وصل إلى موقع العرب بيان صادر عن ملتقى فلسطين، جاء فيه ما يلي: "يؤكد "ملتقى فلسطين"، الذي يضم مجموعة من المثقفين والأكاديميين والفنانين وأصحاب الرأي، من كافة تجمعات شعبنا في فلسطين التاريخية وبلدان اللجوء والشتات، والتي تناضل من أجل حقوقه الوطنية، وضمنها حقه في الحرية والعدالة وتقرير المصير والعودة، ومقاومة الاحتلال والظلم والعنصرية، دعمه للحراكات الشعبية المشروعة الجارية في قطاع غزة، الصامد والمكافح.
ويرى الملتقى بأن معاناة شعبنا في غزة من الحصار واعتداءات إسرائيل، ومن الفقر والبطالة وفقدان الأفق، ومن العقوبات التي فرضت من السلطة في الضفة، باتت تتفاقم، بشكل مقلق وخطير، نتيجة قمع سلطة حماس لحراكاته ومطالباته المحقّة، وتشكيكها بمقاصدها، وهو أمر مرفوض من حيث المبدأ، ومدان سياسياً ووطنياً وأخلاقياً وإنسانياً، وينبغي وقفه، إذ لا مبرّر لانتهاج سياسة الاعتقال والترهيب وامتهان كرامات الناس، بالقوة، لإخضاعهم وإسكاتهم، حتى عن مطالب عادية تتعلق بقدرتهم على تأمين لقمة العيش، في ظل فرض ضرائب باهظة تؤدي إلى ارتفاع الأسعار، مع كل تلك المعاناة، فهذا لا يخدم المقاومة، بل يضرّ بها، ولا يخدم تعزيز صمود شعبنا الفلسطيني في مواجهة السياسات الإسرائيلية، وضمن ذلك في مواجهة سياسة فصل غزة عن الضفة، وفق تسريبات ما يسمى خطة “صفقة القرن”".
وتابع البيان: "إننا نرى في تعامل سلطة حماس في غزة، كما تعامل سلطة فتح في الضفة، نتاجاً لتحول حركتنا الوطنية إلى سلطة تحت الاحتلال، منذ اتفاق أوسلو (1993)، وتصارعها على السلطة، بدلا من الصراع ضد السياسات الاستعمارية والاستيطانية والعنصرية والعدوانية التي تنتهجها إسرائيل ضد شعبنا، ونتاجا لانفصام قيمة التحرير عن قيمة الحرية، أو فصل المقاومة وتحرير الأرض عن قيمة حرية الإنسان وكرامته، في الفكر السياسي الفصائلي السائد. والحقيقة المؤسفة، التي تبرز هنا، هي أن شعبنا في الضفة وغزة المحتلتين (1967)، كان قبل إقامة السلطة، أكثر تحررا وقوة ووحدة في كفاحه ضد إسرائيل وسياساتها، منه بعد إقامتها، بدليل الانتفاضة الأولى (1987ـ1993).
مما تقدم فإن ملتقى فلسطين يدعو السلطتين في الضفة وغزة إلى إدراك المسائل الآتية:
أولاً، إن إضعاف المجتمع الفلسطيني يخدم الاحتلال الإسرائيلي، ولا يخدم الحركة الوطنية الفلسطينية، وضمنها فتح وحماس، من وجهة نظر وطنية وكفاحية.
ثانياً، إن شعبنا، الذي يدفع ثمن الاحتلال والاستيطان والاعتداءات، من حقه أن يتظاهر، وأن يعبر عن رأيه، وأن ينتقد السلطة، وحتى أن يطالب بإسقاطها، لأسباب تتعلق بالفساد أو التجبّر، أو عدم القيام بالدور الوطني المناط بها، بالوسائل السلمية والمشروعة، لاسيما مع افتقادنا للإطارات الشرعية المناسبة لذلك.
ثالثا، إن تجربة سلطتي غزة والضفة تؤكد على ضرورة استعادة حركتنا الوطنية لطابعها كحركة تحرر وطني، وحصر مهام السلطة بإدارة شؤون الشعب، بما يخدم تعزيز صموده وتنمية مؤسساته، بما فيه فك الارتباط الوظيفي والإداري بين منظمة التحرير والسلطة.
رابعا، لا مناص من إعادة بناء البيت الفلسطيني، أي منظمة التحرير، بمعزل عن العقليات والعصبيات والمصالح الفصائلية، وعقلية ومصالح السلطة، وفق أسس تشاركية ومؤسسية وتمثيلية وعلى قاعدة الانتخابات، باعتبار ذلك المخرج من مأزق الانقسام والاختلاف.
في الختام، فإننا إذ نحيي شعبنا في غزة، وشبابها المناضل، ونعبر عن التضامن معهم ودعم كفاحهم والتقدير لمعاناتهم وصبرهم وصمودهم، نطالب حركة حماس بوقف نهائي لسياساتها وممارساتها القمعية، وتقديم القائمين بها للمحاسبة، ورد الاعتبار لكل الشباب الذين تعرضوا لانتهاك حقوقهم، كما نطالبها بوضع حد لهيمنتها الأحادية على قطاع غزة، باعتبار ذلك مقدمة لإنهاء الانقسام، واستعادة الوحدة، وهي مطالبة تشمل السلطة في الضفة، أيضاً، على قاعدة إعادة بناء البيت الفلسطيني. وعليه، فإن الملتقى يرى بأن المدخل الحقيقي لتجاوز الأزمة الوطنية الفلسطينية، وضمنها أزمة الانقسام، يتمثل بالتوجه نحو تغليب الوسائل الشرعية الديمقراطية، بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية، في الضفة والقطاع والقدس، وبإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية، على أسس تشاركية وكفاحية ووطنية وديمقراطية".
وأضاف البيان: "المشاركون في “ملتقى فلسطين” (حسب الأحرف الأبجدية): إبراهيم فريحات، أحمد أبو رتيمة، أحمد الشنطي، أحمد برقاوي، أسعد غانم، بكر عواودة، ثابت أبو راس، جابر سليمان، جمال نسيبة، جمال فاضي، جهاد أبو سالم، جهاد الرنتيسي، حازم قواسمي، حسين الديك، حسام أبو حامد، حيدر عوض الله، خالد الحروب، خالد عيسى، رائد جبر، رزق المزعنن، سامر راشد الياس، سامية عيسى، سري نسيبة، سعاد قطناني، سعيد زيداني، سهيل ميعاري، سليمان مهنا، صلاح ازحيكة، طارق الخطيب، طالب عوض، طاهر نجيب، طه عبد الواحد، عامر بدران، عبد الحميد صيام، عبد الرحمن بسيسو، عبد الوهاب كيالي، عبد الكريم مزعل، عبده الأسدي، عمر كيلاني، عزيز المصري، علي حيدر، علي فطوم، عماد رشدان، عمر شعبان، عوض عبد الفتاح، عوني المشني، عيسى الشعيبي، غسان منير، ماجد عبد الهادي، ماجد كيالي، ماجد عزام، محسن أبو رمضان، محمد إبراهيم، محمد ربيع، محمد كتيلة، محمد ديب، معين الطاهر، معن البياري، مصطفى الولي، مصطفى قاعود، مصطفى أبو هنود، مصطفى إبراهيم، كريم مزعل، ناديا نصر نجاب، ناجي القدسي، نهاد بقاعي، نبيل السهلي، وديع عواودة، وسام عويضة، وليد سالم، يحيى قاعود، يوسف أحمد، يوسف سلامة" إلى هنا نصّ البيان.