لم يستطع كثيرون من أهالي قرية الدامون المهجرة حبس دموعهم في "ليلة العودة إلى الدامون"، فيما كانت الألعاب النارية تضيء سماء المنطقة، احتفالا بما يسمونه "يوم الاستقلال"، شاء القدر ان الضحية والجلاد يجتمعان زمانيا في ليلة واحدة، هؤلاء في ذكرى نكبتهم وتعزيز الوعي بقضيتهم ، وأولئك احتفالا بأنهم كانوا سبب تلك النكبة ، بعدما اغتصبوا الأرض ونهبوا خيراتها وهجروا أهلها.

تقام أمسية على عين الدامون تحت عنوان "العودة إلى الدامون"، بمشاركة المئات من أهالي بلدة الدامون الفلسطينية المُهجّرة، والمُدمّرة، حيث احتشد المئات منهم في ساحة العين التي كانت تحيط بها البيوت والازقة والأحياء وقاموا بأنشطة تؤكد على حقهم في العودة إليها.

عرافة الحفل كانت من نصيب الفنانة عبير عثمان، حيث افتتحت الأمسية بالترحيب بالحضور من الأهالي والضيوف وقدمت شرحا عن قرية الدامون. السيد نضال عثمان خلال كلمته أكد على الاستمرار في تنظيم النشاطات التي تثبت حقنا في العودة لقرية الدامون لنعيد بناءها داعيا إلى أهمية زيارة القرى المهجرة وتجديد العهد بحق العودة إليها.
النائب أيمن عودة قال في كلمته أن أهم أولوياتنا الحفاظ على الثوابت والبقاء في ارضنا وان هذا الجمع الغفير في الدامون ما هو الا دلالة على الحفاظ على الهوية الوطنية وتابع: "نحن موجودون قبل إنشاء هذه الدولة وليس بقرار من أحد ولا يوجد قوة في العالم تحرمنا حقنا في البقاء في وطننا".

تخللت الأمسية قصائد شعرية من القاء الأطفال " مي عبد الغني طه " لمار كاظم هيبي" التي عرضت لوحات وطنية فنية تجسد الحنين للوطن والتشبث بأرض الإباء والاجداد.
وانطلق البرنامج بفقرات فنية تعرض لأول مرة في أمسية العودة الى الدامون، شملت عرضا لفرقة الدبكة التابعة للمركز الجماهيري كابول بإدارة الفنان إبراهيم مراد، ومسرحية بعنوان الثلج الحار تأليف ابتسام شعبان، اعداد واخراج الفنان قاسم شعبان ومن انتاج مسرح الأجيال في طمرة. كذلك فقد قامت لجنة اهالي الدامون بتكريم الشاعر والاديب علي الظاهر زيداني والفنان قاسم شعبان على ما قدموه وما زالوا في خدمة الدامون والوطن.