1- عوْدة
هرب من نفسه إلى الطريق... يلومُ القدَر ويلعن الحُبّ، وقلبه ينزفُ دمًا، وأخذ يُقسِم برأسه بأنه لن يُحبّ بعد اليوم، فقد خانته قبل لحظاتٍ، خانته تلكَ التي قالت له بالأمس: "نم على صدري إلى الأبد!".
وفجأةً رفع عينيه صُدفةً إلى فوق، فرآها تُطِلّ من الشُّرفة... جميلة كَقلبِ الصباح... فرماها بنظرةٍ، فرمته بوردة.
2- العملُ أجدى
غنّاها قصيدةً نثريةً، فَجُنّ جنونها وهددتهُ بالقطيعة.
تعلّمَ الأوزانَ وعَشِقَ الخليل وكتبها قصيدةً كلاسيكية عصماء فصدّته قائلةً: "عُذرًا لقد تأخرتَ فلديّ الآن مَنْ يعمل ولا يقول !!"
3- غريب
دخل السياج بعد جُهدِ رغم نُباح الكلاب، وتمدّد على قبر أبيه الذي يُحِبّ، وعانق الترابَ والزيتونةَ وبكى.
واستيقظ على صوت غريب يقول له: "ماذا تفعلُ هُنا...الدخول ممنوع للغرباء!!!"
وخرج وهو يضحكُ ويبكي.
4- المُعلّم
تفو ...تفو تَفَلَ قائلاً: "لعن الله هيك زمن"
وتابع مسيره إلى مركِز الشُّرطة.
استقبله الشرطي المُناوب بعبوس، ألَمْ يعتدِ هذا "الوحش" على طفلِ بريء ناعتًا ايّاه بالحمار، وكلّ ذَنْبِهِ أنه شاغب وشاكس وشوّشَ مسار الّدرس!!
ماذا يعني الدرس أمام الحِسّ الإنساني، وأمام جُرح نفسيّ لنْ يندمِل ؟!.
وجلس المعلّم على كَنَبَة الانتظار مهمومًا، ثُمّ أفاق على صوتٍ دافئ يقولُ له: "أستاذي ماذا تفعل هُنا؟"
- انّه طفلٌ شقيٌ ...طفل مشاغب.
- وربّتَ الضابط الشّاب على كتف المعلم الشيخ قائلاً: "مع السلامة".
- وتحامل المعلّم على نفسه غير مُصدّقٍ وهو يقول: "سقى الله تلكَ الأيام وذكرها بالخير" .
5- قدّيسة
وقع في حُبّها، فعذّبته أيّما عذابِ، وراحت تتفنّن ُفي تعذيبه.
فأطلقَ عليها لقب شيْطانة.
فداعبتْ خصلةً شقراء شقيّة لثمت إحدى عينيْها وضحكت قائلةً:"قِدّيسة انا".
فَضَحك رغمًا عنه وقال:
"لو أنّ بعضَ هواكِ كانَ تَعَبّدًا
وحياة عينكِ ما دخلْتُ جهنما".
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com