عشتُ عقوداً أبحثُ عن وجهٍ
يضعُ البلسمَ في أغوارِ جُروحي
فبحثتُ.. بحثتُ طويلاً..
بقليلٍ من أمَلٍ
وبلا خوفٍ أو كَللِ..
جُلتُ على أكتاف جبالٍ
وعلى أرمال بطاحِ..
لم أترددْ ..لم أتوقفْ
سافرتُ إلى شطآنٍ أخرى
ودَّعتُ حقولَ الزيتونِ
وأشجارَ التينِ
وعوَّدتُ مَذاقي أن يقنعَ
بالأنَناسِ وبالكُمثرى..
سافرتُ .. ركبتُ البحرَ
وطرتُ
وسرتُ على نَهجِ الريحِ..
ثم وصلتُ .. وصلتُ أخيراً
وتيقنتُ على عجلٍ
إني في حضرةِ توأم روحي.
***
كنا بتلاتٍ تائهةً
تتقاذفها الريحُ
وها نحنُ تلاقيْنا وتوَحَّدنا
وأعدنا للزهرةِ بعد تمزقها
شكلَ الزهرةْ
كنا أحجاراً بعثرها السيلُ
فعدنا وتماسكنا كالصخرةْ
منذ تلاقيْنا
صار الواحدُ منا لحناً
يتناغمُ مع صاحبهِ
كل مساءٍ وصباحِ ..
صرنا أغنيةً
تهفو مع كُلِّ نسيمٍ
وتطيرُ بدون جناحِ..
صرنا عصفورَيْنِ
نطيرُ معاً..
ونحطُّ معاً
كي نمرحَ بين ورودٍ وأقاحي..
منذ عثرتُ على توأمِ روحي
التأمت كلُّ جراحي
صارت دُنيانا
جنةَ وُدٍّ وارفةً
وحديقةَ أُنسٍ
ترفلُ في حِلَلِ الأفراحِ
لا بأسَ إذا طالَ الليلُ
سترحلُ كل فلولِ العتمةِ
حين يطلُّ التوأمُ
بالوجهِ الوضَّاحِ
وإذا ما فتكَ الرعدُ
بأسباب إضاءَتِنا
سيظلُّ التوأمُ مصباحي
ما أجملَ أن أكتَشِفَ الذاتَ
وقد كانت خلجاتٍ ..
حُبست في الصدرِ ..
تفتشُ عن مفتاحِ
ثم انطلقت لتعانقَ خلجاتٍ
تتوارد من مهجةِ توأم روحي.
نيويورك
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com