سعيد حسنين:
ما حصل ينبغي ان يشكل درسا من اجل رسم ملامح طريق جديدة ، لان قطاركم ايها النواب والأحزاب قد خرج عن سكته ،وما عليكم إلا العمل الجاد من اجل اعادته الى مساره الصحيح
رغم ان انتخابات الكنيست من ورائنا، إلا ان مفاعيلها لم تنته، حيث خيبة الامل كانت كبيرة وذلك لان النتائج كانت متوقعة. من لم ير هذه النتائج الكارثية فهو كمن يحاول ان يغطي الشمس بغربال. فتحصيل الدورة السابقة للنواب العرب لم يكن على قدر توقعات الجمهور، هذا مع علمنا انهم صارعوا اليمين المتطرف، وواجهوا العقبات الكثيرة التي اعترضت طريقهم بما في ذلك مقارعة قانون القومية وسياسة هدم البيوت، والعدوان على غزة، والتلويح بالحرب الشاملة في المنطقة.
ليس سهلا ان تكون فلسطينيا وعضو كنيست في بيت المشرّع الصهيوني لان ذلك يعني ان تسير في طريق وعرة وخطيرة للغاية، لكن عتبنا جاء على قدر آمالنا، فالقائمة المشتركة بشرت بالخير وأعطت الامل، وكان من المفروض ان تشكل سدا منيعا امام غطرسة اليمين وانفلات الحكومة وعربدة ليبرمان وأمثاله، هذه المهمة الكبيرة تستوجب ان تتعالى الاحزاب عن المصالح الشخصية الضيقة، وان يترفع البعض عن نزعة الانا، لكن للأسف فان شيئا من هذا لم يحصل، فطفت على السطح النزاعات وبدا الشقاق واضحا، وبات ما يفرقهم اكثر بكثير مما يجمعهم، وقد تعدى التردي الى حد تبادل الاتهامات، وتعطيل التناوب والفشل في اعادة تركيب المشتركة من جديد، مما انعكس سلبا وإحباطا في وعي الناس وتشكلت معها العوامل التي دفعت ان يقول الشعب كلمته، فأحجمت قطاعات واسعة عن التصويت، وذلك كي تلقن كل هؤلاء درسا. اليوم وبعد ان افرزت الانتخابات تفوق اليمين وبقاء نتنياهو في سدة الحكم، صار من الواضح ان القادم اعظم خطورة، خاصة وان نتنياهو المتهم بالرشاوى والفساد بات يحظى اكثر من قبل بثقة مواطنيه، وكذلك بدعم اليمين.
لم اتوقع نتائج مغايرة ، فالشعب في اسرائيل ملوث العقيدة وعنصري بسلوكه واستعلائه لدرجة بات معها لا يؤمن بالحل السلمي (وهذا لا يعني ان غانتس ومجموعة الجنرالات افضل منه)، ولهذا قال كلمة الفصل وابقى المقود بين يدي نتنياهو وزمرته، ما يعني مواصلة مشروع الحاق الاذى بنا وبشعبنا. من هنا يستوجب على النواب العرب مراجعة حساباتهم مجددا وترتيب اوراقهم،عليهم مصالحة الناس والعودة اليهم، عليهم ان يكرّسوا كل وقتهم خلال الدورة الحالية بالالتقاء بالمواطنين وعقد حلقات بيتية تماما كما قبل الانتخابات، الاستماع الى مشاكل وهموم المواطنين والتصالح مع الناس ومع بعضهم البعض والعودة الى طريق الوحدة ، طريق العمل المشترك ، ضبط تصرفاتهم وعدم التراشق عبر الاعلام ولا على المنابر .
ما حصل ينبغي ان يشكل درسا من اجل رسم ملامح طريق جديدة، لان قطاركم ايها النواب والأحزاب قد خرج عن سكته، وما عليكم إلا العمل الجاد من اجل اعادته الى مساره الصحيح.
نتنياهو منشغل الان بتركيب حكومته الخامسة ، ولن تكون افضل من سابقاتها ، بل اتوقع ان تكون اشد قسوة ،نتنياهو يعد العدة لضم الضفة الى ارض اسرائيل كما يقول ،وسيواصل العبث بالقدس الشريف والأقصى المبارك في خطر حقيقي، وما اغلاق باب الرحمة قبل الانتخابات إلا مقدمة لما هو آت. تآمر العصر سيتحقق اذا لم نتنبه للخطر الداهم ولن يجدي ابو مازن نفعا قوله :سأتعامل مع أي حكومة تنتخب في اسرائيل ، فلقد ذقت يا ابا مازن على جلدك سياسة ادارة الظهر من قبل حكومات اسرائيل ،فلا التنسيق الامني ولا سياسة مد اليد للسلام مع هكذا نتنياهو ستقود الى دولة فلسطينية.
المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر . لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com