عيد جبيلي في مقاله:
التنافس غير دمقراطي أصلًا: التنافس على كلّ مقعد ومقعد وليس التصويت دفعة واحدة (هذه هي الدمقراطية!) هي مدعاة لعقد الصفقات
رفض المرشّحين اليهود عن الانسحاب على المكان الثالث هو دليل خوف القيادة من التوجّه اليهم ، لأن اليهود -كما يبدو- صعب اقناعهم و"ترويضهم" بهذا النهج
ترشّح جعفر فرح وشكري عواودة (د. شكري برّر عدم ترشحه قبل 4 سنوات بسبب مشكلة خاصة في بيته) هو دليل على أنّ هناك أزمة ثقة وعدم رضا من القيادة الحالية
غياب أيّ وجه نسائي على المنصة خلال الانتخابات. غريب كيف حزب علماني ينادي بالمساواة بين الجنسين لا توجد أيّ امرأة في منصب قيادي
من تابع ما جرى يوم الجمعة في مجلس الجبهة حين تقاطر 960 عضوًا إلى شفاعمرو لتحديد هويّة مرشّحي الجبهة، يتساءل لماذا كلّ هذا التعب ودعوة أعضاء المؤتمر من النقب وحتّى الجليل الأعلى، على قائمة مرتبة مسبقًا.
سأكتب بعض الملاحظات الأوّليّة على ما جرى:
1) التنافس غير دمقراطي أصلًا: التنافس على كلّ مقعد ومقعد وليس التصويت دفعة واحدة (هذه هي الدمقراطية!) هي مدعاة لعقد الصفقات "صوّت لي فأصوّت لك" أو " هيا نتحد ضدّ هذا المرشّح"!.لذلك شاهدنا انسحاب كلّ المرشحين العرب حتّى المكان الرابع. فهم الكلّ أن القائمة تمّ ترتيبها في الأيّام الأخيرة.
وأيضًا اغلاق فروع الناصرة، يافة الناصرة واكسال أمام مرشّحين غير أعضاء الكنيست، هو مؤشر هام أنّ هناك صفقة تمّ ابرامها بين معسكرات الجبهة!
نجحت القيادة –وأيّ نجاح-بتنفيذ مخططها، لكن نحن خسرنا بشكل قاطع بتجسيد نهج الدمقراطية شعارًا وممارسة. في الأحزاب الدمقراطية لا يوجد هذا النهج، اطلاقًا. يتمّ التصويت مرّة واحدة، ومن ثمّ يتمّ ترتيب القائمة حسب عدد الأصوات التي حصل عليها كلّ مرشّح.
"التصويت" كان حتّى المكان الخامس فقط (مع أن القرار على أوّل ستّة الأماكن الأولى، وبعدها اللجنة المركزيّة "ترتّب" باقي الأماكن حتى المكان 120!
لماذا تتفاخرون بالنهج "الدمقراطي"؟
وأيضًا اضافة حتّى 10% أعضاء جدد دون اعطاء فرصة جيدة لفحص انجازات هؤلاء هو دليل آخر على ان نهج الصفقات كان هنا!
لماذا هذا الشخص وليس ذلك؟
كيف يمكن أن يعترض أعضاء مجلس الجبهة حين يعرّفهم سكرتير الجبهة: المناضل..... المكافح.....وباقي التوصيفات! يجب تقديم سيرة ذاتية قبل انعقاد المجلس لفحص مدى ملاءمتهم ليكونوا أعضاء في مجلس الجبهة.
ونقطة أخرى بداية المؤتمر هو الساعة 13:00 هو أيضًا أنّ "الطبخة" جاهزة للتصويت وفقط يحتاجون إلى "التزكية"ليس الا!
الجواب الرسمي هو بسبب صلاة الجمعة! لكن، يمكن تنفيذ الأمر بيوم السبت مثلًا كما كان دائما! "رائحة الطبخة" الكريهة وصلت إلى كلّ مكان.
2) رفض المرشّحين اليهود عن الانسحاب على المكان الثالث هو دليل خوف القيادة من التوجّه اليهم ، لأن اليهود -كما يبدو- صعب اقناعهم و"ترويضهم" بهذا النهج. لذلك كان أوّل تصويت على المكان الثالث، المعدّ لمرشّح يهوديّ.
3) ترشّح جعفر فرح وشكري عواودة (د. شكري برّر عدم ترشحه قبل 4 سنوات بسبب مشكلة خاصة في بيته) هو دليل على أنّ هناك أزمة ثقة وعدم رضا من القيادة الحالية. لكن لماذا تراجعا؟ غريب!
قاما بتحضير خطاب يعدّد انجازاتهم الرائعة على مدى عشرات السنين، ولكن في اللحظة الأخيرة تراجعا! ما السبب؟
هل حصلا على وعد معيّن بالترشح مستقبلًا أو الحصول على منصب مُعيّن قريبًا؟ هي "مزرعة" خاصّة لتوزيعها بين أصحاب السلطة والنفوذ؟
4) هناك من قال "يجب أن نعطيهم فرصة ثانية! لا يكفي 4 سنوات". تعالوا نفحص انجازاتهم على مدى 4 سنوات:
هل نجح أحدهم بحلّ مشاكل مجتمعنا الحارقة مثل العنف، التعليم الرسمي، اقامة مدينة عربية؟
هل نجحت الجبهة بتحضير كوادر مهنية للتنافس في انتخابات السلطات المحلية؟
هل كان لنواب الجبهة أيّ تاثير في حل مشاكل العنف في كفرمندا أو دعم المرشح الذي انسحب في قلنسوة في المطالبة بتجميد الانتخابات؟
أو بالغاء الماراتون النسائي في الطيرة وفي ام الفحم؟
حتى خطة 922 يقول عنها النائب الطيبي انها "خطة وزارة المالية"!
وهذه الخطة أيضا تحتوي على اقامة محطات شرطة (لكن القيادات تعارض)، معايير مزدوجة؟
وأيضًا تشجّع مشروع "الخدمة المدنية"!
على من يضحكون؟
لذلك تغيير هذه القيادات هو مطلب الساعة بشخصيات نجحت في المجال الجماهيري مثل د.شكري عواودة والذي نجح على مدى 10 سنوات ببناء مشتركة ناجحة جدًا ،تفاهمات وعمل مشترك في נצרת עלית.
5) تصريحات مثيرة للاهتمام قيلت خلال هذا اليوم، حين قال رجا زعاترة رئيس قائمة الجبهة في حيفا "هناك مجموعة يهودية داخل الحزب تعمل بشكل متواز"
أي هذه المجموعة لا تلتزم بخطّ الجبهة ولها أجندتها الخاصة!
أو تصريح المرشّح הלפרין والذي تنافس على المكان الخامس: " أنا خارج المعسكرات! لذلك لا أمل لي! فأنا سأنسحب من الترشّح"
خطاب صارخ يؤكد وجود المعسكرات والصفقات!
6) تسعى قيادة الجبهة إلى توسيع صفوفها في الشارع اليهودي، لكي تجسّد شعارها كحزب يهودي-عربي على أرض الواقع لكن انتخاب د. עופר כסיף رافض الخدمة العسكرية سيساعد الجبهة في هذا المجال؟
الجواب معروف!
الرسالة هي جذب أكبر عدد من الداعمين اليهود من اليسار الصهيوني
التجنيد العسكري هو خطّ أحمر عند اليهود ولا يمكن قبوله!
هل سينجح هذا المرشّح الآن باستقطاب جمهور يهودي معين حين يدعو الى رفض التجنيد؟
لنكن واقعيين، نحن نعيش في ظروف عصيبة جدًا مع هذه الحكومة.
معظم الشعب اليهودي هو بين المركز-اليمين- اليمين المتطرف، لذلك مهم جدا فتح قنوات جديدة مع شرائح أخرى من اليسار الصهيوني.
لاحظوا كيف معظم المرشحين هم "طبعات" غير ناجحة عن نتنياهو، فلماذا يسقطوه؟
7) غياب أيّ وجه نسائي على المنصة خلال الانتخابات. غريب كيف حزب علماني ينادي بالمساواة بين الجنسين لا توجد أيّ امرأة في منصب قيادي. رئيس الجبهة، سكرتير عام الجبهة، سكرتير الحزب كلهم من الذكور..أين النساء؟
حتى عريف البرنامج –اختيار سيئ جدًا من حيث القدرات اللغوية وكيفية ادارة البرنامج-
كان من الذكور!ما زالت المرأة عند الجبهة "ضلع قاصر"، فكيف نرتقي؟
وأيضًا عدم احترام الخطباء حين طلب العريف من المشاركين الصمت واحترام المكان أو الذهاب خارج القاعة.أو "اختفاء" أوراق التصويت على المكان الخامس! أين "اختفت" الأوراق؟
في نهاية المطاف، لا جديد بعد انتخابات مجلس الجبهة، لا استخلاص العبر من الفشل بعد 4 سنوات ، لا أمل أن المستقبل القريب سيكون أفضل!
نقطة الضوء، أن انتخابات الكنيست القادمة ستكون خلال السنتين القادمتين، عندها يمكن اجراء التغيير المنشود.
لنراقب وننتظر!
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com