلّمك زمام تعليمي وتأهيلي. نعم يا محمّد، لقد ائتمنك على ولده لأنّه رأى فيك الخير الّذي رأيتك فيك منذ أن عرفتك، فما الّذي تغيّر؟
لا تحسبنّ هذا الخطاب جاء من أجل ثنيك عن نهج تخطوه أو أمل ترجوه، فوالله ما قدّر الله لمخلوق قدرًا إلّا وهو له مستحقّ، بل هو خطابُ عتاب، ولا يعاتب الإنسان إلّا من أحبّ. أنسيتَ عهدّ المحبّة وأواصر المودّة يا محمّد؟ أنسيت ما بيننا من خبزٍ وملح؟ أغابت عنك صورة أبي وأنت الّذي تعلم ما ربّانا عليه من حبّ البلد وخدمة أهلها.

لسنا أهل رئاسة يا محمّد، بل والله أهلُ خدمة مؤتَمنون على ما أنعم الله به علينا. موقنون أنّ الدّنيا رحلة، فطوبى لمن جعل زاده العمل الصّالح ليلقى به وجه ربّه فرحًا مسرورًا.
سمعت خطابك، وما ذكرت فيه عن من تشبيهنا بالهسهس والذّباب، فمثل أمامي جليًّا قول الله: "إنّ الله لا يستحي أن يضربَ مثَلًا ما بعوضةً فما فوقها"،وقوله عزّ من قائل: " يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له".
بُشرانا يا محمّد إنْ كنّا مضرب ممثولاتٍ نطق بها الكتاب الأقوم والنّهج الأسلام. بُشرانا إن كنّا ممّا أشار له الله في محكم تنزيله. أغاب عنكَ يا محمّد أنّك لن تستطيع بكلامك وعتادك تغيير ما أراده الله وبه حكم؟ أم لم تتذكّر أنّ زلّة اللّسان أكثر خطرًا من زلّة القدم؟ أم أنساك منصبك أن القويّ هو من اتّخذ الصّدق في خدمة الضّعيف من الأمم؟

رؤيانا واضحة والله عليها مطّلع خبير: جئنا النّاصرة بأيادٍ بيضاء كضمائرنا، نسعى من أجل الخدمة الصّادقة، بحفظ الجناح والنيّة الحسنة المردودة إلى الفلاح. جئنا من أجل الجمع لا التّفريق، لا نبغي بترشّحنا محنةً، ولا نخلق بخطاباتنا فتنةً قيل فيها: ملعونٌ من أيقظها.
أدعو الله ربّي وربّك وربّ العالمين، أن يطهّر من الحقد قلبك، ويحرّك ضميرك، ويوقد ذاكرتك، ويذكّرك أنّ الانتخابات يوم والنّاصرة دوم، وأنّ الأخوّة والمحبّة أقوى من كلّ شيء. قلوبنا مفتوحةٌ يا محمّد كأبوابنا، وقد عهدناك راجين من حساب ذمّتك أن تستفيَ قلبك وتروّض خطابك، فالرّجوع إلى الحقّ خيرٌ من التّمادي في الباطل.

كلّا، لسنا ننتظر اعتذارًا ولكنّنا نعم ننتظر أن نحمل المسؤوليّة وإيّاك في وأد الفتنة وجمع شمل بلدنا الحبيب بأهله وناسه.
رجائي أن يذكر القاصي والدّاني أنّ النّاصرة أقدس من أن تدنّسها المشاكل، وأن يذكر الإخوة المرشّحون أنّ الغاية مشتركة وواحدة، فتعالوا ندعو إلى المحبّة والتعامل الحسن، لئلّا نطالب بأعمال لا ترضي الله يوم نلقاه، مجرّدين من الأهل والمال، فالحمد لله ملى الموال، وهو الحسب وعليه الاتكّال في كل حال.
 

  المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com


مقالات متعلقة

.