عادت اليوم الى البلاد النائبة عايدة توما - سليمان (الجبهة، القائمة المشتركة)، رئيسة لجنة مكانة المرأة والمساواة الجندريّة بعد جولة ناجحة في إيرلندا تخللها لقاء مع الرئيس الإيرلندي مايكل دي هيغينز، ومع برلمانيين إيرلنديين في مبنى البرلمان ومحاضرة قدمتها توما- سليمان للجمهور الايرلندي ومشاركة في مؤتمر دولي مناهض للقواعد العسكريّة الأمريكيّة ولحلف الناتو.
لقاء مع رئيس جمهوريّة إيرلندا
وعقبت توما - سليمان على الزيارة بقولها: "أن جميع الفعاليات التي شاركت بها كانت هامة جدًا على المستوى السّياسي ومكثّفة الا أنه لا بد من القول أنني فوجئت بأنه تم ترتيب لقاء لي مع رئيس ايرلندا السيد مايكل دي هيغينز الذي اعيد انتخابه قبل أسبوعين لفترة ولاية جديدة. ولقد كان اللقاء مع الرئيس هيغينز هامًا أعيد فيه تأكيد العلاقات الخاصة التي تربط الشعب الايرلندي والشعب الفلسطيني".
وكانت توما -سليمان قد التقت مساء الجمعة بالرئيس الإيرلندي في لقاء مطوّل، تناولا خلاله عدّة مواضيع، في صلبها نضال الجماهير العربيّة والقوانين الإسرائيليّة العنصريّة وأبرزها قانون القومية.
وقالت توما - سليمان في الاجتماع: "تحاول إسرائيل إقناع المجتمع الدّولي بأن القانون هو شأن داخلي إسرائيلي، ولكن هذا غير صحيح، لأن القانون له أبعاده وتأثيراته على المنطقة، كما أنه يتعارض مع المعاهدات الدّوليّة وقرارات الأمم المتّحدة المتعلقة بالمناطق الفلسطينية المحتلة وخصوصًا مدينة القدس وكذلك حق تقرير المصير للشعب الفلسطيني، ونحن نرى أن للمجتمع الدوّلي دور هام في دعم نضال الشعب الفلسطيني العادل من أجل حقوقه الشرعية ومن أجل تصليح الغبن التّاريخي الذي ما زلنا نعاني من تبعاته".
وأكّدت توما – سليمان : "إن الشّعب الإيرلندي خير من يستطيع أن يتفهم نضال الشّعب الفلسطيني ضد القمع والاحتلال، كونه يحمل تاريخًا مشابهًا وقاد على مر السّنوات سياسة داعمة لحقوق الشعب الفلسطيني وربطت قياداته علاقات تاريخية بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية".
كما عبّرت توما - سليمان عن تقديرها للمعرفة الكبيرة لدى الرئيس ميغينز حول القضيّة الفلسطينيّة ونضال الشّعب الفلسطيني .
وعبر الرئيس الايرلندي عن قلقه من التّطورات الحاصلة على القضية الفلسطينية وعن ألمه لنقل السّفارة الأمريكيّة الى مدينة القدس وأشار الى أهمية أن يستمر نضال الشعب الفلسطيني ولكن في وحدة تشمل جميع الاطياف.
كما أشار هيغينز الى أن قانون القوميّة له تبعات خطيرة على مكانة الجماهير العربيّة الفلسطينيّة في إسرائيل متفهمًا تمامًا للموقف الذي طرحته النائبة توما خلال اللقاء.
اهتمام برلماني
وكانت قد افتتحت النائبة توما - سليمان جولتها باجتماع في البرلمان الإيرلندي، استضافته مجموعة التّضامن مع فلسطين وقابلت خلاله مجموعة واسعة من أعضاء البرلمان من كافة الأحزاب السّياسيّة في إيرلندا، حدّثتهم خلال الاجتماع عما يحدّث في غزة، مشيرة إلى أن الحصار المستمر على غزة سيؤدي في نهاية المطاف الى كارثة إنسانيّة، وعلى المجتمع الدّولي التّدخل من أجل منع ذلك، مؤكّدة الى أنه وبالرغم من صعوبة الوضع الإنساني الا أن قضية غزة هي قضية سياسية وهي جزء من قضية الشّعب الفلسطيني القابع تحت الاحتلال والحل الأساسي يجب أن يكون سياسيًّ وبحسب الثّوابت الوطنيّة الفلسطينية دون السماح بالاستفراد بغزة.
وتباحث النواب أبعاد قانون القوميّة على مكانة الجماهير العربية ومستقبلها بشكل عام وتم الاتفاق على تشكيل وفد برلماني إيرلندي يزور البلاد ويحل ضيفًا للاطلاع على الأوضاع السّياسية عن قرب.
كما ألقت النائبة توما- سليمان محاضرة حول "قانون القوميّة- قانون أبرتهايد" خلال لقاء نظمته مؤسسة التّضامن إيرلندة- فلسطين، بحضور رائع ومكثف من الإيرلنديين والفلسطينيين. حيث تناولت توما- سليمان خلال اللقاء تداعيّات ومخاطر قانون القومية العنصري
وقالت أن الأهداف من وراء هذا القانون هي أهداف إستيطانيّة، وأن تطبيق القانون على أرض الواقع سيمنع أي حل سياسي في المنطقة، وسيقضي بالتّالي على أي فكرة لعمليّة سلام عادل.
وتابعت توما - سليمان حول مخاطر قانون القوميّة وتأثيره على الجماهير العربيّة في إسرائيل، مؤكّدة أن النضال ضد القانون ما زال مستمرًا، حتى لو استمرت حكومة اليمين بسن قوانينها العنصريّة والتّضييق على 20% من مواطني الدّولة.