الإعلامي أحمد حازم في مقاله:
رئيس القائمة العربية الموحدة (الاسلامية) الدكتور منصور عباس، الذي يترشح لأول مرة للكنيست، تجاوز كل حدود المعقول في تصريحاته
بالرغم من أن فترة شهرين تفصلنا عن موعد انتخابات الكنيست في التاسع من شهر ابريل/ نيسان المقبل، إلا أن التحضيرات لهذه الانتخابات تكاد تكون الأقوى من نوعها على مر السنين الماضية. فكيف تبدو الصورة الإنتخابية الآن بعد التأكد من أن "القائمة المشتركة" لم تعد مشتركة بعد إعلان الدكتور أحمد طيبي رئيس الحركة العربية للتغيير الإنفصال عنها ونيته تشكيل قائمة جديدة يخوض فيها انتخابات الكنيست.
يدعي قصيرو النظر في السياسة أن احمد طيبي قد شق القائمة المشتركة بانسحابه منها، لكن هؤلاء لم يتحدثوا عن السبب الحقيقي لابتعاد الطيبي عن المشتركة. "الجبهة" التي يرأس ممثلها في الكنيست أيمن عودة القائمة المشتركة، تريد فرض نفسها على "المشتركة." فهي على سبيل المثال تصر على الإحتفاظ برئاسة "المشتركة" وتطالب بخمسة أعضاء. فهل "الجبهة" وصية على المجتمع العربي؟ أحمد الطيبي الذي يتمتع بقاعدة شعبية واسعة جداً في المجتمع العربي رفض محاولة "تحكم"الجبهة في المشتركة وطالب بتغيير ديمقراطي وإعطاء كل ذي حق حقه، الأمر الذي رفضته "الجبهة" معتبرة نفسها صاحبة القرار القصل في المشتركة.
الطيبي المعروف عنه حنكته وحكمته في السياسة، رأى في رئيس بلدية الناصرة علي سلام شخصية قوية سياسياً واجتماعيا ولا سيما بعد فوزه الساحق على "الجبهة" في انتخابات رئاسة بلدية الناصرة، فأراد التحالف معه في انتخابات الكنيست، خصوصاً وأن علاقة صداقة قوية تربط بين الإثنين منذ فترة طويلة. وجرى لقاء بينهما حول هذا الموضوع وابدى علي سلام اهتماما بالتعاون مع الطيبي.
علي سلام أصدر قبل أيام بياناً أعلن فيه عن استعداده للمساهمة في إعادة "القائمة المشتركة" إلى وضعها الطبيعي شرط أن يكون أحمد طيبي رئيساً لها. بمعنى إفساح المجال هذه المرة لغير "الجبهة" لرئاسة "المشتركة". ألا يكفي "الجبهه" أنها ترأس أيضاً لجنة المتابعة؟ لا يجوز أبداً أن ترأس الجبهة "القائمة المشتركة" و"لجنة المتابعة" في آن واحد والمكونات الأخرى تتفرج عليها. وما طرحه علي سلام هو طرح مقبول ومعقول للحفاظ على وحدة "المشتركة". إذاً المركبات الثلاث المتبقية في المشتركة أمام خيارين: فإما التعقل والموافقة على اقتراح علي سلام للحفاظ على مكانة "المشتركة" في المجتمع العربي، وإما التمسك بالعنجهية الإستبدادية ورفض الإقتراح ومن يرفض ذلك يتحمل مسؤولية شق المشتركة.
رئيس القائمة العربية الموحدة (الاسلامية) الدكتور منصور عباس، الذي يترشح لأول مرة للكنيست، تجاوز كل حدود المعقول في تصريحاته. فقد اتهم في مقابلة صحفية د. الطيبي بشق "المشتركة" وهو نفسه هدد بخوض الإنتخابات بدون المشتركة، أليس هذا شقاً للمشتركة؟ أم أن منصور عباس " ابن فرفور ذنبو مغفور"؟ أين الوحدة التي يطالب بها عباس، وكيف يتكلم بهذه الصيغة وهو نفسه يعرف أن حجم "الحركة الإسلامية الجنوبية" لا يتجاوز ألـسبعين ألف صوت في أحسن الأحوال، علماً بأن هذه الحركة لم تخض انتخابات الكنيست لوحدها نهائياً بل كانت دائماً مع حلفاء للتمكن من النجاح. قليلاً من التواضع دكتور عباس.
نقطة أخرى لا بد من تذكير د.عباس بها: فهو يحاول تقليد أحمد طيبي في تصريحاته. الطيبي رفع شعار "خلي الشعب يقرر". بعدها طلع علينا منصور عباس بشعار "خلي الناس تقرر" والطيبي طالب بـ "برايمريز" ومنصور طالب أيضاً بعده بذلك.
وفيما يتعلق بحزب "التجمع الوطني" فهو بالفعل لا حول له ولا قوة. فهذا الحزب فشل فشلاً ذريعاً في انتخابات البلديات والمجالس المحلية الماضية، حتى أنه لم يفز بعضوية المجلس البلدي في الناصرة، وهذا أكبر دليل على انهيار شعبيته في أكبر مدينة عربية في البلاد. إضافة إلى الإستقالات الجماعية لبعض قياداته، وهذا الأمر لا بد أن يؤثر على الحزب في انتخابات الكنيست المقبلة. لكن التجمع يحاول بذل كل الجهود من أجل الحفاظ على مقاعد له في الكنيست.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com