أكّد مايكل كوهين المحامي السابق للرئيس الأميركي دونالد ترامب أنّ الاخير كان على علم بأنّه من الخطأ دفع مبالغ مالية قبل انتخابات العام 2016 لشراء صمت امرأتين هددتا بفضح علاقات غرامية إدعتا اقامتها مع ترامب، على ما أفاد في مقابلة اليوم الجمعة.
وقال كوهين لمحطة (ايه بي سي) إنّ ترامب تصرف على هذا النحو لأنه "كان قلقا للغاية حيال كيفية تأثير ذلك على الانتخابات"، في أول تعليق له منذ صدور حكم بحقه بالسجن ثلاث سنوات الخميس بعد إدانته بجرائم عدة بينها دفع هذه المبالغ.لكن ترامب نفى أمس الخميس بشدة أن يكون قد طلب من محاميه السابق خرق القانون.
وردا على سؤال عما إذا كان ترامب يعلم بأنّ هذه المبالغ تعد أمرا خاطئا، قال كوهين "بالطبع".
واورد كوهين في مقابلة مع المذيع جورج ستيفانوبولوس في برنامج (صباح الخير أميركا) أذاعت المحطة مقتطفات منه قبل بثه كاملا "لا اعتقد ان أحدا يصدق ذلك" في إشارة الى نفي ترامب أنّ يكون طلبه منه خرق القانون.
وأقر كوهين بأنه دفع ما مجموعه 280 ألف دولار للعارضة السابقة في مجلة (بلايبوي) الإباحية كارين ماكدوغال والممثلة الإباحية ستورمي دانيالز لشراء صمتهما بعدما هددتا بفضح العلاقات التي ادعيتا أنهما اقامتاها مع ترامب خلال حملة انتخابات العام 2016.
وقال كوهين "أولا، لا شيء تم على الإطلاق في منظمة ترامب بدون أن يمر عبر ترامب. لقد وجهني لدفع المبالغ، لقد وجهني للتورط في هذه الأمور".
واضاف "هو (ترامب) يعرف الحقيقة. أنا اعرف الحقيقة. آخرون يعرفون الحقيقة".
وتابع "ها هي الحقيقة: يا شعب الولايات المتحدة الأميركية ويا شعوب العالم، لا تصدقوا ما يقوله (ترامب). هذا الرجل لا يقول الحقيقة. ومن المحزن ان اتحمل مسؤولية أعماله القذرة".
وردا على سؤال عما إذا كان يعتقد ان ترامب يقول الحقيقة بخصوص التدخل الروسي في الانتخابات الأميركية، قال كوهين "كلا"، لكنه رفض أن يدلي بتوضيحات.
وأوضح أنه لا يريد "تعريض التحقيقات في الأمر للخطر".
وفي تطور منفصل، ذكرت صحيفتا (نيويورك تايمز) و(وول ستريت جورنال) أنّ محققين فدراليين فتحوا تحقيقات جديدا متعلقة بالانتخابات، لمعرفة ما إذا كانت جهات اجنبية ساهمت في تمويل لجنة العمل السياسي التي دعمت ترشح ترامب للانتخابات.
ونقلت (نيويورك تايمز) عن مصادر مطلعة على التحقيق قولها إنّ افرادا من قطر والسعودية والإمارات استخدموا أسماء مانحين وهميين للتبرع للحملة على أمل التأثير في السياسة الأميركية.
وينفي ترامب إقامة علاقة مع المرأتين اللتين تم دفع المبالغ لهما قبل الانتخابات.
ويبدأ ترامب قريبا عامه الثالث في البيت الابيض مع اقتراب تحقيقات المحقق الخاص في قضية تدخّل روسيا في الانتخابات الرئاسية الأميركية في 2016 روبرت مولر منه شخصيا ومن دائرته القريبة.
لكنه واصل نفي التهم أمس الخميس محاولا النأي بنفسه عن كوهين، محاميه المخلص لنحو عشر سنوات.
وكتب ترامب على (تويتر): "لم أطلب من مايكل كوهين أبدا أن يخرق القانون. لقد كان محاميا وكان من المفترض أن يعرف القانون".
وأضاف أن ما حصل "يطلق عليه (طلب المشورة) وعلى المحامي مسؤولية كبيرة إذا حدث خطأ. ولهذا يتقاضى المحامون أجورهم".
واكد ترامب في تغريدات أخرى أنه ضحية لسوء تصرف من المحققين.
وقال إنّ "كوهين دين بالعديد من التهم التي لا علاقة لي بها، ولكنه اعترف بتهمتين تتعلقان بالحملة وهما ليستا تهمتين جنائيتين، وربما لم يكن مذنبا بهما حتى على أسس مدنية".
واضاف "لقد أقر بهذه التهم لإحراج الرئيس والحصول على حكم مخفف بالسجن، وهو ما حصل عليه، إضافة إلى أن عائلته نجت موقتا. بصفته محام فإن على مايكل مسؤولية كبيرة تجاهي".
واوضح أنّ المسألة لم تكن لتثير أي أزمة لسياسيين آخرين في أي مكان في العالم. وقال في تصريح لاحق لشبكة (فوكس نيوز): "لا أحد غيري كان سيعامل على هذا النحو، لا أحد".