اختتم مشروع الأعالي في الرياضيات والتفكير الذي يديره الدكتور علي عثمان فعالياته لهذا العام 2018-2019 بتكريم الطلاب الذين تفوقوا في مسابقات الأعالي في الرياضيات في مدارسهم. فقد تمّ إرسال الشهادات والجوائز إلى المدارس المشتركة في المشروع. في كل مدرسة منها تمّ تكريم المتفوقين من قبل إدارة المدرسة والمعلمين، لقد كرّمت كلّ مدرسة طلابها بالطريقة التي ارتأتها مناسبة، بهدف تشجيع المتفوقين وتحفيز جميع الطلاب على الاجتهاد والاهتمام بموضوع الرياضيات. فتمّت تهنئة الطلاب وأهاليهم، وتمّ شكر مركزات ومركزي موضوع الرياضيات ومعلمات ومعلمي الرياضيات على جهودهم الخاصّة والتطوعية الكبيرة من أجل دعم تلاميذهم ورفع مستواهم الفكري والتعليمي.
في مقابلة مع الدكتور علي عثمان مدير المشروع كانت هذه إجاباته على استفساراتنا:
ما أهمية الرياضيات في الحياة العملية والعلمية؟
موضوع الرياضيات بجميع فروعه من الحساب والهندسة والتّحليل والمنطق والدّوالّ والعلاقات والمنظومات والقوانين والحسابات الدّقيقة والحسابات التّقريبية والإحصاء والاحتمال والخوارزميّات هو من أعظم أساسات التقدّم العلمي الذي نعيشه ونعيش إنتاجاته. فهو موضوع أساسي ومركزي في العلوم الطبيعية والاقتصادية وعلم الحاسوب وجميع مواضيع الهندسة. إنّ كل صاحب مهنة يحتاج إلى الحساب أو الهندسة، فنجد الكثير من أصحاب المهن مثل النّجّار أو البنّاء أو البلّاط يبحثون عن دورات تكسبهم المعرفة في الرياضيات والهندسة حتى يتقدموا بشكل أفضل في مهنهم. وعندما تراقب عمل صاحب مهنة ستلاحظ أنه يستعمل الرياضيات بشكل عملي وأنّه يفكر بذكاء رياضي، وعندما تحدث أخطاء في عمله فغالبًا ما يكون الخطأ في الحسابات الهندسيّة أو في خوارزميّة العمل.
ما أهمية الرياضيات في الحياة الاجتماعية؟
إنّ الرّياضيّات هو موضوع بالغ الأهمية في تربية الأبناء والمجتمع تربية صالحة وسليمة. يتفق المسؤولون عن التّربية والتعليم في جميع أقطار العالم على أنّ موضوع الرياضيات هو موضوع بالغ الأهمية في بناء الإنسان يفكّر بشكل موضوعي ومنطقي، ويحسن الإصغاء والتفكير في الأمور التي يسمعها بعمق، ويحترم النقاش مع النّاس ويحاور بموضوعية. لذلك فهو من المواضيع الرئيسية التي يجب على كل تلميذ أن يتعلمها من الروضة حتى المرحلة الثانوية. لا يمكن للطّالب الانتساب إلى الجامعات أو الكليات إن لم يحصل على علامة نجاح في الرياضيات. قد لا يحتاج الطالب إلى الحساب أو الهندسة في دراساته، ولكن بالتأكيد هو بحاجة للتفكير الرياضي الذي يكتسبه خلال تعلمه منذ الصغر. هذا التفكير الذي يجعله يركّز في البحث عن أنفع السبل لتحقيق أهدافه السّامية، يفحص الأمور من جميع الجوانب فيتجنب الأخطاء ويختار الأجدى.
هل توجد علاقة بين الرياضة والرياضيات؟ وما أهمية مسابقات الرياضيات التي تقيمها؟
هناك الرياضة وهي الرياضة الجسمية التي لا يختلف اثنان على أهميتها في بناء إنسان سليم وأمّا الرّياضّيات فهي الرياضة العقلية التي تهذّب النّفس وتطور الفكر وتوجه للإبداع. كما عملت وتعمل المباريات الرياضية على تطور الرياضة وعلى تحسين الحياة الاجتماعية والعلاقات الدولية وتهذّب الأخلاق وتلطّف الأجواء في المجتمع، إني مؤمن بأنّ إقامة المسابقات في الرياضة العقلية تفيد كثيرًا في تحقيق الكثير من الأهداف التعليمية والتربوية والاجتماعية. كما في مسابقات الرياضة هو الحال في مسابقات الرياضيات، فلا يمكن أن يذهب المتسابقون الى مباراة بدون استعداد متواصل على مدار فترة طويلة من الزمن، وبعد المباراة يعودون ليستأنفوا استعداداتهم من جديد للمباراة القادمة، هكذا نريد أن يكون المتسابق في مسابقات الرياضيات في مشروع الرّياضيّات والتّفكير للموهوبين.
ما هي منهجية العمل في المشروع؟ كيف تعملون لتحقيق أهداف المشروع؟
لقد أعددنا الموادّ التي تحفّز على التفكير، فيها الكثير من التحديات، فيها الكثير من الإثارة، فيها الكثير من المنطق الرّياضي والمنطق الكلامي. هذه الموادّ نضعها أمام الطالب ليتدرّب عليها وليعدّ نفسه للمسابقة بشكل كبير، يتعاون مع زملائه ومع أهله، يتعاون الأهالي مع بعضهم، يستعينون بالمعلمين وبكل من هم على دراية في الموضوع، ويتصلون بمرشدين من قبلنا بواسطة شتى وسائل الاتصال. ثمّ يتقدمون إلى مسابقة أولى محوسبة عن طريق الانترنيت ثمّ مسابقة ثانية رئيسية على شكل امتحان مراقب. إن الأجواء التي تخلقها المسابقات في آلاف البيوت في مجتمعنا هي أجواء تربوية وتعليمية، أجواء من التفكير والتفكّر، والاستنتاج والبرهان والإثبات أو التفنيد. يتدرّب التلاميذ المشاركون بالمسابقات على حلّ المسائل وحل الألغاز والاستنتاج، وكتابة حلولهم واستنتاجاتهم وتوقعاتهم بشكل سليم وواضح. هذا المشروع يصبّ في مصلحة بناء مجتمع، العلم والتعليم أهم ما في منظومة قيمه وأولوياته.
في أي مناطق يجري المشروع وفي أي موادّ تعليمية في الرياضيات؟
يجري المشروع في جميع مناطق البلاد، من أقصى الشمال حتى أقصى الجنوب ومدينة القدس وضواحيها. يعتمد المشروع على الموادّ التعليمية الإثرائية التي كتبتها لتطوير الرياضيات والتفكير الحسابي والمنطقي والتي أعمل على تطويرها وتحسينها من عام إلى عام، كتب فن الحساب والمشوّق (للمرحلة الابتدائية) والرائع والمثير والرياضيات تفكير ومتعة (للمرحلة الإعدادية). في هذا العام اشترك في المشروع آلاف الطلاب من نحو 170 مدرسة.
أيّ فئات تستفيد من هذا المشروع؟
المشروع معدّ للتلاميذ من الصف الثاني حتى الصف التّاسع. فقد وجدنا أن من الضروري العمل على تطوير التفكير الحسابي للتلاميذ المتفوقين في المرحلة التأسيسية ليحبوا الرياضيات وحلّ المسائل وليرغبوا في التحديات، وليرغب الأهل والمعلمين من حولهم في حل المسائل والأحاجي، فيزداد حبّ الأبناء في موضوع الرياضيات واللغة الرياضية المنطقية، ليرقى مجتمعنا وتتحسن أحواله ويسمو .إن ما إن ما أتوخاه هو أن يرافق الأهالي والمعلمون أبناءهم ويشجعونهم على خوض المسابقة، يريدون لأبنائهم النجاح والتفوّق، يشعرونهم بأهمية ما يقدمون عليه فيعلم التلاميذ القيمة العظيمة للنجاح في الرياضيات على مستقبلهم التعليمي والمهني.
ما أُمنياتك من المشروع ولماذا أسميته الأعـــــــــــــــــــــالي؟
حبذا لو عمل كلٌّ منا من موقعه بهدف أن نسمو لنكون مجتمعًا مرتبته في الأعالي فكرًا وعلمًا وخُلُقًا وسلوكًا وعطاءً. إنّ الأهداف المركزيّة التي نصبو إليها من خلال هذا المشروع هي: ترغيب التلاميذ والأهالي والمعلمين في الرياضيات وشحذ الأذهان باتجاه التّفكير الرّياضي الصحيح، والتوجيه نحو الاقتناع بأهمية موضوع الرياضيّات في بناء الإنسان المفكّر والمبدّع والخلّاق، الإنسان الذي يفكّر تفكيرًا منطقيًّا بمنهجية وموضوعية، ويفكّر أيضًا تفكيرًا حرًّا مستقلًا على أسس رياضية سليمة.