عقد يوم الثلاثاء في المركز الفنلندي شلهبيا بمدينة القدس، لقاء عربي يهودي جمع شخصيات دينية مسلمة ويهودية ومسيحية حول مائدة شهر رمضان المبارك.
ويأتي اللقاء ضمن سلسلة من 12 لقاء بادرت لها حركة "نساء يصنعن السلام" في جميع أنحاء البلاد، حيث شارك العشرات في لقاء مميز بين فلسطينيات وفلسطينيين من الضفة وشرقي القدس ومن البلاد واسرائيليين من بينهم رجال دين يهود ومسيحيين.
افتتحت الامسية غدير هاني ورونيت برمان اللتان كانتا من المبادرات لهذه الامسية حيث تحدثتا عن الوضع المعقد والمركب الذي نعيشه في هذه البلاد.
رونيت تحدثت بتأثر حول اصول والدتها التركية ووالدها المغربي وقالت انها تشارك لاول مرة في مائدة افطار رمضانية في حياتها.
وقد تحدثت ماريا العضوة في المركز الفنلندي حول المركز وابدت سرورها لاستضافة مبادرة كهذه في المركز.
ثم تحدثت راما زايديل من مدينة كفار سابا عن حركة نساء يصنعن السلام.
بعدها تحدث البروفيسور محمد دجاني الداؤودي حول فضل شهر رمضان المبارك واهميته لدى المسلمين كشهر عبادة وتطهير النفس، وبعدها قام الاب رفيق نهرا النائب البطريركي للجماعة الكاثوليكية باداء صلاة ودعاء شاركته به الطبيبة د. ريفكا كاريبلوس وهي عضوة في جماعة ابراهيم الصدّيق الكاثوليكية حيث قامت بقراءتها باللغة العبرية.
بعدها قرأ الحاخام حنان شليزنغر مؤسس حركة جذور صلاة بمناسبة شهر رمضان المبارك كان قد كتبها قبل ثلاث سنوات وترجمت للانجليزية والعبرية.
بعدها تناول الجميع طعام الافطار الذي جميع بين المطبخ العربي والغربي ومما كان مؤثرا هو وجود الجميع على مائدة واحدة بمختلف اطيافهم السياسية الاجتماعية والدينية.
اما المتحدث الرئيسي بروفيسور محمد دجاني داؤودي وهو مؤسس معهد الوسطية فقد روى قصته الشخصية وكيف تحول من انسان يرى فقط روايته الى انسان يرى رواية الاخر ولا ينكرها حيث كان قد شارك مع مجموعة من طلابه في زيارة الى "اوشفيتس"، حيث لاقى ذلك استنكارا واسعا في المجتمع الفلسطيني. كذلك تحدث عن الاسلام والوسطية في الاسلام وان سيدنا ابراهيم عليه السلام وسيدنا موسى وعيسى كانوا مسلمين قبل ظهور الاسلام وولادة النبي محمد عليه الصلاة والسلام ايضا حول السلام في الاسلام متطرقا الى آيات قرانية واحاديث نبوية.
وقد قام الاب رفيق نهرا بالتطرق لحديث بروفيسور دجاني وكيف ان الديانة المسيحية وسيدنا عيسى قدوتهم في قوله عن التسامح، وكذلك القيم المختلفة والوصايا العشر المشتركة.
بعدها تحدث خالد ابو عواد من بلدة بيت امر قضاء الخليل حيث تطرق الى حياته وحياة عائلته التي استشهد احد افرادها وعن سجن ابناء العائلة في فترة الانتفاضة الاولى وكيف ان اتفاق اوسلو جعلهم يعودون لحياتهم الطبيعية، الى ان استشهد احد اخوته وكيف انقلبت حياتهم رأسا على عقب الى ان جاءت بعض العائلات الثكلى اليهودية لعزائهم، ورغم معارضتهم الا ان والدتهم اصرت على استقبالهم وهي قدوتهم.
وتابع خالد - احد مؤسسي منتدى العائلات الثكلى - أنه تعود على رؤية اليهود بالزي العسكري، اليهود المستوطنين؛ اليهود المتطرفين والعنيفين ويومها رأى الطرف الآخر ووصف ذلك كأنه قفز من فوق كل هؤلاء ليرى اليهودي الانسان.
واختتم اللقاء بعزف على العود للفنان محمد زعتري وبعدها اغنية زمن السلام قامت بأدائها حبوبة التي وصلت في اخر اللقاء وقد انشد معها الجميع.
وقد لخصت غدير هاني الامسية حيث قالت إن اللقاء كان بمثابة بناء جسور المحبة والمودة والتقارب بين الاديان والمجتمعات المختلفة، حيث تحدثت عن "دور العرب الفلسطينيين من حاملي الجنسية الاسرائيلية في تقريب وجهات النظر بين الفلسطينيين ابناء شعبنا واليهود الذين نعيش معهم فنحن نشكل جسر للتقارب".