جاء في مقال كارم عيادات:
إخبار الوالدين للمرة الأولى بأن الطفل مصاب بإعاقة يشكل صدمة، وسيكون وقع الخبر عليهما قاسياً
تعتزل الأسرة محيطها الاجتماعي، وقد يصل الأمر إلى إخفاء وجود طفل معاق في الأسرة، خوفاً من نظرة الآخرين وانطباعاتهم
اعتن بنفسك، كن صحيحا من أجل نفسك والآخرين الذين تعتني بهم. تذكر أن "فاقد الشيء لا يعطيه"
يتوقع الوالدان ويحلمان بطفل مكتمل القدرات يكون مبعث السرور لهما، لكن الواقع يوقظهما من الحلم على طفل يعاني من مشكلة جسمية أو حسية أو عقلية، عندها تتفاوت ردود أفعال الأسرة أمام ولادة الطفل، ويتأثر ذلك بعوامل عديدة تحدد مدى الضغط الذي تعاني منه الأسرة، ودرجة إيمانها؛ فإما أن تبدي قدراتها على مواجهة هذا الحدث واستيعابه، أو أن يؤدي إلى اضطراب حياتها النفسية، وتمر بعدة مراحل للوصول إلى مرحلة التكيف وقبول الأمر الواقع.
مراحل استقبال خبر وجود إعاقة عند الطفل :
مرحلة الصدمة
إن إخبار الوالدين للمرة الأولى بأن الطفل مصاب بإعاقة يشكل صدمة، وسيكون وقع الخبر عليهما قاسياً: أنا لا أصدق ذلك! أعرف أن ابني لديه مشكلة لكن ليست بهذه الخطورة.
يكون إحساسهما مثل إحساس المفجوع في ابنه في حادث أو مرض خطير، حيث يعاني أفراد الأسرة من الارتباك وأنهم واقعون في مشكلة.
مرحلة الإنكار والتشكك
معظم الأسر تتمنى لو أن طفلهم لا يعاني من أي مشكلة، وكثير منهم يحاول تجاهل الواقع، وينكرون إعاقة طفلهم ويرجعون الخلل إلى خطأ في التشخيص؛ (كيف يدّعي الطبيب أن طفلنا عنده مشكلة؟ هل تشخيص الطفل في وقت قصير يكفي لوصف مشكلته؟) والبحث عن مصادر متعددة للتشخيص، والبعض يستمر في الإنكار والإصرار بأن طفلهم سليم لفترات طويلة مما يؤدي إلى إضعاف فرص الاستفادة من التأهيل المبكر.
مرحلة الحزن والأسى
يبلغ الحزن أقصاه في الفترة ما بين التشخيص المبدئي وتشخيص المختص، ويتولد الحزن عند الوالدين نتيجة شعورهما أنهما سبب في وجود هذا الطفل الذي يعاني؛ (التعاسة- الانطواء– البكاء- الأرق– فقدان الشهية..)، البعض يشعر بأن هذه الإعاقة ستغير مجرى حياتهم وأنه لم يعد من حقهم الاستمتاع بحياتهم.
مرحلة الانفعالات العنيفة والغضب
يتناوب الحزن والقلق مع الشعور بالغضب والسخط وعدم الرضا بما حدث (من السبب في هذه الاعاقة؟ كيف حدثت؟)، وتوجيه الغضب نحو (المستشفى، التجهيزات، الأطباء ومهاراتهم) ثم ينتقل نحو الطفل الذي سبب لهما الألم وأفسد حياتهما، وسيكون عبئاً عليهما.
البعض يوجهون غضبهم نحو الزوجات أو الأزواج، وقد تصل هذه الحادثة بهم إلى الانفصال ( أكره طفلي وأتمنى موته فهو سبب طلاقي).
مرحلة الشعور بالذنب
تعد أكثر الحالات الانفعالية شدة وقسوة على الوالدين، حيث يستبدل الشعور بالحزن والغضب بشعور عميق بالذنب، البعض يعتقد أنه عقاب من الله على ذنوبهما، ويبدأ كل منهما بإلقاء اللوم على الآخر، والبعض يعتقد أنهما لم يتخذا الإجراءات الوقائية المناسبة.
مرحلة الشعور بالاكتئاب
تعتزل الأسرة محيطها الاجتماعي، وقد يصل الأمر إلى إخفاء وجود طفل معاق في الأسرة، خوفاً من نظرة الآخرين وانطباعاتهم.
مرحلة التكيف وقبول الأمر الواقع
يصل الأمر إلى الواقعية والتفكير والتعامل مع الطفل بدون الشعور بالخجل أو الذنب، ويتخلى الوالدان عن اللوم، ويبدآن بالبحث عن سبيل علاج طفلهما وتنمية مهاراته. والبحث عن الخدمات المتاحة لطفلهم.
نصائح للتعامل مع وجود إعاقة عند الطفل
ينصح مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها في الولايات المتحدة الأميركية بعض الإجراءات كالآتي:
• خذ الوقت اللازم لتعلم عن حالة طفلك وطبيعة الاحتياجات الخاصة التي يحتاجها من مجموعة متنوعة من المصادر الموثوق بها.
• استعن بأفراد العائلة والأصدقاء لتقديم العون والمساعدة بشتى الطرق.
• ابحث عن الخدمات المتوفرة في منطقتك من خلال المنظمات الحكومية، والقطاعين العام والخاص ومنظمات المجتمع المدني، والمدارس.
• احرص على توثيق التاريخ الطبي لطفلك أولا بأول.
• ركز على الأشياء التي يمكن أن تفعلها مع طفلك.
• إذا استفسر شخص عن حالة طفلك، اسمح للطفل بالإجابة على الاستفسار إن أمكن. وبذلك يمكنك مساعدة الطفل في الانخراط مع الآخرين.
• علم طفلك الاعتماد على نفسه والاعتداد بها. دائمًا ضع الصحة والسلامة في الاعتبار.
• اعتن بنفسك، كن صحيحا من أجل نفسك والآخرين الذين تعتني بهم. تذكر أن "فاقد الشيء لا يعطيه".
• خذ فترات راحة قصيرة، مثل المشي أو الاستحمام بحمام دافئ للاسترخاء.
• أولِ الاهتمام بأفراد الأسرة الآخرين ولا تقصر اهتمامك على الطفل الذي يعاني من إعاقة
* كارم عيادات – مدير المجتمع العربي في منظمة كيشر - تواصل