خلال الوداع
نتنياهو:
يا غادي، تحت قيادتك تم إنجاز عمل عظيم في الجيش وما زال أمامنا الكثير مما ينبغي إنجازه. يا أفيف، أعدك أنك لن تتمتع ولو بيوم واحد من النعمة، ولكننا نثق بكم
وصل إلى موقع العرب وصحيفة كل العرب بيان صادر عن أوفير جندلمان، المتحدث باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو للإعلام العربي، جاء فيه ما يلي:"فيما يلي كلمة رئيس الوزراء نتنياهو التي ألقاها ليلة أمس خلال مراسم الوداع من رئيس هيئة الأركان العامة الـ 21 للجيش ، الفريق غادي أيزنكوت التي أقيمت في معسكر الكيريا بتل أبيب:""غادي، إننا نوشك بلوغ خط النهاية من مشوارك العسكري الطويل، حيث ستجتازه بعد يومين، وذلك بعد أن أتممت ما يزيد عن 40 عامًا من الخدمة المخلصة في صفوف جيش الدفاع. لقد تحققت من هذا الأمر وتبيّن لي، حسب معرفتي، أن ذلك يعدّ رقمًا قياسيًا بالنسبة لفترة خدمة رئيس هيئة الأركان العامة الذي يتولى منصبه. إنك تشكل جزءًا من هيئة الأركان العامة منذ 1999 – بمعنى منذ القرن الماضي. وقد نشأت من العمل الميداني ومن الجذور، مثل شجرة غولاني. يا دولة الرئيس، إنني من الحمر، ولكننا نحييك مع الجميع يا غادي على الفضائل العديدة التي تتحلى بها بصفتك مقاتلاً وقائدًا".
وتابع نتنياهو بحسب البيان:"قبل أربعة أعوام، عندما وضعت على كتفيك رتبة الفريق ورئيس هيئة الأركان العامة، قلت لك "يا غادي, لن يكون لديك ولو يومًا واحدًا من النعمة، وأقول ذلك بناءً على تجربتي الشخصية". كما قلت لك: "إن الشرق الأوسط يشهد عملية من التفتت، إذ تنهار الدول، بينما تجتاح إيران هذا الفراغ لتحاول الإمساك بنا من خلال أذرعتها القاتلة". وخلصت إلى الاستنتاج الضروري والذي أعلم أنك تشاطره: "في الشرق الأوسط لا مجال للرفق بالضعفاء فلا يصمد سوى الأقوياء". في هذه المناسبة ومع إنهاء مهامك بمنصب رئيس هيئة الأركان العامة، أود أي أشدد على أمر واحد: إن العمل الدؤوب على تنمية قوتنا بشكل مستمر ودائم لهو بمثابة شرط ضروري لبقائنا. كما أنه يشكل شرطًا ضروريًا للتوصل إلى سلام مع جيراننا. فيتوجب على إسرائيل أن تكون قوية بما يكفي لتحقيق حسم وردع، أو لصد الأعداء الذين يهددوننا.
إذا كنا على استعداد للدفاع عن دولتنا بكل من نملكه، فقد لا نكون ملزمين بخوض حرب شاملة. وإذا كنا ملزمين بخوضها، سيلبي جيش الدفاع التحدي ويلبي المواطنون الإسرائيليون التحدي، لنضمن سويةً خلود إسرائيل".
وأصاف نتنياهو:"يا غادي، لقد قضينا عددًا لا يحصى من الساعات في النقاشات الجارية في المجلس الوزاري المصغر، وتناولنا عددًا لا يحصى من فناجين القهوة. فأعرف تمامًا على أي طريقة تحب أن تشرب قهوتك في ساعات مختلفة من اليوم. وقد حضرنا معًا الإيجازات الاستخباراتية والعملياتية، وغرف العمليات، والجولات الميدانية، لضمان استجاباتنا لكل تهديد، وضد أي عدو وفي كافة الساحات.
خلال السنوات الأربع المنصرمة انتهجنا سياسة منتظمة تتمثل في الدفاع عن الدولة، وتنمية قوة جيش الدفاع وتجهيزه لتحقيق الانتصار في الحرب. حيث يشكل نظام الملالي الإيراني الذي يبتغي تدميرنا أكبر تهديد على أمننا. إذ يسعى بمقتضى غرضه هذا إلى تطوير أسلحة نووية، وأسلحة عالية الدقة وأسلحة السايبر. كما أنشأ لتحقيق هذا الغرض معقلاً أماميًا ضدنا في لبنان، ويحاول في الوقت الراهن إنشاء معقل آخر في سوريا، هذه المرة من خلال الجيش الإيراني.
لذا، عملنا خلال السنوات الأربع الماضية على إحباط تلك التهديدات من خلال التركيز على أربع مهام رئيسية: المهمة الأولى – التصدي للاتفاقية النووية التي مهدت الطريق أمام إيران لحيازة أسلحة نووية، وإعادة فرض العقوبات على إيران. وقد تم إحراز ذلك الهدف. حيث عرضنا على الرئيس ترامب المعلومات الاستخباراتية بالغة الأهمية التي قدمتها المخابرات الإسرائيلية فضلاً عن الأرشيف النووي السري الذي أتى جهاز الموساد به من طهران. فقد اتخذ الرئيس ترامب قراره بالانسحاب من الاتفاقية، وتجديد العقوبات على إيران، حيث تؤثر هذه الخطوة إلى حد ملموس على القدرة الإيرانية على ممارسة أعمالها العدوانية.
أما المهمة الثانية فتمثلت في التصدي للتموضع العسكري الإيراني في سوريا. والعمل على النحو الذي صاغه أحد قياديي الصهيونية المرموقين إسرائيل زنجفيل "عليك أن توقف الأشياء السيئة وهي صغيرة". وقد تم تحقيق ذلك الهدف أيضًا. فجيش الدفاع تحت قيادتك يا غادي قد شن المئات والمئات من الهجمات على الأهداف الإيرانية والتابعة لحزب الله في سوريا. والتزامنا بالتصدي لإيران في سوريا أمر ثابت يفهمه الجميع، بمن فيهم الرئيس الروسي، الذي أتواصل معه بشكل مستمر، ورئيس أركان الجيش الروسي الذي تتواصل معه أنت يا غادي بشكل مستمر.
بينما المهمة الثالثة مفادها منع حزب الله من امتلاك الأسلحة عالية الدقة. وقد تم تحقيق هذا الهدف أيضًا من خلال جهود مشتركة بذلها كل من السياسيين وجيش الدفاع والموساد. حيث خطط حزب الله لأن يملك الآلاف من الصواريخ عالية الدقة – إلا أنه لا يملك سوى بضع عشرات منها فقط.
ونصل بذلك للمهمة الرابعة ألا هي حرمان حزب الله وحماس من سلاح الأنفاق. حيث تم تدمير العديد من الأنفاق جنوبًا بينما نواصل تشييد العقبة تحت الأرضية في حين أنه شمالاً استكملنا خلال الـ 24 ساعة الماضية اكتشاف النفق السادس الذي اخترق أراضينا، والذي سيتم تدميره هو الآخر قريبًا. لنكلل بذلك عملية "درع الشمال" بالغة الأهمية، التي قدتها يا غادي"، بحسب البيان.
وقال نتنياهو وفقا للبيان:"لقد عدت للتو من شمال البلاد حيث تحدثت مع الجنود وصافحتهم بحرارة، وباسم الشعب كله يتوجب علي أن أقول لكم ولك إنهم يدركون حجم هذا الإنجاز الكبير.
عندما طلبت منك تمديد ولايتك بأسبوعين إضافيين، مددتها، مع أني لم أكن متأكدًا من استطاعتنا استكمال العملية خلال هذه الفترة الزمنية. واعتقد بأن الجميع اليوم يمكنهم إدراك ماذا كان ليحدث لو بادرنا إلى إطلاق حملة عسكرية في غزة تاركين سلاح الأنفاق في يد حزب الله. إذا كنا ربما نضطر لمواجهة الآلاف من المقاتلين التابعين لحزب الله في الجليل. ولا أحد يعرف كيف كان سيرد حزب الله على حرمانه من سلاح الأنفاق الاستراتيجية. ولكننا قد استكملنا المهمة، ولم نسمح له باختطاف جنود أو مدنيين وقد قمنا بما كان يتوجب علينا فعله، الأمر الذي أفتخر به.
علاوةً على ذلك هناك مهمة خامسة طويلة المدى وهي الخطة متعددة السنين التي يطلق عليها اسم جدعون، والتي من شأنها السماح لجيش الدفاع بالتخطيط للمهام التي ينبغي إنجازها كما ينبغي. وقد تم تحقيق هذا الهدف أيضًا.
وبعد كل ما صرحت به لا يدري المواطنون الإسرائيليون إلا جزءًا بسيطًا من العمل التي تم إنجازه خلال السنوات الأربع الأخيرة. إنهم يعلمون عن قدر قليل للغاية من مئات العمليات الجريئة وممارسة القوة بشكل محسوب بالقرب من حدودنا وبعيدًا عنها.
يا غادي، تحت قيادتك تم إنجاز عمل عظيم في الجيش وما زال أمامنا الكثير مما ينبغي إنجازه. يا أفيف، أعدك أنك لن تتمتع ولو بيوم واحد من النعمة، ولكننا نثق بكم.
دعني يا غادي أقول لك إنه بعد أقل من 48 ساعة ستنقل عصا القيادة إلى أفيف (كوخافي9. فلن نعود نجري المكالمات الهاتفية عبر الخط الأحمر في منتصف الليل، لتستطيع الاستيقاظ صباحاً بصورة طبيعية، وتستطيع التفرغ لممارسة مباريات الاسكواش والفوز بها. وفي المقام الأول ستستطيع قضاء الوقت بصحبة قرينتك حانا والأولاد والحفيظة ومع والدتك إستير، الذين يشكلون مصدر القوة الحقيقي لديك. إنهم يستحقون ذلك وأنت غادي تستحق ذلك أيضًا. فباسم جميع المواطنين الإسرائيليين، أشكرك من صميم قلبي، وبارك الله فيك ووفّق طريقك مستقبلاً. شكرًا لك أيها الفريق غادي أيزنكوت، رئيس هيئة الأركان العامة للجيش"، إلى هنا البيان.