د.سليمان شتيوي خالدي:
قضية مهجري كراد خيط الغنامة وكراد خيط البقارة وتحقيق حلم العودة تكمن في انها قضية دولية، حيث نصت اتفاقية وهدنة رودس بين سوريا وإسرائيل في 20.7.1949
ان شعار الدعاية الإسرائيلية: "الكبار يموتون والصغار ينسون" يساهم في عملية الصحوة والوعي لدى أبناء المهجرين في الداخل (400) ألف مهجر، فالكل يصرخ بتحقيق حلم العودة، لأنه حق مقدس لا تنازل عنه.
في ذكرى يوم النكبة نظمت جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين جولة الى قريتي كراد خيط الغنامة والبقارة في سهل الحولة بمشاركة البعض من السكان الأصليين.
نعم لم يبقى سوى شواهد الاطلال والذكريات الحزينة والمؤلمة لدى الأجيال المتعاقبة ولدى جيل الختيارية , عند الأبناء والاحفاد عند زيارة "ارض لبلاد". نعم تسمع وتشاهد الختيار/ الختيارة عند زيارة مسقط الراس في البلاد يتنهدون ويصرخون ": راحت البلاد", نعم ما تبقى ورائهم من سهول يانعة الخضار وبيادر الحصاد، بقايا كهوف، ابار واجران مياه، اكوام حجارة للبيوت التي هدمت هنا وهناك كلها شواهد على ارض الديار الغالية, أراضي خصبة لعشرات الاف الدونمات صودرت على ايدي دائرة أراضي إسرائيل ومستغلة اليوم من قبل المستوطنات اليهودية(اييلت هشاحر,مشمار هيردن ,جادوت) , وان أشجار الفاكهة مثل أشجار الصبر والرمان والتين وكروم العنب ونبتة الزعتر ومقابر كلها شواهد على ما تبقى في "ارض البلاد".
ايعقل من اجل زيارة قبور الاباء والاجداد، مثل (ابن يعقوب، بنات يعقوب، الشيخ عبدو-المحاجبة ومقبرة ابوريش) أصبحنا بحاجة الى تأشيرة وتصريح من أبناء الكيبوتسات المجاورة.ومن الجدير ذكره بعض المقابر نبشت ودنست وتحولت الى مراعي ابقار الكيبوتسات ممنوع صيانتها تسييجها وحتى زيارتها.
ان قضية مهجري كراد خيط الغنامة وكراد خيط البقارة وتحقيق حلم العودة تكمن في انها قضية دولية، حيث نصت اتفاقية وهدنة رودس بين سوريا وإسرائيل في 20.7.1949، والذي يقضي بعودة أهالي هاتين. القريتين من أراضي الجولان الى قراهم التي اطلق عليها "المنطقة المحرمة"-أي ارض منزوعة السلاح، كما واصدر مجلس الامن قرار خاص رقم 93 من عام 18.5.1951 متعلق باهل الغنامة والبقارة ,اذ يطالب الجهات الإسرائيلية وقوات هيئة الأمم بإرجاع السكان عرب كراد الغنامة والبقارة الى أراضيهم في "المنطقة المحرمة".
يعود تاريخ الاهل في المنطقة لحوالي أكثر من ألف سنة الى أصول كردية من فترة صلاح الدين الايوبي (1137-1193) عاش ابناء القريتين على الزراعة ,حيث امتلكوا ما يقارب ال- 25.000 دونم ,كذلك عاشوا على تربية المواشي من الاغنام والابقار، ومن هنا جاءت التسمية الغنامة والبقارة.
في بداية عام 1900 استقر ابناء القريتين في بيوت الشعر وبيوت الحجر–أبناء الغنامة على تلة الصفا وأبناء البقارة على تلة المشيرفة اشتهرت المنطقة بالينابيع مثل حمام ابن يعقوب وعيون المياه منها "عين ام عياش" لأبناء الغنامة وعين يردا او المشيرفة لأبناء البقارة.
وصل تعداد أبناء القريتين عام 1945 الى 710 نسمة. اديرت شؤون أبناء القريتين من قبل مختار لكل بلدة، أبناء كراد الغنامة اديرت من قبل المختار حامد العصمان قطيش وأبناء البقارة قادها المختار جبر العلي .
في عام 1948 بدأت عمليات مبرمجة ومخطط لها من قبل المنظمات اليهودية ومنها عملية المكنسة –המתתה – מבצע - יפתח لتنظيف اهل البلاد من قراها، ومنها لا للحصر حصلت في حينه مذبحة عرب الحسينية، حيث قتل ما يقارب (17 شخص) وكان ذلك أوائل شهر أيار-ابريل 1948 بدا التهجير لعرب لكراد :
الهجرة الأولى في 22.4.1948 وذلك عشية حدوث مذبحة الحسينية تجاه هضبة الجولان.
والتهجير الثانية في 20.7.1949-عودة من ارض الجولان الى المنطقة المحرمة.
الهجرة الثالثة 31.03.1951 -30لى قرية شعب وشفا عمرو والشيخ دنون (800) نسمة. بحجة التوتر والتصعيد العسكري آنذاك بين إسرائيل وسوريا.
الهجرة الرابعة 1951-1952-العودة الى ارض المحرمة وفق قرار رقم 93 لمجلس الامن من 18.5.1951.
الهجرة الخامسة اثناء العدوان الثلاثي على مصر 30.10.1956 وبحجة التوتر على الحدود بين إسرائيل وسوريا من ناحية امنية، اجبروا ثانية حوالي (500) نفر من أبناء المحرمة -الهجرة الى ارض الجولان في قرى تم السكن بها في بالتهجير الأول.
الهجرة السادسة عام 1967: نزح أبناء الكرادة من أراضي الجولان ثانية الى المخيمات الفلسطينية لضواحي مخيمات دمشق مثل: (سبينة,جرمانة, الحصينية,بابيلا ,ست زينب) وأخرى .
الهجرة السابعة لمهجري أبناء الغنامة والبقارة داخل سوريا بسبب ويلات الحرب 2012.
الهجرة الثامنة لمهجري عرب الكرادة داخل سوريا والعودة الى المخيمات أوائل 2019, حيث يقدر تعدادهم اليوم حوالي 5000 مواطن.
وبموجب اتفاقية رودس في 20.7.1949 أعلنت منطقة عرب الكرادة ومناطق أخرى ارض منزوعة السلاح أطلق عليه "منطقة المحرمة" على الطرفين الإسرائيلي والسوري. ووضعت في المنطقة جيوش المراقبة الدولية. وعلى ضوء هذه المعاهدة تم الاتفاق على ارجاء أبناء الغنامة والبقارة الى قراهم واراضيهم ,حيث سكنوا على ضفاف نهر الأردن والبقارة , لم تمض العودة سوى بضع شهور حتى داهمتهم القوات الإسرائيلية مع التهديد والوعيد وتم تهجيرهم الى داحل البلاد لقرية شعب ومن ثم شفاعمرو والشيخ دنون.
يقدر عدد أبناء الغنامة والبقارة اليوم في الداخل حوالي 4500 نسمة.
نعم لقد طال انتظار حق العودة لدى ابنء الغنامة والبقارة ، لقد مر على وعد العودة 68 عام من قبل القوات العسكرية.. بدل مهلة الأسبوعين.
ان الحجج والتبريرات الامنية لتهجير وطرد أهالي الغنامة والبقارة من ديارهم اصبحت لاغية.
والتساؤلات المطروحة حقا:
الم يحن بعد تغيير سياسة قانون الحاضر-غائب والسماح لمهجري الداخل بالعودة الى قراهم وديارهم الاصلية؟
الى متى ستبقى قضية مهجري الداخل دون حل انساني؟
ومن غير المعقول ان نظل غرباء في وطن الام وفق قانون "الحاضر-غايب" من عام 1950 والمحافظة على حقوق السكان الاصلانيين.
ومن هنا نناشد الأطراف الدولية والعربية:
- اثارة ازمة حق العودة لقضية المهجرين امام المحافل الرسمية في البلاد والدولية.
- وضع قضية مهجري الداخل وحق العودة على اجندة مباحثات السلام المستقبلية والتي بدأت من عام 1994.
-وضع قضية المهجرين على اجندة الأحزاب العربية وأعضاء الكنيست العرب والمناصرين لها.
-احترام المعاهدات الدولية والقرارات الأممية المتعلقة بقضية كراد الغنامة وكراد البقارة مثل معاهدة رودس عام 1949 وقرار مجلس الامن لهيئة الأمم المتحدة من عام 1951.
-مطالبة الجهات الرسمية الإسرائيلية لزيارة الاهل في الشتات-المخيمات الفلسطينية في سوريا.
-محاولة جمع شمل ابناء القريتين سوية من الشتات والداخل.
-حث وزارة الأديان والمؤسسات الإسلامية للعمل على احترام المقدسات مثل القبور والمساجد والعمل على صيانتها وتسييجها.
-ترتيب زيارات جماهيرية للمنطقة على مدار السنة في مناسبات مثل يوم الأرض، النكبة او مناسبات اخرى.