القلبُ يخفِقُ شاعِرا مستبشِرا
في الأفْقِ قد لاحَ الهِلالُ تلالا
رَمضانُ عادَ يزورُنا يا مَرحبا
ليَمُدَّ حَبلَ الطائعينَ وِصالا
قَد ساءَني حَرُّ النّهار بِشِدّةٍ
وعِطاشُ ماءٍ يستقيمُ زُلالا
وَنسيتُ أنّ الأرضَ أرضُ قُداسَةٍ
قد كانَ صبرُ الأنبياءِ مُحالا
فَأصومُ حُبّاً بالإله تَقَرُّباً
أجرٌ عَظيمٌ يَستَحِقُّ مَنالا
لا قَهوةً في الصُّبحِ تَعقِدُ سِحرَها
لِتَزينَ فِنجانَ الحَبيبِ جَمالا
فَعَقَدتُ عزمَ الحُبِّ أقصِدُ خالِقي
ومَضَيتُ أتلو آيهُ استرسالا
سيجارَةٌ لَزِمَتْ مَخادِعَ صَحبِها
وَتَراوَحَتْ للمُدمِنينَ زَوالا
والشّيشَةُ الغرّاءُ يَلثُمُ ثَغرَها
عَجزٌ يُحيلُ القاعِدينَ رِمالا
رَمضانُ ألْقِ عصا الهُدى في رَحلِنا
لِتُحيلَ صرحَ الحاقِدينَ وَبالا
فَيُحيلُ عُسرَ النّائباتِ بِصدرِهِ
يُسراً، وفي شَهدِ الحَديثِ مِثالا
وَيَزيدُ سَخوَ الأكرَمينَ مَحَبّةً
وِفقاً، لِطيبِ الذاكِرينَ أحالا
والمُقبِلونَ إلى الإلهِ تَقَرُّباً
حازوا قُصوراً في الجِنانِ طِوالا
أمّا صِيامُ العَبدِ مِن رَحَماتِهِ
لِلهِ أجرُ الصابِرينَ مآلا
صَحبٌ تَجَمّعَ ها هُنا يا فَرحَتي
في حَرفِهِ شعري يَطيبُ نِزالا
فَنَزلتُ في نَظمِ العَمودِ بِبَحرِهِ
كُرمى لِعَينِ الحاضِرينَ دَلالا
الثّائِرونَ القَولَ يا لِعِتابِهم
وبِنَقدِهِم، عابوا حَديثاً
زالا
لا أنكِرُ العَهدَ القديمَ بِحَرفِهِ
لكِنَّ في المُتَفَلسِفينَ جِدالا
يقتاتُ شِعرَ الوَقتِ مِلحَ قَصيدةٍ
بِضَفيرَةٍ ألِقا، تُزَيِّنُ شالا
قَلَمُ السّماحَةِ لا يُؤَثَّثُ حَرفُهُ
إلّا بِوَحيٍ آسِرٍ إذهالا
بَيتُ القَصيدِ وهل يُواصِلُ دَربَهُ
إلّا فصيحًا من يدي يتوالَى
#سماح-خليفة