في أعقاب القضية التي قضّت مضاجع المجتمع العربي بشكلٍ خاص والأوساط الطبية في البلاد بشكلٍ عام منذ صبيحة اليوم الأحد عندما كشفت الشرطة عن اعتقالها نحو 40 طبيبًا ومتدربًا وصيدلانيًا معظمهم عرب من سكان الجليل والمثلث والنقب بشبهة تزوير شهادات انهاء في مجالات الطب المختلفة وشراء الشهادات من جامعات في أرمينيا، قال الدكتور فخري حسن – رئيس نقابة أطباء الاسنان العرب في البلاد في حديث لموقع العرب وصحيفة كل العرب:" لقد كنّا في نقابة أطباء الاسنان أول من قدّم شكوى لوزارة الصحة حول القضية قبل أعوام قليلة، بعد ان وصلتنا معلومات حول الأمر، إذ ومن منطلق مسؤوليتنا واهتمامنا بسلامة الجمهور وحرصنا بأنه لا يمكن التغاضي عن مثل هذا الأمر الخطير قمنا بملاحقة الأمر وشرعنا بالتحقيق واستيضاح الأمر وجمع الأدلة والإفادات، وطالبنا الوزارة بوقف هذه الظاهرة وعلى ما يبدو فإن الوزارة اقتنعت في حينه بتوجهنا ولاحقًا بالتعاون مع الشرطة فتحت تحقيقًا مكثفًا وسريًا استمر لفترة طويلة، لتقوم بحملة الإعتقالات الأخيرة".
د. فخري حسن
وأضاف:"رأينا كنقابة لاطباء الاسنان العرب أنه لا يمكن ولا يجوز ان نوازي بين شخص حصل على شهادته بكفاءة بعد كدّ واجتهد في دراسته وامتحاناته، بآخر زوّر شهادته وفتح عيادة وبدأ بتقديم العلاج للناس، هذا لا يجوز وهذا أمر خطير، ومن هنا أطالب الشرطة ايضًا بالكشف ليس فقط عن الأطباء الذين زوروا فحسب بل عن الجهات التي جنّت ارباحًا خيالية من شركات وسماسرة في البلاد، فهم من سهّل ورتّب عملية التزوير اولًا وعملية الحصول على امتحان الترخيص ومزاولة المهنة لاحقًا، الحديث يدور عن صناعة كاملة بكل ما تحمله الكلمة من معنى، صناعة تزوير حقيقية شملت التحضير للحصول على الشهادة ومن ثم التحضير لإمتحان الترخيص والتقدم له واجتيازه وبعدها تدريب الأطباء على القسم العملي واجتيازه ليدخلوا الى سوق العمل، هذه جريمة مبرمجة ومنظمة فيها اشخاص متورطون من الجليل والمثلث والنقب الذين جنوا ارباحًا خيالية، وعليه يجب محاسبة كل شخص كان له الدور في هذه الصناعة بعد محاسبة الحاصلين على الشهادات المزورة".
وتابع د. فخري حسن:"ان حملة الإعتقالات اليوم يجب ان تفرح كل الأطباء الذين كدّوا واجتهدوا من اجل الحصول على شهاداتهم، ولا يهم من خريجي أي دولة كانوا، رومانيا، المانيا، مولدوفا، الأردن، إيطاليا او جنين او أي جامعة محترمة أخرى، وان لا يؤثر على مسيرتهم المهنية أولئك الذين فشلوا في تلك الجامعات وانتقلوا ليبحثوا عن طرق بديلة يكونون فيها أطباء".
وانتقد د. فخري حسن أعضاء الكنيست العرب وخصّ بالذكر النائب أيمن عودة ود. احمد الطيبي قائلًا:"ألوم وأعتب على أعضاء الكنيست العرب وخاصةً ايمن عودة والطيبي وآخرين الذين كانوا يتنافسون كيف ينجحون طلابًا رسبوا في أوكرانيا، فقسم من هؤلاء الطلاب الذين فشلوا هناك سبق وان رسبوا في جنين والأردن وألمانيا وانتقلوا للتعلم في أوكرانيا، وتجد أعضاء الكنيست يسافرون ليفاوضوا الجامعات على اعادتهم الى المقاعد الدراسية!! كل ذلك من اجل حفنة من الأصوات! يكفيكم استهتارًا...".
وعن تعداد الطلاب وحالات التزوير التي توصلت اليها النقابة قال د. حسن:"نعرف عن أكثر من 200 شهادة مزورة وليس 40 فقط من بينها لـ 57 طبيب اسنان، وعليه أطالب بالشرطة بالتوصل الى كل من زوّر واعتقد ان التحقيق سيطال شخصيات كبيرة، وكلي علم بان جهودنا هذه لإظهار الحقيقة هي كما الطريق الشائكة فقد سبق وان تعرضنا لحملة شرسة من قبل بعد الأوساط المتورطة بقسم من هذا الفساد والتزوير، ولكن هذا لن يثنينا ولا يردعنا عن مواصلة طريقنا".
وفي كلمة له للجمهور قال د. فخري حسن:"كلمتي للجمهور انه يجب محاربة هذه الظاهرة بيد من حديد، وكل من تعاطى في التزوير. ويجب ان لا يتردع كل من يقول كلمة الحق والفساد والمفسدين والتهديدات والإغراءات وكل الأساليب الأخرى، لأن هذا ما يدمر مجتمعنا، إذا الطبيب قرر التزوير فهذا عنف وهذه هي الجريمة بحد ذاتها".