الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأربعاء 13 / نوفمبر 01:02

الفنانة التشكيلية منال ديب: الغربة ساعدتني بصقل موهبتي وأحلم بالعودة يوما ما إلى البلاد

رغدة بسيوني- كل
نُشر: 12/02/19 13:22,  حُتلن: 00:30

الفن كذلك يأتي مع رحلة طويلة من المخاض والعذاب والالم يمر بها الفنان وتتبلور في نفسه حتى يخلق بهاء ورونقا بأعماله

 الفن التشكيلي هو أحد أبرز وأجمل أنواع الفنون والذي يعبّر عن موضوع أو فكرة أو مشاعر وأحساس إن كانت مفرحة او محزنة في لوحة او منحوتة فنّية تُلامس الفنان في البداية لتحاكي قلوب الناس، حول هذا الموضوع كان لنا حديث مع الفنانة التشكيلية منال ديب وهي فلسطينية الأصل من بلدة دير طريف قضاء اللد، ومن مواليد مدينة رام الله، والتي تسكن حاليا في ضواحي مدينة واشنطن العاصمة الامريكية.

اكتشاف الموهبة وصقلها
منذ الصغر وأنا أعبّر عن نفسي بالرّسم، لكنّه بدأ بأخذ منحى أكثر جدّيّة في حياتي عندما درسته في أمريكا، عندها فقط بدأت اهتماماتي بالفن تتبلور بشكل أفضل وتتضح أكثر لدي. هو الإبداع ُيخلق من خلال العذاب والالم والحزن والفرح والتشكل من جديد. فلا بد من صهر الموهبة بالدروس والمواظبة والتجديد، ولكن ان لم يكن صاحب العمل أصلا يحمل كم هائل من المشاعر العفوية والاحاسيس فلن تصل الى قلب المتلقي ابدا.

الرسم: خشوع صلاة وعبادة
الرسم بالنسبة لي هو حالة خشوع، عبادة وتصوّف وانصهار، ولا أعتبر العمل الفني عملا مبدعًا إذا لم يأت وفقًا لكل هذه المشاعر مجتمعة معًا. الرّسم والإبداع يشبهان إلى حدّ كبير مشاعر الأمومة والحب، مشاعر تأتي مع لحظات الولادة، والفن كذلك يأتي مع رحلة طويلة من المخاض والعذاب والالم يمر بها الفنان وتتبلور في نفسه حتى يخلق بهاء ورونقا بأعماله.

الدعم في الغربة
عائلتي الصغيرة المُتمثِّلة بزوجي وبناتي الثلاث كانت دائما عمود الدّعم الرئيسي لي الذي ساهَم في نجاحي واستمراري. وبالطبع تقدير الجالية العربية الأمريكية والنقاد والكتاب الأمريكيين كان له الأثر الكبير على مسيرتي الفنية. من المهم أن أشير إلى أنّه لم يقف أحد من أسرتي عائقا أمام طموحي بالفن، وبالرّغم من ذلك حصلت على بعض الانتقادات كوني فتاة فلسطينية مسلمة تدرس الفن بشتى تكويناته وكيفية استخدامه للتعبير بحرية قد لا تلائم الثقافة أو ما تسمى التربية العامة وحدودها.

المواضيع والقضايا التي تطرّق لها الفنانة في إبداعها
كل لوحة من أعمالي تحمل حكاية تسرد ذاتها بصوت عميق، بعض آت من التاريخ، والبعض الآخر يسرد قصة أنثى تجابه الغربة، وتسعى لإثبات شخصيتها رغم السنين، وأخرى تعيش في بلادها تواجه عدوًا غاشمًا بكل وحشيته وجبروته. أعمالي الفنية تتناول القضية الفلسطينية بكل جوانبها وتبعيّاتها السّياسيّة والحقوقيّة والتاريخية والثقافية، وهناك ثمة أعمال تتناول الجانب الإنساني بمفهومه الكوني، وتتناول العديد من قضايا حقوق المرأة والطفل، وثمة أعمال فنية لإبراز الجماليات بشكل مجرد.

الاستقرار خارج البلاد وفكرة العودة
مع شتى المحاولات التي بذلتها في العودة الى البلاد والاستقرار هناك الا انّ جميعها باءت بالفشل، ربما هو القدر الذي كتب لي أن ابقى في الغربة ولكنها غربة عرفت فائدتها في حياتي الآن فقد اعطتني الغربة والوحدة كل العوامل التي تساعد أي الفنان على الابداع والتصميم والارتقاء بفنّه، وهذا ما حصل معي وفي كل مرة كنت أفشل في العودة إلى بسبب عوامل عديدة منها الشخصي ومنها الإجتماعي والسياسي، لكنّ عدم العودة كانت تصبّ في مصلحتي كفنانة مجتهدة تمثل بلادها في الخارج بفخر وفي قلبها من العطاء التي لا تزال تحمله لان تعود يومًا ما باذن الله.

رسالة عبر كل العرب
رسالتي للأنثى العربية كوني خلاّقة ولا تجعلي أي شيء يحدّ من قدراتك، كوني حرة في تفكيرك، أطلقي العنان لخيالك ولما وراء كل حقيقة، تقبلي الآخر، جازفي، كوني إنسانة بمعنى الكلمة، ولا تتوقفي عن الإبداع.

مقالات متعلقة

º - º
%
km/h
3.76
USD
3.99
EUR
4.78
GBP
329040.78
BTC
0.52
CNY
.