بحضور مهيب ملأ ساحة المركز التجاري لمدينة روابي قُدّر بالآلاف ، ألقى الشاعر المصري هشام الجخ الملقّب بـ "هويس الشعر العربي" قصائده في واحدة من أكبر الأمسيات الشعرية على مستوى فلسطين، تناول خلالها باقة متنوعة من قصائده الشهيرة والتي أخذت صدى على مستوى العالم العربي، بلغتها البسيطة ما بين الفصحى والشعر المحكي، لما يناقشه أكثرها من قضايا لامست الفئات المجتمعية المختلفة.
وبأسلوبه المحنّك وبساطته التي جعلته دائما الأقرب إلى الجمهور، لم يتقيّد الشاعر الجخ ببروتوكولات المسرح المعتادة للشعراء، بل أصر أن ينزل بين المواطنين الذين حضروا من مختلف المناطق الفلسطينية إلى ساحة الـ "كيو سنتر"، ليسلّم عليهم ويخبرهم كم أنه فخور بتواجده بينهم خاصة بعد الاستقبال المهيب الذي حظي به من جمهوره الفلسطيني عندما ظهر على المسرح، وهذا ما جعل الأمسية منذ بدايتها مميّزة، لما شعره الجمهور من قرب الشاعر منهم والذي قال لهم: "أنا عايز أنزل أسلم عليكم بنفسي".
وكان المواطنون قد توافدوا لحضور الأمسية الشعرية قبل ساعات من موعدها، والتي تمت الدعوة لحضورها مجاناً، وكان من بينهم عائلات بأكملها ومجموعات شبابية من أعمار مختلفة، استمتعوا قُبيل الحفل بالأجواء الربيعية في المدينة ومرافقها الحيوية المختلفة.
وخصص منظمو الفعاليات في الـ "كيو سنتر"، 500 مقعد على مدى الساحة الخارجية ليجلس عليها الجمهور، لكن المفاجأة أنها امتلأت بوقت قياسي ما جعل الآلاف ممن حضروا في موعد الأمسية يحضرونها وقوفا على الأقدام أو من خلال جلوسهم في المطاعم المحيطة بالمسرح والأدراج التي ملأت الساحة ، ليملأوا كل بقعة من الـ "كيو سنتر".
التأشيرة، نادية، مزحوم في قطار الغلبانين، مش كفايا، مبتحلش، انسحبوا، جحا، متزعليش وتيودورا، وقصائد أخرى ألقاها هشام الجخ وسط تفاعل كبير من الحضور، وصمت الجخ في أحيان كثيرة فاسحاً المجال للحضور لاستكمال قصائده وترديدها بشكل جماعي، وهو أمر كرره الجخ أكثر من مرة، وسط انسجام وتناغم كبير بينه وبين الحضور، الذين كان واضحاً حفظ عدد كبير منهم لقصائده خاصة الشهيرة منها، وشكل المشهد لوحة فنية بطبيعة الحضور بمختلف الأعمار ومن شتى المناطق.
ومن الجدير بالذكر، أنها المرة الأولى التي يقدم فيها الجخ أشعاره في فلسطين في أمسية عامة ومتاحة لكل المواطنين مجانا، وهذا ما جعل الحضور أكثر تنوعاً من مختلف المناطق الفلسطينية.
وتعتبر هذه الأمسية الثقافية النوعية واحدة من سلسلة أنشطة ثقافية وفنية وترفيهية تنظمها مدينة روابي على مدار العام كجزء من مساهمتها في المشهد الثقافي الفلسطيني، والانفتاح الثقافي على الدول العربية.