المحامي شادي الصح في مقاله: 

تذكرون مجلة شارلي ابدو ونهجها الساخر من المقدسات الإسلامية، وفى تحد للأمتين العربية والاسلامية قامت مجلة شارلى إبدو الفرنسية بنشر كاريكاتير للرسول - صلى الله عليه وسلم ، وأن هذا النشر. كان به استفزاز غير مبرر لمشاعر مليار ونصف مسلم عبر العالم يكنون الحب والاحترام للنبي ،ولا يخدم التعايش وحوار الحضارات الذي يسعى المسلمون إليه، مما يعتبر امراً خطيرًا مناهضًا للقيم الإنسانية والحريات والتنوع الثقافي والتسامح واحترام حقوق الإنسان كما أن بها تعميق مشاعر الكراهية هذا ما كان، والآن في مدينة حيفا في متحف حيفا البلدي ،قد نظم معرضاً فنيا شمل عملا لأحد الفنانين الإسرائيليين يحتج فيه على طغيان ثقافة الاستهلاكية من خلال مجسم للسيد المسيح عليه السلام على خشبة الصليب على شكل شخصية المهرج الخاص بشركة ماكونالدز.

أكدت الكنائس استنكارها لهذه الاساءه كما وأستنكر هذه الاساءة التي بها اساءة لنبي من انبياء الله ولكن من وجهة القانون فهناك تضارب بين حرية التعبير عن الرأي كحق أساسي من حقوق الانسان بموجب المادة رقم 19 من الاعلان العالمي لحقوق الانسان حيث تنص المادة 19 من العهد الدولي: " لكل إنسان حق في اعتناق آراء دون مضايقة" وأنه "لكل إنسان حق في حرية التعبير. ويشمل هذا الحق حريته في التماس مختلف ضروب المعلومات والأفكار وتلقيها ونقلها إلى آخرين دونما اعتبار للحدود، سواء على شكل مكتوب أو مطبوع أو في قالب فني أو بأية وسيلة أخرى يختارها". تستمر المادة بقول أن ممارسة هذه الحقوق يستنبع "واجبات ومسؤوليات خاصة" وأنه "وعلى ذلك يجوز إخضاعها لبعض القيود" عند الضرورة "لاحترام حقوق الآخرين أو سمعتهم" أو " لحماية الأمن القومي أو النظام العام أو الصحة العامة أو الآداب العامة",على إثر الهبة الجماهيرية اعلنت شركة ستيماتسكي بأنها لن تقوم ببيع مجلة شارلي ابدو الا في الانترنت تم تقديم طلب لمنع شركة ستيماستكي من النشر ولكن قاضية مركزية حيفا "لملشتريخ" رفضت الطلب وبذلك تم اعطاء الاذن لشركة ستيماتسكي لنشر الرسومات المسيئة للرسول بحجة حرية التعبير عن الرأي ، ليبرمان اعلن ان سيقوم بتوزيع مجلة شارل ابدو مجاناً للجمهور تم تقديم التماس لمنعه من توزيع المجلة ولكن قضاة محكمة العدل العليا رفضوا الالتماس الذي تم تقديمه وسمحوا للييرمان بتوزيع مجلة شارلي ابدو ، حيث ان حرية التعبير عن الرأي كانت لها اليد العليا، قاضي العليا باراك تحدث كثيراً عن حرية التعبير عن الرأي وقال هي الحرية الاساسية ولا يمكن تقييد هذه الحرية الا اذا كان هناك اعتداء صارخ، وهذا ما كتبه في كتابه " حرية التعبير والتقييدات"،ان قرارات المحاكم تتجه الى عدم تقييد حرية التعبير عن الرأي حتى لو كان في الامر اساءة لرمز من الرموز الدينية.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com