نبيل عودة في مقاله:
علي سلام اعطى كل جهده لحل اشكاليات ابناء الناصرة المتراكمة والمتأزمة منذ ايام الجبهة.
دور الجبهة في السنوات الخمس السابقة كان عرقلة نشاطات البلدية، وانهوا دورهم بإسقاط ميزانية بلدية الناصرة وحل المجلس البلدي ـــ أي عمل تخريبي بجدارة.
التنظيم المسمى جبهة اليوم هو مجرد أداة لا تفكر ولا تتحرك بدون شخصيات وجودها يشكل دمارا للأقلية العربية ولحقوقها، بغض النظر عن تسمياتها كهيئات عربية عليا.
هل تنازل حزب تاريخي قديم عن مرشحه لرئاسة البلدية هو دليل قوة ام دليل موت سريري لا قائمة لهم بعده؟
آخر تقليعة انتخابية في الناصرة هو كاتب عاد من المنفى الفكري، ربما كان في رحلة اكتشاف جديدة لأمريكا، او لقطر؟ وسحب قلمه واوهامه العتيقة، ليخط بعض افكاره التقليدية والمملة في التحامل على رئيس البلدية علي سلام، وهو اجهل الجاهلين بمعرفة الحقائق الانتخابية والبلدية في الناصرة. ما يلفت الانتباه ليس النص المقتبس من دعايات مغرضة فاضت عن شواطئ الواقع، بل الاصرار على اكاذيب تروج وشعارات تعلق، والانسان الذي يملك ذرة تفكير وارتباط بواقع مدينة الناصرة سيكتشف بسرعة ان لا جديد تحت شمس التحامل والكذب وتغطية السماوات بالعماوات.
قد يقول قائل ان كل الزعماء يكذبون، لكن علي سلام لم يتصرف كزعيم، بل كأحد ابناء مدينة الناصرة، وبحكم وظيفته اعطى كل جهده لحل اشكاليات ابناء الناصرة المتراكمة منذ ايام الجبهة. فهل بالصدفة ان علي سلام هزم حزبا تاريخيا عتيقا واساسيا في الوسط العربي وفي مدينة الناصرة التي كانت تسمى حمراء سابقا؟
هزمكم حليفكم في منافسة، اصلا لم يفكر بالمنافسة الا بعد ان تبين خداعكم وتآمركم بصلافة مثيرة للتقزز. 20 عاما من التحالف والعمل المشترك لا يشطب عليها بصلافة وقلة احترام. اضطر حليف الأمس ان يتحدى ما طبختم من مؤامرة لعزله دون اعتبار لما قدمه. كان تصرفكم مسيء جدا لا يليق ولا يشرف من كانوا يعتبرون انفسهم القيمين على المجتمع العربي والناصرة خاصة.
فوز علي سلام في المنافسة برئاسة بلدية الناصرة كان مفاجئا، اعرف ان منافسيه الخاسرون من اهل الجبهة اصيبوا بصدمة، يمكن القول انه فاز بالضربة القاضية، فامتنعتم عن تهنئته، حقدكم هو حوالة مالية بلا رصيد. بدل ان تحكموا عقولكم وتجددوا التحالف معه برئاسته، بطرح اهمية خدمة الناصرة واهلها بغض النظر عمن يقود البلدية عمليا، وبالمناسبة هو حليفكم حتى خيانة العيش والملح كما يقول مثلنا العربي، بدأتم بعرقلة النشاط الكبير الذي بدأه رئيس البلدية علي سلام متحررا من بيروقراطيتكم واغلاق ابوابكم امام الجمهور. كل نشاطكم في السنوات الخمس الماضية كان عرقلة الخدمات البلدية، وانهيتم دوركم بإسقاط ميزانية بلدية الناصرة وحل المجلس البلدي، أي عمل تخريبي بجدارة، لكن علي سلام استمر رئيسا للبلدية مع لجنة وزارة الداخلية واخيرا اقرت اللجنة المعينة مع رئيس البلدية علي سلام، الميزانية التي كان ظنكم ان اسقاطها سيسقط علي سلام ويبعده عن ادارة النشاط البلدي. هل هذه هي الخدمة لمدينة الناصرة واهلها؟ هذا هو تطبيقكم لشعار كرامة وخدمات؟ ماذا كان تبرير المهزومين السابقين وورثائهم اللاحقين؟ فقط تعبير "مخجل جدا" هو افضل وصف لما قمتم به في السنوات الخمس لفترة رئاسة علي سلام للبلدية. ليس هكذا تورد الإبل. هذه تصرفات لا يلجأ اليها الا من يوجد تفكيره بالحضيض سياسيا وأخلاقيا وبلديا وثقافيا. انا نشأت في التنظيم الشيوعي، وتثقفت به، ولكني انكر ما وصله من حضيض وتفاهة وفوضى فكرية وتنظيمية وفقر عقلي غير مسبوق، تنعكس على مجمل كوادره وقياداته اليوم.
اصبح التنظيم المسمى جبهة اليوم مجرد أداة لا تفكر ولا تتحرك بدون شخصيات وجودها يشكل دمارا للأقلية العربية ولحقوقها بغض النظر عن تسمياتها كهيئات عربية متابعة وسلطات محلية وغير ذلك من تسميات وقوائم مشتركة ، مضامينها واساليب ادارتها كانت مدمرة لأهمية وجودها، التي من المفترض انها تمثل مجمل الجماهير العربية وليس من يجلس بموقع القرار فيها، طبعا تتميز كل قراراتها اليوم بالعداء لأهم سلطة محلية للعرب في اسرائيل – بلدية الناصرة ورئيسها في السنوات الخمس القادمة أيضا، عدا ان تصرفات ادارة هيئاتها هو نقض كامل لمضمون تلك الهيئات، هكذا تعطون صورة سياسية مشوهة لن تمر دون عقاب في صناديق الانتخابات. حين تعادون ادارة اكبر مدينة عربية في إسرائيل فانتم انهيتم دور أي لجنة تدعي انها تمثل الجماهير العربية. انتم تمثلون انفسكم واحقادكم ، فهنيئا لكم.
تصرون اليوم على اسم "جبهة"عمليا مفهوم الجبهة هو تحالف بين عدة تنظيمات، الجبهة بعنجهيتها دفعت حلفائها بعد الدورة الأولى لترك الجبهة واقامة قائمة منافسة باسم الحركة التقدمية، ما هو قائم اليوم هو الحزب الشيوعي وبعض اصدقائه، تحت الإسم الميتالوجي "جبهة".
تتشاطرون بطرح شعارات لا تنجز سوى المزيد من التفكك الاجتماعي والانساني للمجتمعات العربية ، والناصرة هي نموذج استطاعت بفضل رئيس بلدية مرتبط بناصرته ومواطنيها ان يضع حدا للهاوية التي كانت تحفر لهذه المدينة، ممن يدعون الوطنية الكاذبة والشيوعية التي لا تفهمون معناها، ولا تدركون قيمها الحقيقة، تصرفاتكم ليست شيوعية، بل غوغائية، لم تجلب لمجتمعنا الا الاشكاليات والتفرقة!!
وصل الأمر الى عزل مرشح الجبهة لرئاسة البلدية، كما كتبت في مقالاتي منذ انتخب مصعب دخان، كان ظنكم اني أحرض. لا لم احرض. كتبت حقيقة وصلتني من داخل ابحاث حزبية. حتى قبل اسبوع من عزل مصعب وتتويج وليد عفيفي مكانه، اصر مصعب انه المرشح للرئاسة. اقسم اني تألمت من أجله لأني أعرف الطبخة وطباخيها ، ولي تجربة حزبية مؤلمة من عام 1992 حين فقد الحزب الشيوعي شرعيته الأخلاقية والتنظيمية بفقدانه القدرة على صيانة قرارات تنظيمه ودستور الحزب، فاستقلت.
هل تنازل حزب تاريخي قديم عن مرشحه لرئاسة البلدية هو دليل قوة ام دليل موت سريري لا قائمة لهم بعده؟
هذا ما سيتبين في انتخابات الكنيست القادمة. لا تستحقون الثقة، تخليتم في الناصرة عن حليف لكم لأنه نقض نهجكم المنعزل، اخلص عشرين عاما لشعبه.. ضمن مسؤولياته البلدية آنذاك. اليوم ما يقدمه علي سلام هو نموذج هام جدا لكل السلطات المحلية العربية، لذا ليس بالصدفة ان يتحول علي سلام نموذجا لكل البلدات العربية ولكل رؤساء السلطات المحلية العرب. الموضوع ليس بشهادات، وليس بقدرات خطابية، بل برؤية انسانية لواقع المواطنين، بارتباط بحياة المواطنين ومعرفة مشاكلهم ومعاناتهم والعمل على ايجاد حلول جذرية. هذا اكبر واهم مشروع استراتيجي نهج علي سلام على تنفيذه. وهنا الانجاز الكبير لعلي سلام. هنا الحب الكبير الذي يملأ مهرجانات قائمة ناصرتي، والاستقبال الذي لم نعرف له سابقة في الأربعين سنة الماضية؟ وملاحظة اخيرة اذا كان لديكم عقل يفكر وقدرة على الجواب: لماذا هزمتم بكل السلطات المحلية وفقدتم اكثر من 15 سلطة محلية كانت بقيادة رفاقكم وحلفائكم؟
ها هي الناصرة أيضا تلفظكم، فهل تتعلموا الدرس؟ ان تحترموا ارادة المواطنين؟
الناصرة ستعلمكم درسا آخر لن ينسى!!
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com