الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: السبت 09 / نوفمبر 23:02

نتنياهو في احياء ذكرى رابين: الإنجازات الفريدة التي حققتها إسرائيل تعطي الأمل للشعوب

كل العرب
نُشر: 21/10/18 20:36,  حُتلن: 20:37

قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في كلمة له في إحياء ذكرى وفاة رئيس الحكومة السابق يتسحاق رابين وعقيلته لينا:"إن القتل البغيض لرئيس الوزراء يتسحاق رابين شكل فعلأ شنيعًا من العنف، أودى بحياة زعيم منتخب – وزعيم ستبقى مساهمته في نهضة وقيام دولتنا خالدة في ذاكرة اللأجيال. إننا الشعب الذي شهد الخراب والبناء، المنفى والسيادة. لقد فقدنا استقلالنا عندما قتل أحد الأشخاص أخاه على أسوار أورشليم المحاصرة. وبعد أن هُجرنا للمنفى لقد عدنا لبلادنا، شعبًا واحدًا تم لم شمله من كافة أرجاء المعمورة. إننا نملك حاليًا دولة خاصة بنا ودولة ديمقراطية تمتلئها الخلافات وذلك بحكم طبيعتها وطبيعتنا أيضًا. وهكذا ينبغي أن تصير الأمور. فحرية الرأي وحرية الاختلاف هي الأسس التي تبنى عليها الديمقراطية والتي يبنى عليها وجودنا. ولكن يجب التشديد هنا على أمرين هامين وجوهريين ألا هما الاعتراف بأن هناك ماضي ومستقبل واحدان يجمعاننا جميعًا، وحظر أي شكل من أشكال العنف حظرًا مطلقًا – وتحت أي ظرف وعلى كل حال. اعتبارًا من صوم غيداليا وانتهاءً بصوم يتسحاق، فهذا ما يرمز إليه هذا اليوم في تاريخنا – إن صوم غيداليا وصوم يتسحاق بمثابة علامتان فارقتان محفورتان في تاريخ شعب تجنب عمومًا الحروب الأهلية.

إننا نرى الذي يدور حولنا، والذي يحل بالشعوب من تعصب عنيف وقاتل يجتاحها. إن يتسحاك رابين الذي سعى لإحلال سلام مع جيراننا قد تصور صعود ذلك التعصب في الشرق الأوسط. إلا أن العقد الأخير من القرن الـ 20 قد بدأ من ناحيتنا بآمال كبيرة، بعد انتهاء "الحرب الباردة". إذ قال رابين في شهر يوليو من العام 1992: "لقد سقطت حيطان الكراهية وتم محو الحدود وانهارت الدول العظمى، وتضعضعت الإيديولوجيات، حيث وُلدت الدول ثم توفيت... من واجبنا دراسة المخاطر ودراسة الفرص".

إلا أنه وللأسف الشديد، وهذه هي الحقيقة الجرداء والبسيطة، حيطان الكراهية لم تسقط لدى الفلسطينيين، لأن يد المتطرفين تغلبت. حيث تم توجيه إرهاب شرس ضدنا في أوج مفاوضات السلام، مما دل على كون العديد من جيراننا ما زالوا يتمسكون بحلمهم المتمثل في إبادة إسرائيل. إنهم ما زالوا يعتبروننا غزاة أجانب، فيرفضون الإقرار بصلتنا العريقة الممتدة على آلاف السنين بهذه الأرض. إنهم يواصلون تسديد الأموال الطائلة لقتلة اليهود، والدعوة لإغراقنا بأنسال اللاجئين الفلسطينيين وتربية أطفالهم على وهم تلاشي دولة اليهود مستقبلاً.

إنه لب الصراع: الرفض، وللأسف إني أقول، الرفض المستمر للاعتراف بحق إسرائيل في الوجود بصفتها الوطن القومي للشعب اليهودي – بأمان وبسلام. فهناك الذين يبلغون حتى درجة مقارنتنا – الصهاينة – بالصليبيين الذين حكموا هنا قبل 100-200 عام. وأسوة بدحر الصليبيين من قبل المماليك وتلاشيهم، يأمل أولئك المتعصبين في تلاشي إسرائيل.

إلا أنه وكما علم يتسحاق رابين الحقيقة، ونحن نعلم الحقيقة أيضًل: إنا لسنا بصليبيين ولسنا بصليبيين جدد. إننا ننتمي إلى هذه الأرض لما يقرب من 4000 عام – ونحن شعب عريق استعج سيادته على وطنه التأريخي. لدينا رغبة شديدة بالتشبث ببلادنا، ولدينا العزيمة على ضمان مستقبل دولتنا، حيث ترافق هذه الرغبة القوة الكبيرة. إننا نواصل تنمية قدراتنا العسكرية باستمرار، وهذا ما وافق عليه رابين، بل كان من مهندسي أمن دولة إسرائيل، لأنه أدرك بأن لا وجود وطني دون الأمن المتين.

إن الذين يلتمسون القضاء علينا لا يردعوننا، ونرفض باشمئزاز نعت الذين يقتلون أبناء شعبنا بـ "شهداء أبطال" على غرار ما قاله أبو مازن خلال خطابه في الأمم المتحدة. إنه تصور مشوه، شنيع، الذي لم يتغير للأسف الشديد منذ فترة رابين ولغاية هذا اليوم.

ورغم كل ذلك، دعوني أنوه إلى وجود اتجاه آخر في منطقتنا أيضًا وهو سأم المعسكر المعتدل في الشرق الأوسط من العدوان التي يمارسه إيران وأتباعها. إن يتسحاق رابين الذي حذر أكثر من مرة من نظام الملالي الإيراني، قد وقّع على اتفاقية السلام مع جارتنا من الشرق – الأردن. حيث هنأته بتلك المناسبة من صميم قلبي. وصرحت أمام الكنيست في أكتوبر 1994 بما يلي: "يلقى على عاتقنا واجب التمييز جيدًا بين السلام الحقيقي والسلام الوهمي. إن الاتفاقية المطروحة أمامنا اتفاقية سلام حقيقي. فالأردنيون لا يقدسون الميثاق الذي يدعو إلى إبادة إسرائيل". ثم أضفت: "إن هذا اليوم يثير الارتياح لدي فهو يبعث على الوحدة أيضًا ولا حول لنا إلا بالوحدة سواء في أوقات الحرب أو السلام".

لقد أجريت جدالاً موضوعيًا وثاقبًا مع يستحاق رابين حول عملية السلام مع الفلسطينيين. فقادتهم قد تكلموا عن السلام وفي الآن ذاته ساعدوا على قتل اليهود والإسرائيليين. ومع ذلك كان الإجماع يسود بيننا بشأن معاهدة السلام مع الأردن. حيث لاقت علاقاتنا العريقة مع المملكة الهاشمية زحمًا في مؤتمر مدريد، الذي عُقد عام 1991، والذي شاركت فيها بنفسي. وبعدها بثلاث سنوات تم انتهت حالة الاقتتال بين كلا الدولتين رسميًا.

في هذه الأيام بالذات تدخل اتفاقية السلام بين إسرائيل والأردن عامها الـ 25. حيث احتفظ الأردن لنفسه باتفاقية السلام خيار استلام المساحة في نهريم بالقرب من نهر الإردن، وجيب صوفر في وادي عربة. وقد تلقينا في وقت سابق من هذا اليوم خبرًا مفاده أن الأردن يلتمس ممارسة ذلك الخيار بحلول العام الـ 25. إننا سنخوض مفاوضات معه بشأن إمكانية تمديد التسوية القائمة. ولكن لا يساورني الشك، من وجهة نظر شاملة، أن الاتفاقية برمتها تعدّ ذخرا هامًا وثمينًا لكلا الدولتين. إنها تنضم بطبيعة الحال للسلام مع مصر الذي توصل إليه ميناحيم بيغين قبل 40 سنة. إننا نلتزم بتلك الاتفاقية من خلال إقامة التعاون المثمر في مجالات عديدة – وهو تعاون يبلغ مستويات لم يسبق لها مثيل منذ إبرام معاهدة السلام بيننا.

على خلفية الزعزعة الكبيرة حولنا، تبرز هاتان الاتفاقيتان بكونهما مرساتان محوريتان من الاستقرار الإقليمي. وعلاوة عليهما إننا نوسع علاقاتنا مع المزيد من الدول العربية التي تدرك أكثر من أي وقت مضى أن إسرائيل ليست عدوة لها. فبالعكس، إن إسرائيل تقف إلى جانبها بقوة في خندق واحد ضد التهديد الإيراني وكذلك ضد تهديدات أخرى يشكلها الإسلام المتطرف.

إن إسرائيل تسعى لضمان السلام والازدهار في الشرق الأوسط. وإسرائيل تلتمس تحسين حياة الملايين من العرب والمسلمين، من خلال ثمار الابتكار وتحسين حياة الفلسطينيين حولنا. ويجدر عليّ الإشارة أمامكم إلى أنه يغمرني في بعض الأحيان الاعتقاد بأننا أحرص على رفاهيتهم من إخوانهم.

إن التطبيع بيننا والدول العربية المعتدلة يشهد توسعًا مستمرًا. ومع أنه من الصحيح أن ما زالت هناك فجوة بين مواقف الحكومات والرأي العام؛ فيصعب تغيير تلك الاتجاهات التي سادت طيلة عشرات السنين حيث تم تسويد وجه إسرائيل في وقت وجيز كهذا. إلا أنه يمكن الإحساس بتغير ما. وفي بعض الدول إنه بات يتغلغل أكثر فأكثر وسط الجماهير. فعلى شبكات التواصل الاجتماعي في تلك الدول يتم التعبير عن المواقف المساندة لإسرائيل جهارًا. وهذا ما يحدث في إيران حتى وهي دولة غير عربية. أعتقد بأنه يكمن في هذه العمليات، ومن خلال التعاون من بعض الدول العربية، أمل المصالحة المستقبلية مع جيراننا الفلسطينيين أيضًا – مع أنهم في هذه اللحظة يقومون بكل شيء بغية عرقلة توسيع دائرة التطبيع ودائرة السلام مع العالم العربي.

ومن ناحية أخرى، أعمل كل ما بوسعي لتكون الغلبة في هذا الامتحان المصيري المتمثل في صد دولة تسعى جاهدةً لتطوير أسلحة الدمار الشامل وتمسك بخيوط الإرهاب للمعتدلين والعادلين. فهذا الصراع يحمل بين طياته التداعيات المفصلية على مستقبل البشرية. لقد تعرف يتسحاق رابين الخطر الذي تشكله إيران في وقت مبكر للغاية، والخطر من نظام الملالي، ومنذ ذلك الحين ولغاية هذه الأيام، يكون الشرط لتحقيق النجاح الوقوف العازم والعنيد في مواجهة قوى التعصب – حيث نقوم بذلك بصفتنا منارة الشعوب.

إن الإنجازات الفريدة التي حققتها إسرائيل تعطي الأمل لشعوب كثيرة. وقد ساهم حينها يتسحاق رابين إلى حد ملموس بل ملموس جدًا في تطوير الاقتصاد والتربية والتعليم والمواصلات والعلوم والثقافة. إن نضيف الطبقات الجديدة على أسس الماضي – بامتنان لعمل يتسحاق رابين العظيم. وسنذكره كمقاتل جليل وقائد عسكري كبير وسفير مخلص ورئيس حكومة مهد الطرق نحو السلام.". = كما جاء في بيان اوفير جندلمان. 

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.75
USD
4.02
EUR
4.84
GBP
286950.63
BTC
0.52
CNY
.