الأكثر قراءةهذا الأسبوع
آخر تعديل: الأحد 10 / نوفمبر 08:01

أعقلوا وعودوا إلى رشدكم في انتخابات أيلول المقبل/ بقلم: أحمد حازم

أحمد حازم
نُشر: 30/05/19 10:41,  حُتلن: 15:10

لم يمض شهر واحد على أداء قسم الولاء لإسرائيل من قبل أعضاء الكنيست الحادي والعشرين (بما فيهم نواب القائمتين العربيتين) حتى تفاجأ الناس بخبر إعادة الانتخابات. فقد وافق أعضاء الكنيست بأغلبية 74 صوتًا مقابل 39 صوتًا، على اقتراح قانون حلّ الكنيست والإعلان عن اتتخابات جديدة في السابع عشر من أيلول/سبتمبر القادم، بسبب فشل نتنياهو في تشكيل حكومة جديدة. وحسب مصادر إسرائيلية، فإن إعادة الانتخابات تعتبر أمرا غير مسبوق يحدث لأول مرة في اسرائيل بإجراء الإنتخابات مرتين خلال فترة قصيرة كهذه.
منذ تكليفه بتشكيل الحكومة بعد فوزه في الانتخابات البرلمانية التي جرت في التاسع من شهر أبريل/نيسان الماضي، لم يتمكن نتنياهو من تشكيل الحكومة خلال المهلة القانونية المتاحة له، بسبب خلافات عميقة بينه وبين حلفائه قادة الأحزاب اليمينية ولا سيما مع حليفه الأساسي أفيغدور ليبرؤمان رئيس حزب “يسرائيل بيتينو”.
كتلة "الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير"، كانت واضحة في موقفها من اقتراح حل الكنيست منذ القراءة الأولى وأصدرت بيانا ، أكدت فيه معارضتها لإعادة الانتخابات التي اعتبرتها مناورة من نتنياهو لحل الكنيست، " لأنه "يريد الالتفاف على الاستحقاق بأن يعلن لرئيس الدولة أنه فشل بتركيب الحكومة، وهكذا يفقد زمام القيادة لأول مرة منذ عشر سنوات.
وبالرغم من أن محللين سياسيين يرون أن موقف كتلة "الجبهة الديمقراطية والعربية للتغيير"، برفض حل الكنيست هو تخوفها من فشل قد يلحق بها في انتخابات جديدة، إلا أن محللين آخرين يعتقدون بأن قوة الجبهة والعربية للتغيير لن تتعرض للتدني لا سيما وأنها أثبتت انها في وقت المقاطعة الكبيرة التي شهدها المجتمع العربي في الانتخابات الماضية، لم تتأثر هذه الكتلة، حيث حافظت الجبهة على مقاعدها الأربعة، والعربية للتغيير على مقعديها..
لكن، موقف كتلة "التجمع والموحدة" من إعادة الانتخابات لم يكن واضحاً. ففي الوقت الذي صرح فيه رئيس الكتلة منصور عباس "سنصوت الى جانب اقتراح حل الكنيست" قال ل من جهة ثانية " نحن جاهزون لكل الامكانيات". كيف ذلك وعن أي إمكانيات يتحدث منصور عباس. ولماذا هذه المراوغة؟ إما أن تكون مع أو ضد. على أي حال، وحسب مصادر إعلامية وااققت القائمتان في التهاية على حل الكنيست.
السابع عشر من شهر أيلول //سبتمبر المقبل سيكون يوم امتحان جديد لمرشحي القوائم العربية، المفروض بهم أن يعقلوا ويعودوا إلى رشدهم. فإذا توحدوا جميعاً في قائمة مشتركة جديدة عادلة وتخلى بعضهم عن الأنانية، فإنهم سيحظون بدعم الناخب العربي، وإذا استمروا في الخلاف على رئاسة القائمة وتوزيع "الحصص"، كما حصل في الانتخابات الماضية، فإن الناخب العربي لن يرحمهم.
تعالوا نكون صريحين مع أنفسنا ونضع النقاط على الحروف بكل جرأة ونتحدث عن تلك الفئة في المجتمع العربي والتي تؤيد المشاركة في الانتخابات (ترشيحا وانتخابا). أصوات هذه الفئة لو توحدت كلها في قائمة مشتركة واحدة لحصلت على 18 مقعدا. الناخب العربي الذي لا يريد المشاركة بأي شكل كان في الانتخابات يعبر عن موقف شخصي، فهذه هي اللعبة الديمقراطية، لكن الناخب العربي الداعم للانتخابات والذي يغرد خارج السرب العربي فيها ، يعمل على ضرب أبناء جلدته، والمرشح الذي يبتعد عن "الوحدة" بسبب ألأنانية غير جدير بالاحترام. وعلى المرشحين العرب أن يتوحدوا في قائمة مشتركة واحدة في الانتخابات القريبة المقبلة، ليكونوا جديرين باحترام الناخب ونيل ثقته.
ومن المفترض هذه المرة ، أن يكون النواب العرب قد تعلموا من درس الانتخابات الماضية، ويكونوا على قدر كبير من المسؤولية والإستيعاب إن استطاعوا ذلك، خصوصا وأنهم عرفوا أن عقاب الناخب العربي هو عقاب قاسي. ولقد أعذر من أنذر.

المقالات المنشورة تعبر عن رأي كاتبها فقط، وموقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكارهم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية رأي حر. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان: alarab@alarab.com

مقالات متعلقة

.