*عبثٌ
وكان كلُّ يومٍ لا يشبه اليوم السابق، كلُّ يوم يُحمِّلُ سلالهُ في أول شمس تُشرق، يسير بحماسه المعتاد ويحفّه الضوء بتلال من الأمل، يبيعُ الشمس قليلًا قليلًا
وحين يبيع اخر قطعةٍ منها يَعودُ فارغًا من كل شيء، مُحمّلا بالعبث
** عيونٌ
يسيرُ النهارُ إلى الطريقِ، يحلمُ كثيرا تحيطه كلَّ العيون، مُسائلة عن لونه! وفجأة يتذكّرُ من بين كل العيون؛ كم كانت تنقصهُ عين النور
*** سلامٌ
في تلك البلاد، كان الزرع قد كُتبَ له اليباس، فأوّل النبع دسّوا السُّمَ فيه، وشرب منه أوّلُ الغزاة
فماتت الحرب قبل أن تقتل جسد المقاومة
**** استشهادٌ
إنّه قبل اليوم بيوم، جميعهم منشغلون، يحضّرون ويبتاعون قطعا من الامل والأحلام، في أكياسهم السوداء تختلطّ رائحة البضائع
بعضٌ من شهد الأمل والقليل من قطرات لا رائحة لها، الوقت مرّ كأنه سريعا ولكنه ما كان الا أعرجا يلّم فتات يومه عن جسد المحرومين، وقبل الغروب صارت الرائحة معروفة للجميع؛ طفلة بثلاث خطوات تُقطّرُ منها النار والروح
***** اليوم
يسيرُ بين بين
لا هو الأمس ولا هو الغد؛ يُريد أن يصير أكبر من الحُلم ولكنها الطريق من تُقررُ له أيّان المسير والمصير
****** أخيرةٌ
لم تُمسك يدها ، فأمسكت يدها
*أولى
فانشقّتْ السماء وانبلجَ الصبح، في ذلك الضوء عادتْ الحقيقة تسيرُ عالية، واعادتْ لقلبه الطريق
وفجأة من بين النغم وحفيف الشجر عاد العُمر الى أوّله؛ وصار للعمر نبضة أولى