هويدا نمر زعاترة:
التمثيل البرلماني في السنوات الاخيرة استنزف واستنفذ قوى الاحزاب وحوّلها الى احزاب انتخابات، تستيقظ عشيتها وتغفو ما بعدها
للنضال عامة اشكاله المختلفة؛ المؤسساتي الذي يشمل التمثيل البرلماني وكذلك الميداني بين الناس. في وقت حققت فيه الجماهير العربية انجازا غير مسبوق، بايصالها اكبر عدد من النواب وبزخم خاص لاتحادهم تحت مظله جامعة أعطت أملا ونفسا للجماهير- في هذا الوقت بالذات وللمفارقة، فقدَ النضال ضد اليمين، من منبر الكنيست معظم قوته وإمكانيات تأثيره، فالعنصرية الممأسسة تُحكم القبضة وبالنتيجة التمثيل العربي في هذا المجال يواجه طريقا مسدودا!
قانون القومية وغيره من القوانين العنصرية والذي سُنّ للأسف تحت ورغم أنف المشتركة، يجعل عمل النواب هناك في هذا المضمار، صوريا مفرغا من المضمون ضعيف التأثير. ما كان قبل هذا القانون ليس كما هو بعده! هذه محطة ونقطة فارقة تحتم الوقوف للفحص وإعادة النظر!
التمثيل البرلماني في السنوات الاخيرة استنزف واستنفذ قوى الاحزاب وحوّلها الى احزاب انتخابات، تستيقظ عشيتها وتغفو ما بعدها. لا يراها الناخب الا كلما هلّت، في صراع مقيت فيما بينها، زادتها الأحداث الاخيرة مقاتة، بتحالفات وتحركات تصعب على الهضم.
هذا كله أدى الى حدوث فجوة كبيرة آخذة بالاتساع "بجهود" وسلوك الكتل. بسبب صراعاتها فيما بينها، تقلبات محاورها، وتهجماتها على من يجرؤ انتقادها واختيار خروجه من اللعبة. تفعل ذلك، بدلا من توجيهها الضربات الى هذا اليمين الذي ترهب به من ينوي المقاطعة! بدلا من عرض انجازاتها! والتي يمكن ان تكون حقيقية ونوعية، مؤثرة على حياة المواطن. الأجدى والأنسب والأكثر منفعة: عرض الانجازات.
العمل على شريحة المصوتين العرب للأحزاب الصهيونية وتقليل نسبتهم. تصويب السهام نحو اليمين واعطاء درس في مواجهته. اعطاء درس في تقبل الآخر، باحترام رأي من يخرج عن السرب واقصد بشكل خاص المقاطعين. لا تستخفوا بعقولنا بتسخيفهم وتخوينهم واتهامهم بالعمالة والمال الملوث!
لديكم فرصة لإقناع الناخب الحائر بقدرتكم على المواجهة وبجدوى أدواتكم البرلمانية وجدوى هذه المنصة، استغلوها! فإما ان تنجحوا وتثبتوا فتجري الجماهير وراءكم مقتنعة وإما ان تخفقوا فتعيدوا النظر.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com