الإعلامي أحمد حازم في مقاله:
هناك عدد من الأخطاء وقع فيها رئيس لجنة الوفاق محمد علي طه، ولم يكن كلامه في محله: فقد ذكر في المؤتمر الصحفي " نقف علي بعد واحد من كافة الاحزاب وبرهنا على صدقنا والا لما اتفقت الاحزاب ان نكون مرجعيتها وان نشكل القائمة".
والله يا أبا علي كنت أود تصديق ما قلته لكن ما جرى ينقض كلامك: لو كنتم تقفون بالفعل على بعد واحد من الأحزاب فلماذا تم اتهامكم بالأنحياز لجهة معينة
لو أن الأحزاب اتفقت بالفعل على أن تكون الوفاق مرجعيتها، فلماذا انقلب عليها التجمع والعربية للتغيير؟ ولماذا قال التجمع حرفيا: "إن التركيبة التي اقترحتها لجنة الوفاق عكست خطأً إستراتيجيًا، يلحق ضررًا كبيرًا بالمشتركة"؟
بروفسور مصطفى كبها وقع أيضاً في خطأ سياسي كبير بميله لمشتركة رباعية التشكيل أي "مشتركة الجزء" وليس مشتركة الكل وتجاهل الأحزاب والقوى الأخرى في المجتمع العربي
انتظرت الجماهير العربية لتسمع تصريحات إيجابية من لجنة الوفاق حول تشكيل القائمة المشتركة، لكن ما نجم عن المؤتمر الصحفي الذي دعت إليه "الوفاق" يوم أمس الخميس كان (كالعادة) سلبياً، ولم يعلن المتحدثون به عن خبر "يسر القلب" بل عن أخبار "تزيد الهم والغم"، بمعنى أنهم أعلنوا مرغمين أن "المشتركة" بقيت "مفرفطة" منقسمة إلى فريقين. لكن "المخزي" في الأمر أن الفريقين ليس هما الفريقين الأساسيين اللذين خاضا الإنتخابات البرلمانية الأخيرة: (الجبهة والعربية للتغيير) و (النجمع والموحدة) بل تغيّرا إلى فريقين جديدين. صحيح أن هذين الفريقين الجديدين لم يعلنا عن تحالفات، لكن لكل منهما موقف يختلف عن الآخر، وحلفاء الأمس أصبحوا خصوم اليوم على الأقل تجاه "لجنة الوفاق" التي هي أساس البلاء في مجتمعنا العربي.
في الإنتخابات الماضية للكنيست، كان الفريق الأول يتشكل من ستة لاعبين سياسيين أنتجتهم قائمة أطلقت على نفسها (قائمة الجبهة والعربية للتغيير) والفريق الثاني تكون من أربعة لاعبين سياسيين مبتدئين في الكنيست باستثناء واحد منهم، أظهرتهم قائمة حملت اسم "قائمة التجمع والموحدة". هؤلاء ظنوا أن الحظ سيحالفهم لفترة انتخابية طويلة، لكن الرياح لم تجر كما اشتهاها قبطان القائمتين، لأن تننياهو أعلن عن تقديم موعد انتخابات الكنيست الثانية والعشرين في السابع عشر من شهر سبتمبر/أيلول القادم.
من هنا بدأ الصراع مجدداً بين الأحزاب الأربعة، وبدأت "الغوشة"مرة أخرى على المقاعد. وتدخلت لجنة الوفاق بين المتخاصمين على الأرقام في أماكن القائمة المشتركة، وعلى رئاسة القائمة ورئاسة الكتلة في الكنيست. ورغم ذلك فإن المتخاصمين لم تعجبهم "تقسيمة" لجنة الوفاق وكما يقولون "لم يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب."الحركة العربية للتغيير"، التي يرأسها د. أحمد الطيبي الذي كان حليف "الجبهة" في قائمة واحدة تغير موقفه كلياً وانتقد لجنة الوفاق يشدة وأعلن عن عدم ثقته بها. حزب التجمع الذي يرأسه د. مطانس شحادة الجديد في عالم الكنيست لم يعد حليفا لـ "الموحدة" أعلن عن انسحابه من لجنة الوفاق وقال فيها كلاماً قاسياً. "الموحدة" قبلت بتركيبة لجنة الوفاق على أساس "بدها تمشي الحبط الحيط وتقول يا رب الستيرة" لأنها عرفت أن حجمها كان "مقعدين" في الكنيست وأعطتها لجنة الوفاق ثلاثة مقاعد وما كان عليها إلا السكوت والإذعان. أما الجبهة فكان لها حصة الأسد في التركيبة، علماً بأنها في العمل السياسي عربياً تؤيد الرئيس السوري بشار الأسد (وهذه مجرد معلومة فقط).
هناك عدد من الأخطاء وقع فيها رئيس لجنة الوفاق محمد علي طه، ولم يكن كلامه في محله: فقد ذكر في المؤتمر الصحفي " نقف علي بعد واحد من كافة الاحزاب وبرهنا على صدقنا والا لما اتفقت الاحزاب ان نكون مرجعيتها وان نشكل القائمة". والله يا أبا علي كنت أود تصديق ما قلته لكن ما جرى ينقض كلامك: لو كنتم تقفون بالفعل على بعد واحد من الأحزاب فلماذا تم اتهامكم بالأنحياز لجهة معينة. ولو أن الأحزاب اتفقت بالفعل على أن تكون الوفاق مرجعيتها، فلماذا انقلب عليها التجمع والعربية للتغيير؟ ولماذا قال التجمع حرفيا: "إن التركيبة التي اقترحتها لجنة الوفاق عكست خطأً إستراتيجيًا، يلحق ضررًا كبيرًا بالمشتركة"؟
بروفسور مصطفى كبها وقع أيضاً في خطأ سياسي كبير بميله لمشتركة رباعية التشكيل أي "مشتركة الجزء" وليس مشتركة الكل وتجاهل الأحزاب والقوى الأخرى في المجتمع العربي، حيث قال بالحرف الواحد في المؤتمر الصحفي: " إننا نرى بمشروع القائمة المشتركة التي اقيمت عام 2015 بانها مطلب هام لشعبنا وهي رؤية واقعية للشارع العربي". وهنا أريد تذكير بروفسور كبها بأن نشكيل قائمة مشتركة للكل العربي من اجل المصلحة العامة لشعبنا هي المطلب الجماهيري وليس قائمة فقط للأحزاب الأربعة.
موقع العرب يفسح المجال امام الكتاب لطرح أفكاركم التي كتبت بقلمهم المميز ويقدم للجميع مساحة حرة في التعبير عما في داخلهم ضمن زاوية منبر العرب. لإرسال المواد يرجى إرفاق النص في ملف وورد مع اسم الكاتب والبلدة وعنوان الموضوع وصورة شخصية للكاتب بجودة عالية وحجم كبير على العنوان:alarab@alarab.com