بدعوة من مركز مساواة، وصل سفير الاتحاد الأوروبي عمانوئيل غوفريه إلى مدينة سخنين، في زيارة شاملة، انطلقت من زيارة الى مركز البحث البيئي حيث استمع الى المشاريع لتدعيم النساء والشابات والعمل على تطوير تطبيقات مفيدة للبيئة والاقتصاد المحلي يعمد على تطويرها أبناء المدينة، كما وعاين الفجوات في التطوير بين البلدات اليهودية والعربية.
والتقى السفير الأوروبي بقيادات المجتمع السخنيني في بلدية سخنين، شملت استعراضًا وافيًا لكافة التحديات التي تواجه المدينة، كما وشارك بالعمل التطوّعي مع طلاب من مجموعة جفرا الشبابية في سخنين، في إطار "يوم العطاء الوطني" الذي ينظمه مركز مساواة في 25 بلدة عربية، ومنها نشاطات تطّوعية في مدرسة المل بسخنين.
السفير الأوروبي لاتحاد أبناء سخنين: أنتم سفراء المجتمع العربي في العالم
وأصر السفير المعروف بحبه لكرة القدم، على زيارة منشآت رياضية في سخنين والتعرف على سفير المجتمع العربي في الدرجة العليا بكرة القدم، نادي اتحاد ابناء سخنين في استاد الدوحة. حيث أكد السفير "أنتم سفراء سخنين والمجتمع العربي في الرياضة وفي أوروبا". واستمع إلى احتياجات النادي ورئيسه محمد ابو يونس ذي شدد على أنه رغم شح الميزانيات سينجح بالبقاء بالدرجة العليا.
خلال الزيارة عقدت جلسة عمل بين السفير الأوروبي ورئيس بلدية سخنين – صفوت أبو ريا بمشاركة أعضاء البلدية ومدراء المدارس ومندوبين عن المجتمع المحلي.وقد أكدت في هذا اللقاء منال يزبك أبو أحمد، من كلية سخنين، "نحن فخورون بأننا جزء من مشاريع الاتحاد الأوروبي"، مؤكدة أن طلاب الكلية يعملون على تطوير مشاريع جماهيرية ذات قيمة اقتصادية تساهم في تطوير الاقتصاد المحلي، منها تطوير تطبيقات لخدمات النقل العام، التي تصب في خدمة الصالح العام”.
سخنين ستكون بلدًا رائدًا مقدمًا في الصحة
ورحّب رئيس البلدية صفوت أبو ريا بالسفير عمانوئيل غوفريه، مؤكدًا أن هذا ينقل رسالة هامة الى كافة أهالي سخنين والمنطقة. وأكد أن سخنين بلد مركزية في المنطقة، تعداد سكانها نحو 35 ألف، لكن ها تعتبر القلب النابض لمنطقة يتعدى عدد سكانها المئة ألف. واعتبر أن سخنين ستكون بلدًا رائدًا مقدمًا في الصحة، على أن تكون مثالًا يحتذى به في هذا المجال.
من جانبه أكد رئيس لجنة رؤساء السلطات المحلية العربية مضر يونس على خصوصيتنا كمجتمع فلسطيني في اسرائيل، وأشاد بالتعاون بين المجتمع العربي والاتحاد الأوروبي، ودعا السفير الى توطيد علاقته بالمجتمع العربي، واسماع كلمته لدى المسؤولين الأوروبيين. داعيًا الى زيادة الموارد التي يخصصها الاتحاد الأوروبي في اطار مشاريع تنموية، لمساهمة في تطوير مجتمعنا العربي، شاكرًا مركز مساواة على المتابعة والمبادرة في هذا المضمار.
وعرضت عناق مواسي رؤية بلدية سخنين في مجال الصحة. مؤكدة "نسعى لبناء نموذج على أن يكون مختلفًا نوعًا ما ولا يختصر فقط على وزارة الصحة وصناديق المرضى وانما بدمج العمل الأهلي. نسعى لأن تكون سخني بلدًا مطوّرًا للصحة. على أن تكون البلدية جزءًا من المنظومة التي تعمل على تقليص الفجوات بين البلدات العربية واليهودية في مجال الصحة”.
مؤتمر بالتعاون بين سخنين ومستشفى صفد
وأعلن أبو ريا في هذا الشأن عن مؤتمر أول من نوعه بالتعاون مع مستشفى زيف في صفد ينظم في الثالث من نيسان/ أبريل المقبل يتناول شتى القضايا الصحية، واعتبر أن سخنين بلد مقدم للصحة ستكون مثالًا قياديًا يحتذى به.
اما الكاهن أغابيوس يمين – رئيس طائفة الروم الملكيين الكاثوليك في سخنين، فأشار الى أن المنطقة في حالة غليان ضد السلطة المركزية في ظل الاجحاف بالتطوير وعدم توفير السكن والأراضي والتمييز في تخصيص الميزانيات. مشددًا على أن مواجهة الغليان الطائفي العالمي أيضًا، ومواجهة الآفات المجتمعية شتى.
بشير: يدعو لوقف هدم المنازل العربية
من جانبه أكد المحامي محمد بشير – رئيس بلدية سخنين السابق، الى ضرورة النهوض بسخنين لتصبح بلدًا يطيب العيش فيه ورفع مستوى المعيشة ليصبح مشابهًا لمستوى المعيشة في أوروبا.
وأكد "سخنين تحصل على 80 مليون شاقل مثلا ولكن السلطات تهدم 10 منازل، بناء داخل المدينة. وفي قلنسوة وحدها تم هدم 7 منازل بيوم واحد. قانون القومية وقانون كامينتس معروفين بالطبع. قرار نتنياهو الأخير يقول إن هذه الدولة هي دولة اليهود، لذلك استمرارا لحديث الكاهن عارف يمين نطلب مساعدات غير يومية”.
وأضاف "سألوا مرة الصحافي المصري الشهير محمد حسنين هيكل: كيف تصف المساعدات الأمريكية لمصر وكيف تصف المساعدات السوفياتية؟ وكان رده بأن المساعدات الأمريكية عبارة عن سفينة تصل كل يوم صباحا معبأة بصناديق سمك نعطيها للشعب المصري ليأكل. فينام الشعب المصري في تلك الليلة على أمل أن تعود السفينة الأمريكية غدا. ولكن في حال لم تأت في يوم من الأيام يموت من الجوع. بينما وصف المساعدات السوفياتية بأنها قارب كبير مع صنانير لصيد الأسماك، ويقول للشعب المصري هذه القوارب واذهبوا لتصطادوا وتأكلوا".
وطالب بعض الحاضرين بمساهمة الاتحاد الأوروبي في اقامة مستشفى في سخنين يخدم كافة سكان المنطقة.
وتساءل عددًا من مدراء المدارس الذين حضروا اللقاء عن امكانية توفير منح دراسية للطلاب الراغبين بالتعلم في الاتحاد الأوروبي. وطالبوا مساعدة السفير في نشر تجربة سخنين وعرضها في دول الاتحاد الأوروبي كالمشروع المشرتك بين جامعة حيفا ومدرسة الصفا.
أما مصطفى أبو ريا – رئيس بلدية سخنين السابق، ورئيس شركة المياه الاقليمية أكد على الحاجة بمساعدة الاتحاد الأوروبي في مواجهة التمييز في اسرائيل. مؤكدا "نحن نسعى لبناء مستشفى في مركز الجليل"، معتبرا أن سخنين هي عاصمة قلب الجليل.
فرح يشدد على ضرورة مواجهة الأزمات الداخلية وآفة العنف في مجتمعنا للنهوض به
جعفر فرح – مدير مركز مساواة لحقوق المواطنين العرب، شكر سخنين على الضيافة وأكد أن يوم العطاء الوطني الذي ينظم بدعم من الاتحاد الأوروبي يهدف الى أن نستيعد الملكية على الحيز العام، على الشارع وعلى محطة الحافلات، وشكر السفير على رغبته بالتطوّع لأجل سخنين، حيث التقى مع مجموعة جفرا الشبابية وتطوّع في غرس أشجار بمدرسة المل في سخنين وتطوير الحيز العام.
وأشار الى العلاقات التي يقيمها مركز مساواة مع كافة السفارات في البلاد، داعيًا البلدات العربية من الاستفادة من هذه التجربة، وانشاء مراكز للتواصل مع المجتمع الدولي في البلدات والقرى العربية في البلاد.
وأشار الى الأزمات الداخلية التي يعانيها مجتمعنا العربي، مشددًا على ضرورة مواجهتها، وأن ننهض بمجتمعنا لكي تجعلنا هذه المشاكل نخطو الى الخلف، بل نمضي الى الأمام بمواجهة سياسات التمييز والاجحاف والعنصرية الممنهجة.
أبو ريا: لا نريد أن نكون مجرد فندق خالٍ من المشاعر
أما رئيس بلدية سخنين د. صفوت أبو ريا، فقد أشار الى أن "سخنين هي بلد عربي فلسطيني يمثل كل انسان فلسطيني الطموح، وكل شخص يرغب بان يثبت بأنه على قدرة من العطاء، مسافة الطريق قصرت لأننا نذهب للعمل لأجل بلدنا. التميّز هو شعارنا. ولا نسعى لأن تكون البلدة مكان للنوم والذهاب في اليوم التالي الى بلد آخر للعمل، لا نريد أن نكون مجرد فندق خالٍ من المشاعر، لا نريد أن نكون مكانا لا أمل فيه لأهلنا، نريد أملا وخيرا لبلدنا ومجتمعنا. وهذا يتحقق بالسلام الداخلي مع أنفسنا، مهمتنا أن نثقف اولادنا ونربيهم ونهتم بصحتهم"، وأشار الى أهمية تطوير مناطق صناعية ورفع جودة المعيشة في البلدة.
وطالب بوقفة داعمة من الاتحاد الأوروبي الى جانب مجتمعنا العربي، مؤكدًا أن "ثقافتنا وديننا يوجهاننا الى السلام والألفة مع العالم أجمع، عقلنا وقلبنا مفتوحين وهذه البلدة الطيبة الأصيلة هي مثال لشعبنا العربي الذي يعتريه مشاعر الحب للأرض، وبالطبع في 30 آذار، في شهر المرأة وشهر الخير وشهر المحبة، نقول لكل امرأة أنت الأصل بالعطاء ونريد أن ندعم نسائنا لأنهن متميزات".
السفير غوفريه: العلاقة مع المجتمع العربي تهمني بشكل خاص
شكر السفير الأوروبي عمانوئيل غوفريه الحاضرين على استضافته في سخنين، وشكر مساواة على تنظيم هذا اليوم، مشيدًا ببرنامج يوم العطاء الوطني. وأكد أن المجتمع العربي في اسرائيل يهمه على وجه الخصوص كون الاتحاد الأوروبي يعتبر اسرائيل والأردن والسلطة الفلسطينية ومصر والمنطقة أجمع جزء من الحي العالمي المحيط بالاتحاد الأوروبي.
وأشار الى انبهاره بما استمع اليه خلال الزيارة، والعلاقات الطيبة بين شتى المؤسسات التربوية والصحية والبيئية في سخنين. وأكد أن للاتحاد الأوروبي قدرة على المساهمة في اطار المشاريع التي يدعمها ويتبناها في مجالات الصحة والمساواة والبيئة.
واعتبر أن المجتمع المدني يشكل الرابط بين السلطة المحلية والسلطة المركزية ويسمح بتدعيم المجتمعات المحلية. وأكد "في يوم العطاء نركز على كيف نربط الشباب مع بقية أطياف المجتمع، وهذا يشكل تحدي في أوروبا وفي كل مكان. نعم يطيب العيش في اوروبا ولكن لا يخلو مجتمعنا من المشاكل، ولربما لديكم خصوصية في ظل تاريخ المجتمع العربي في هذه البلاد"، وأشاد بالشاب راني أبو القيعان – ابن النقب الذي انضم لطاقم مساواة في يوم العطاء الوطني في سخنين.
واعتبر أن العلاقة بين البلديات العربية والاتحاد الأوروبي تحظى بمكانة خاصة لديه، وتعهد بالعمل على تطويرها، خصوصًا له كسفير للاتحاد الأوروبي، فهو يسعى للتعرف على جميع سكان البلاد من اقصى الشمال الى الجنوب.
وأبدى السفير الأوروبي اعجابه بالنساء الناشطات "اللواتي يحاولن ايجاد حلول مبتكرة لخلق اعمال وتطوير الاقتصاد المحلي” والذين التقاهن في مركز البيئة.
السفير يشارك جفرا التطوّع في "يوم العطاء الوطني"
وفي ختام يوم حافل بالفعاليات والنشاطات، التقى سفير الاتحاد الأوروبي بالشباب من مجموعة جفرا، حيث استمع الى المشاكل التي تعتري هذا الجيل من الشباب العربي، حيث أكد الحاضرون على بعض التحديات التي يواجهونها والتمييز في اختبارات دخول الجامعات – كاختبار ياعيل، وطرحوا أسئلة حول فرص للدراسة في الاتحاد الأوروبي، حيث وجههم السفير الى مشروع الاتحاد الأوروبي بمنح دراسية للتبادل الطلابي.
وأكد الطلاب على قيمة العطاء للبلدة والمجتمع وضرورة استعادة الحيز العام والتكافل المجتمعي