أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اطلاعه بشكل كامل على التسجيل الصوتي الذي يوثق جريمة قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي إلا أنه لا يريد أن الاستماع إليه شخصيا.
وقال في مقابلة مع (فوكس نيوز صانداي) "إنه تسجيل معاناة. إنه تسجيل فظيع"، مضيفاً أنه "كان عنيفاً جداً، وحشياً جداً وفظيعاً".وفي تصريحات لمحطة "فوكس نيوز" الأميركية، قال ترامب اليوم الأحد:" لدينا التسجيل وأنا لا أرغب في سماعه وبالنسبة لي ليس هناك سبب لسماعه"، وأجاب على سؤال من الصحافي كريس ووليس حول السبب في موقفه هذا بقوله إن المقطع مؤلم ومفزع.
وأضاف ترامب:" لقد أُخْبِرتُ بشكل شامل عن الأمر ولا يوجد سبب لأسمعه"، مشيرا إلى أنه سأل مستشاريه عما إذا كان ينبغي عليه أن يسمعه، لكنهم نصحوه بألا يفعل " أعرف كل شيء جاء في الشريط دون أن أضطر إلى سماعه، فهو وحشي للغاية وفظيع للغاية ومفزع".
كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أكد رسميا لأول مرة قبل أكثر من أسبوع عن وجود مقطع صوتي لقتل خاشقجي، وأعلن عن إرساله المقطع لعدد من الدول بينها الولايات المتحدة وألمانيا.ولا يزال من غير الواضح بعد على وجه الدقة ما الذي ورد في التسجيل.
وفي السياق ذاته، أكد الرئيس ترامب أن الولايات المتحدة ستعلن مطلع الأسبوع المقبل خلاصة نهائية بشأن قضية قتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي، بعد تقارير ذكرت أن وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) تحمل ولي العهد الأمير محمد بن سلمان المسؤولية.
وقد غيرت السعودية روايتها الرسمية مرارا بشأن عملية القتل التي وقعت في قنصليتها في اسطنبول في 2 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، حيث نفت في البداية أي معرفة لها بمكان وجود خاشقجي قبل أن تشير لاحقا إلى أنه توفي جراء شجار و"اشتباك بالأيدي" عقب خلاف بينه وبين أشخاص التقاهم في القنصلية.
وفي وقت سابق هذا الأسبوع، أبعدت النيابة العامة السعودية الشبهات تماما عن ولي العهد في ما يتعلق بالقضية.
وأوضح ترامب أنّ "تقريرا كاملا" حول "من فعل ذلك" سيصدر بحلول الإثنين أو الثلاثاء، وذلك اثناء حديث مع الصحافيين في ماليبو بكاليفورنيا بعد تفقده الأضرار الناجمة عن حرائق الغابات.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية هيذر ناويرت في وقت سابق إن التقارير التي تحدثت عن توصل الولايات المتحدة إلى خلاصة نهائية بشأن القضية "غير دقيقة".
وأضافت "لا تزال هناك عدة اسئلة بدون أجوبة في ما يتعلق بقتل خاشقجي. إن وزارة الخارجية ستواصل السعي للحصول على كل الوقائع المتصلة بذلك".
وتابعت أن مساعي الوزارة ستستمر للتوصل إلى الحقيقة وستعمل مع دول أخرى لمحاسبة المسؤولين، مؤكدة "سنقوم بذلك مع الحفاظ على العلاقة الاستراتيجية المهمة بين الولايات المتحدة والسعودية".
وشددت المتحدثة على أن واشنطن اتخذت "اجراءات حاسمة" ضد أفراد تضمنت فرض قيود على تأشيرات الدخول وعقوبات.
وبدت التصريحات متناقضة مع تقارير أشارت إلى أن وكالة الاستخبارات المركزية استنتجت أن الأمير محمد بن سلمان هو من أمر بقتل خاشقجي، الذي عرف عنه انتقاده العلني لولي العهد السعودي.
وخيمت عملية القتل والضجة الدولية التي أثارتها على العلاقات بين واشنطن وحليفتها التاريخية الرياض، التي تحاول طي ملف الجريمة وترفض الدعوات لإجراء تحقيق دولي.
لكن قبيل إيجاز مرتقب من قبل وزير خارجيته ومدير (سي آي ايه)، رفض ترامب الفكرة لدى سؤاله عن احتمال اتخاذ واشنطن تحركا للرد على الرياض.
وقال للصحافيين "انهم يشكلون (السعوديون) حليفا رائعا حقا في مجالي الوظائف والتنمية الاقتصادية".
وأضاف "علي كرئيس أخذ ذلك وأمور كثيرة أخرى في الاعتبار".
وذكرت صحيفة (واشنطن بوست) أن (سي آي ايه) كشفت بأن 15 عنصرا سعوديا سافروا على متن طائرة حكومية إلى اسطنبول، حيث قتلوا خاشقجي في القنصلية.
وزار الصحافي السعودي الذي كان يكتب مقالات في (واشنطن بوست) قنصلية بلاده يوم مقتله للحصول على الوثائق اللازمة لإتمام زواجه من خطيبته التركية.
بدورها، أكدت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني ضرورة إجراء تحقيق "شامل ونزيه وشفاف" بشأن قضية مقتل خاشقجي.
وقالت في بيان "لا تزال هناك حاجة لتوضيح كامل للظروف المحيطة بهذه الجريمة المروعة وضمان محاسبة جميع المسؤولين عنها".
وبينما شددت على معارضة الاتحاد الأوروبي القاطعة لعقوبة الإعدام، قالت موغيريني "سنواصل التأكيد على أنه ينبغي أن تفرض السعودية اجراءات لضمان عدم تكرار حادثة كهذه على الإطلاق".
وأضافت أنه "في الوقت المناسب، سينظر الاتحاد الأوروبي ودوله في الكيفية التي سيتمكنون من خلالها العمل معا من أجل اتخاذ اجراءات مناسبة ضد الأشخاص المسؤولين" عن العملية.
وأشارت آخر رواية قدمتها النيابة العامة السعودية بشأن حيثيات العملية الخميس إلى أن فريقا من 15 عنصرًا توجه لإعادة خاشقجي إلى السعودية "بالرضا أو بالقوة" إلا أن الأمر انتهى بقتل الصحافي وتقطيع جثّته.