نظم نادي حيفا الثقافي برئاسة المحامي فؤاد مفيد نقارة أمسية إشهار المجموعة القصصية " القفص" الصادرة عن دائرة الشارقة للثقافة للكاتبة فدى صبري جريس، ابنة قرية فسوطة الجليلية من مواليد لبنان والمقيمة في رام الله. وذلك يوم الخميس 03.01.19 حضرها أصدقاء النادي والمهتمون بالثقافة والأدب من حيفا وخارجها.
كانت البداية لمسة وفاء من خلال شريط مصور للباحث والمفكر الفلسطيني، طيب الذكر أنيس صايغ.
أما كلمة الافتتاحية فقدمها رئيس ومؤسس نادي حيفا الثقافي المحامي فؤاد مفيد نقارة أوضح فيها سيرورة تأسيس نادي حيفا الثقافي، ردًّا على بعض المدّعين بنسب فكرة النادي وتأسيسه لهم. فجاء في كلمته ما يلي:
" بعد عدة استفسارات وعدة تلميحات وأقوال صريحة من أن فلان هو صاحب فكرة نادي حيفا الثقافي وأن علّان هو مؤسس هذا النادي وهي أقوال غير صحيحة وادعاءات باطلة، قررت أن أطلعكم على تفاصيل إقامة النادي وتأسيسه وهي كما يلي: بعد الاتفاق على توحيد الأعياد بين الطوائف المسيحية في حيفا لتوحيد الأعياد أقمنا "اللجنة المشتركة" لتقوم بنشاطات كنسية، كشفية واجتماعية مشتركة بين الطوائف والتي ضمت الرعية الكاثوليكية والأرثوذكسية فقط.
عقدت اللجنة في حينها عدة اجتماعات ونشاطات، وبصفتي أمين سر المجلس الملّي الأرثوذكسي الوطني، كنت على اتصال مباشر مع قدس الأرشمندريت أغابيوس أبي سعدى لترتيب البرامج والاجتماعات فأقمنا ندوة بمناسبة صدور كتابه "مريم المرأة الملتحفة بالشمس". ولاهتمامي بالكتاب والثقافة، اقترحت التوسع لإقامة أمسيات ثقافية ضمن نشاطات اللجنة المشتركة ورتبت لأمسية ثقافية أقمناها في هذه القاعة يوم 30.07.2011 - سنة قبل تأسيس النادي- لإشهار كتاب "مقالات تاريخية" تكريما لصاحبه الدكتور طيب الذكر بطرس أبو منّة -الذي رحل عنا مؤخرا-. (قرأ نص الدعوة).
ولاستئناف واستمرار هذه النشاطات الثقافية - بعد توقفها لفترة- طلبت من المجلس تأسيس نادي ثقافي وإقامة أمسيات ثقافية كأحد اهداف جمعية المجلس الملي الأرثوذكسي الوطني-حيفا.
وفعلا، بعد أخذ قرار بإقامة النادي نشرت دعوة للقاء التشاوري الأول باسم المجلس ليوم 07.02.2012 ". (قرأ نص الدعوة) .
ومن ذلك الحين تقام أمسيات النادي الثقافية مساء كل خميس بدعوة من نادي حيفا الثقافي ورئيسه فؤاد مفيد نقارة ورعاية المجلس الملي الأرثوذكسي الوطني مشكورا.
دعا بعد ذلك لأمسيات النادي المقبلة ثم لعرافة هذه الأمسية دعا الناشطة الثقافية ناهدة يونس فكانت لها عرافة سلسة مهنية قدمت خلالها المحتفى بها وسيرتها الأدبية.
أما في باب المداخلات فقدم د. منير توما مداخلة حول المجموعة القصصية واصفا إياها ببساطة مضمونها وخلوّها من الدراما، واعتمادها على سطحية الأجواء الداخلية والخارجية لكن يشفع للكاتبة إجادتها فنية السرد الجيدة. وأضاف، هو عمل أدبي متوسط المستوى أدبيا، فنيا، شكلا ومضمونا. منوها أن ليس قوله انتقاصا من القيمة الأدبية إنما هو انطباع. في القصص تبيان حالات سائدة اجتماعيا وسياسيا من خلال سرد فني لا بأس به دون أن يحوي على دسم أدبي وذهني محفّز.
عبرت الكاتبة عما يعانيه المجتمع العربي من ضغط اجتماعي، سياسي واقتصادي يؤثر عليه نفسيا وفكريا.
تلته د. عايدة فحماوي بمداخلة استهلتها بالتعريف المعنوي للقفص، حين يكون هو الفراغ الذي يقع فيه الحدت تتجلى تراجيديا المكان الفلسطيني بشكل مفزع.
تبدو الشخصيات مهزومة في معظمها، مروّضة فكريا، اجتماعيا وسياسيا.
تطرقت لقصص المجموعة ورموزها، كازدواجية المعايير، الترويض النفسي ورفضه والأقفاص التي بناها المجتمع لنفسه.
أما الكلمة الأخيرة فكانت للكاتبة فدى جريس عبرت فيها بداية عن شكرها الجزيل للقيمين على نشاطات النادي والراعي لتلك النشاطات، تحدثت بعدها عن مكان ولادتها ونشأتها وعن شعورها أن الفرد الفلسطيني يعيش في قفص فيزيائي ومعنوي. كما تحدثت عن تجربتها في كتابة هذه المجموعة " القفص" التي تناولت فيها الحياة الفلسطينية والهم الفلسطيني تحت نير الاحتلال. موضحة أنها تتوجه في كتاباتها للانسان العادي، تناولت الحياة في رام الله كلوحة سريالية فيها من الغرابة والتناقضات، وموضوع الأمل وفقدانه.
يجدر بالذكر أنه زين القاعة والأمسية معرض لوحات فنية للفنانة التشكيلية مرينا موسى ابنة مدينة شفاعمرو.
اختتمت الأمسية بالتقاط صورة جماعية للتذكار ولقاؤنا يوم الخميس 10.01.2019 في أمسية ثقافية مع الكاتب والشاعر ابراهيم مالك لإشهار عمله النثري شبه الروائي " لن يتغير ما نحن فيه ما لم نغير ما بأنفسنا". بمشاركة د. محمد هيبي في مداخلة رئيسة وعرافة الشاعرة سلمى جبران. يتخللها معرض أعمال فنية للفنان التشكيلي وائل حصري.
خلود فوراني سرية