المشارك الفلسطيني
وزير التعليم العالي د. صبري صيدم:
تحدي القراءة العربي تظاهرة ثقافية تفتح الباب واسعاً أمام الحوار الثقافي والتواصل الإنساني والتلاقح الفكري حول العالم
يشارك أعضاء وفد طلاب وطالبات فلسطين الذين وصلوا إلى دبي لنهائيات تحدي القراءة العربي، المشروع المعرفي الأكبر في الوطن العربي، والذي يندرج ضمن مبادرات محمد بن راشد آل مكتوم العالمية، في المنافسات نصف النهائية ضمن وفود 44 دولة عربية وأجنبية من مختلف دول العالم المشاركة في الدورة الثالثة من التحدي، وذلك للفوز بلقب تحدي القراءة العربي الذي سيتوّج بطله في حفل ختامي حاشد تستضيفه دبي يوم الثلاثاء 30 أكتوبر الجاري.
وتشارك فلسطين أيضاً في المنافسات النهائية على لقب المدرسة المتميزة لتحدي القراءة العربي 2018، تمثّلها مدرسة "العودة" الأساسية من مدينة بيت لحم في التصفيات النهائية على اللقب، والتي نجحت للعام الثاني على التوالي بالمشاركة بنسبة 100 % من طالباتها في تحدي هذا العام، وأشركت فئات مجتمعية مختلفة. وتتنافس المدرسة على الجائزة، التي يفتح باب التصويت فيها للجمهور يوم الخميس 25 أكتوبر الجاري عبر الموقع الإلكتروني لتحدي القراءة العربي www.arabreadingchallenge.com، مع أربع مدارس أخرى من المملكة العربية السعودية، ودولة الكويت، وجمهورية الجزائر، والمملكة المغربية.
وقال معالي وزير التربية والتعليم العالي الدكتور صبري صيدم: "إن المشاركة في تحدي القراءة للعام الثالث على التوالي، وبنتائج مميزة على كافة الصعد إنما تعكس حرص طلاب وطالبات فلسطين على التحصيل العلمي والمعرفي كقيمة عليا تفتح الآفاق للإبداع والإنجاز، وتمكّن التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية المستدامة، وتعزز موقع فلسطين والوطن العربي على خارطة المساهمين في تطوير النتاج المعرفي الإنساني".
وأثنى معاليه على مبادرة تحدي القراءة العربي، الاكبر من نوعها عربياً، التي انطلقت من دبي قبل ثلاث سنوات، لتصل اليوم إلى العالمية، مع مشاركة أكثر من 10 ملايين و500 ألف طالب وطالبة من 44 دولة حول العالم، مؤكداً اعتزاز المنظومة التعليمية بحجم ونوعية مشاركة الطلاب الفلسطينيين عاماً تلو أخر في هذه التظاهرة الثقافية التي تفتح الباب واسعاً أمام الحوار الثقافي والتواصل الإنساني والتلاقح الفكري بين قرّاء العربية في جهات العالم الأربع، ومتمنياً التوفيق للمشاركين في التحدي هذا ورفع اسم دولة فلسطين عالياً في المحفل المعرفي الأكبر عربياً.
وأشاد الدكتور صيدم بالإنجازات النوعية لجموع طلبة ومعلمي ومدارس فلسطين التي دأبت على التفاعل قلباً وقالباً مع المبادرات الثقافية الريادية، لما لذلك من بناء الإنسان الواعي والمثقف القادر على مواجهة المحن وإيجاد الحلول مهما كانت التحديات، مستذكرا فوز مدرسة طلائع الأمل والطالبة عفاف الشريف بالتحدي في نسختيه الأولى والثانية، ومجدداً التزام وزارة التربية والتعليم العالي الفلسطينية بمواصلة تمكين المنظومة التعليمية بالأنشطة اللاصفية التي تبني الشخصية المتكاملة وتوسع الآفاق خارج إطار المناهج المدرسية القياسية.
وختم معاليه بالقول: "إن العلم والمعرفة سلاح الشعوب الساعية إلى امتلاك زمام أمرها وتقرير مصيرها والحفاظ على مكتسباتها وصيانة حقوقها واستغلال مواردها وتفعيل طاقاتها الكامنة، والقراءة هي السبيل الأمثل لتحقيق ذلك".
وكانت فلسطين توّجت الطالب قسّام محمد صبيح بطلاً لتحدي القراءة على المستوى الوطني في أبريل الماضي. وشارك في تحدي القراءة هذا العام 402 ألف طالب وطالبة من 2333 مدرسة من مختلف أرجاء فلسطين تحت توجيه 5080 مشرف ومشرفة قراءة، فيما حاز المعلم بسام عبد ربه أحمد العدم، من منطقة الخليل التعليمية، على لقب "المشرف المتميز".
كما حققت فلسطين مركزين أولين في الدورتين السابقتين لتحدي القراءة العربي، حيث توّجت الطالبة عفاف الشريف من فلسطين بلقب بطل تحدي القراءة العربي في دورته السنوية الثانية العام الماضي، فيما فازت مدرسة "طلائع الأمل" الثانوية من مدينة نابلس في فلسطين بلقب المدرسة المتميزة ضمن تحدي القراءة العربي في دورته الأولى عام 2016.
ويبلغ المجموع الإجمالي لجوائز تحدي القراءة العربي 11 مليون درهم إماراتي أي ما يعادل 3 مليون دولار أمريكي. إذ يحصل بطل تحدي القراءة العربي، الذي يتم إعلان اسمه في الحفل الختامي للمبادرة في 30 أكتوبر الجاري بدبي، على جائزة نقدية قدرها 500 ألف درهم إماراتي. وتحصل المدرسة المتميزة الفائزة بجائزة مليون درهم إماراتي، فيما يحظى المعلم الفائز بلقب المشرف المتميّز بجائزة قدرها 300 ألف درهم إماراتي.
وناهز العدد الإجمالي للمشاركين من حول العالم في تحدي القراءة العربي لهذا العام إلى 10 ملايين و500 ألف طالب وطالبة، انضموا للمنافسة من 44 دولة في الوطن العربي والعالم، بزيادة فاقت نسبة 25% عن أعداد العام الماضي، خاصة بعد فتح باب المشاركة رسمياً للطلاب العرب المقيمين خارج العالم العربي.
وتشهد دبي في 30 أكتوبر الجاري اختيار بطل تحدي القراءة العربي لعام 2018، والذي يتوّج في حفل ختامي حاشد لتحدي القراءة العربي في نسخته الثالثة.
وتتطلب شروط المشاركة في تحدي القراءة العربي، من كل طالب مطالعة 50 كتاباً خلال العام الدراسي وتلخيص أبرز ما فيها. وتتدرج مراحل التصفيات على عدة مستويات، تبدأ ضمن المدارس المشاركة من مختلف الدول حيث يتنافس الطلاب على مستوى الصف ثم المرحلة الصفية في كل مدرسة، انتقالاً إلى مستوى المناطق التعليمية ثم المديريات أو المحافظات، حتى اختيار العشرة الأوائل على مستوى الدولة والفائز باللقب فيها.
ويهدف تحدي القراءة العربي إلى تعزيز الوعي بأهمية القراءة على مستوى الوطن العربي والعالم، وتنمية الثقافة العامة لدى المشاركين، وتطوير مهارات التعلم الذاتي والتفكير الإبداعي، والارتقاء بقدرات الاستيعاب والتعبير عن النفس، حتى وصول مشروع تحدي القراءة العربي إلى الطلبة في مدارس وجامعات الوطن العربي، وأبناء الجاليات العربية في الدول الأجنبية، ومتعلمي اللغة العربية من غير الناطقين بها، لبناء مستقبل مزدهر لهم ولأوطانهم وتحقيق رسالة تحدي القراءة المتمثلة في إحداث نهضة عربية في القراءة والتحصيل المعرفي والثقافي.