كل امرأة قادرة على أن تُحقّق ذاتها وأن تُحلّق بعيدًا للوصول لأحلامها مهما كانت كبيرة، نشارككم تجارب بمثابة تقدير وحُب لنساء مجتمعنا المُثابرات الطّموحات المُغرّدات خارج كل سرب يحاول الحدّ من طاقاتهن، هي رسائل أمل لكُل امرأة، أم، شابة، طفلة، مُسنّة، من أجل بذل المزيد من المجهودات للنّهوض والمضيّ قُدمًا وتحقيق الذّوات وترك بصمة خاصّة لا تُنسى. "أجا دورِك"!
روان مرعي توبة- روزمارين
روان مرعي توبة 26 سنة من الناصرة، ملقّبة بروزمارين، تعمل في فنّ الطّهي وتقديم الأطباق بطريقة عصرية.
في البداية التحقت بدراسة موضوع تدقيق الحسابات في تل أبيب، ولكن بسبب زواجي اضطررت لترك التّعليم لظروف البُعد الجغرافي وغيرها، بعد ذلك بدأت باكتشاف عشقي للطّهي وطرق تقديمه بأشكال عصرية مختلفة، فقررت العمل مع طاهٍ الذي علّمني الكثير من الأساسيات في المطبخ وصرت أبتكر وأستحدث الأطباق من حيث الشّكل والتخطيط والتّقديم، وأصبحت لي بصمتي الخاصّة بعملي.
بدأ هذا الشّغف عندما كنت أدخل المطبخ لتحضير أطباق للضّيوف، وكنت أتجنّب تماما طرق التقديم التّقليدية وحاولت قدر الإمكان تقديم الأطباق بأشكال مُميّزة وبتركيبات خاصّة وأصبح لديّ هدف بالتّجديد الدّائم مبتعدة عن أي روتين كذلك فأنا أحاول أن تميّز في دمج الأطباق الشّرقية بالغربية لتكون النتيجة أغنى وأجمل.
حدّدت أهدافي وعرفت أنّ هذه هي الطريق التي أريد أن أمشيها لتحقيق ذاتي وحلمي، ونشرت أطباقي عبر صفحتي على موقع التواصل الاجتماعي الفيسبوك، وهكذا بدأ اسمي يُعرف بين النّساء والمهتمّين بفنّ الطهي وطرق التقديم العصرية. وما جعلني أثق أكثر بأطباقي هو ردّ فعل المتابعين ودعمهم المستمر لي ولعملي. الكثيرات طلبن منّي أن أقيم دورة لتعليم فنّ الطهي وفن تقديم الأطباق، وبيوم ما بالفعل قرّرت أن افتتح دورات خاصّة بي، ووجدت استحسانا كبيرًا وإقبالا غير متوقّع على هذه الدّورات إضافة إلى أنّ بعض النّساء كنّ يقلن لي كم أنّ أطباقي مُلهمة لهن إن كان في الرّسم أو التّصوير. ومنذ ذلك الحين قرّرت أن أنتشر أكثر في المجتمع العربي ليس فقط في الناصرة وأن لا أتوقّف عن الحلم لتحقيق المزيد من النجاح في مجالي الذي أحب. وصرت مرجعًا للكثير من الطّهاة الذين قمت بتدريبهم في عدّة ورشات واستطعت ايصال أفكاري لهم ومساعدتهم في التّفكير خارج الصّندوق في ابتكار الأطباق، ونسبة لعمري فأنا أعتبره نجاحا كبيرًا، كذلك لاقى هذا الموضوع استحسانا عند الكثير من الطهاة أيضًا من خارج البلادوقريبا ستكون لي أوّل ورشة خاصّة باسمي خارج الناصرة والتي ستقام في مدينة سخنين مع مجموعة من الطّهاة ومحبي الطّهي.
الدّاعم الاولي في خوضي هذا المجال هي أمّي الشهيرة بأطباقها الشّهية وبنفسها الطّيب، في البداية وزوجي الذي دعمني من جميع الجوانب وحتّى مادّيًّا لأنّه آمن بي وبموهبتي وبشغفي في الحياة، كذلك أهلي والمحيطين بي الذين وثقوا بي وبطموحي وقدّموا لي كُل الدّعم وآمنوا بي لأبدأ وأستمرّ. وبالفعل بدأت بالتّفكير كيف سأعمل على تحقيق كُل ما أتمنّاه، بالمُقابل في البداية واجهتني بعض الصّعوبات كوني أمًّا، وفي ظل المُتطلبات التي تعيها كُل أم بما يخص أبنائها فإنّ الأمر لم يكن سهلًا، كان علي أن أوفّق بين طموحي وعدم إهمالي للبيت وطفلي، حتّى تأقلمت مع الحياة الجديدة وانطلقت بكُل ثقة نحو تحقيق أهدافي.
الطموح
أريد أن أصل بأطباقي لمستويات عالية ومهمة في البلاد والخارج، وأن أشارك بمهرجانات محليّة وعالمية. إذ لدي الكثير مما أستطيع أن أقدّمه في هذا الفن.
من خلال الأطباق التي أقدّمها أحاول قدر الإمكان أن أوصل فكرة أو رسالة أو قصّة، فكل طبق يحمل قصّة ويحمل بصمتي الخاصّة، كما وأنّي أهتم ألا يكون الطّبق شكلًا فقط، بل شكلًا وطعما. أنا فخورة بالأطباق التي أقدّمها لأنّها غير مألوفة ومميّزة ولا تشبه أطباق أخرى. فأنا أعتمد بشكل كبير على الألوان وأحاول إدخال الخُضار على كُل طبق بشكل متناسق وقدر الإمكان أسعى لتقليل الزيوت والدّهون وجعله يبدو عصريًّا طازجًا متفرّدًا بطعمه وشكله.
طريق النّجاح ليست سهلة لكنها تستحق
أنا أرى أنّ النّساء العربيات في المطبخ عادة يفضّلن تحضير أطباق مألوفة تقليدية، مبتعدات عن الاطباق المميزة المستحدثة، رُبما الخوف من التجديد أو التّغيير في الأطباق والطّعمات هو الهاجس الأساسي، وأنا أقول لكل امرأة لا تتردّدي في أن تُجرّبي فقط بالتّجربة تستطيعين أن تُبدعي وتبتكري وبالذات في عالم المطبخ. الطّموح هو أساس كُل نجاح ويجب التّأكّد أنّ طريق النّجاح لن تكون سهلة بل ستواجه فيها الكثير من الصّعوبات ومع المُثابرة والصّبر والإيمان بذاتنا سنصل إلى ما نتمنّاه وأبعد من ذلك.
روان- روزمارين
خلال الدّورات
إليكم جانب من الاطباق التي أشرفت روان-روزمارين على تحضيرها وتقديمها: