نظّمت جمعيّة الثّقافة العربية، الجمعة 19/7/2019، حفلًا لتخريج الفوج الثاني عشر من طلاب منحة روضة بشارة عطا الله في فندق "ليجاسي" في مدينة الناصرة. وتخّرج هذا العام ثمانون طالبا وطالبة من طلاب الجامعات والمعاهد المختلفة في البلاد، بعد مرافقة ودعم من الجمعية لهم لمدّة ثلاث سنوات. وهو مشروع بدعم من مؤسسة الجليل.
وتُقدّم جمعية الثقافة العربيّة سنويًا عشرات المنح للطلاب العرب بدعم من مؤسسة الجليل، حيث يتلقّى الطالب منحة مالية لدراسته الجامعيّة، بالإضافة إلى حصوله على مجموعة كبيرة من الورشات التمكينيّة والهويّة.
التطلع نحو المستقبل
افتتح الحفل بالنشيد الوطني الفلسطيني "موطني" ومن ثم ألقيت عدّة كلمات قصيرة.
كانت الكلمة الأولى لرئيس الهيئة الإداريّة في جمعيّة الثقافة العربيّة الكاتب أنطوان شلحت الذي خاطب الخريجين والخريجات قائلًا: إن جوهر منحة الدكتورة روضة بشارة عطا االله توجزه الكلمات المكتوبة في شهادات التخريج وفحواها: "نصبو لرؤيتك حريصًا/ة على لغتك وهويّتك وموروثك الحضاريّ، مبدعًا/ة ومنتجًا/ة ومعطاءً/ة تحمل/ين القيم الإنسانيّة واحترام التعدّديّة". وأضاف شلحت أن الهدف من المنحة فضلًا عن قيمتها الماديّة هو أن تسهم في توظيف العلم والدراسة الأكاديمية كقوة فكرية وإنتاجية مباشرة تعود بالنفع على صاحبها ومجتمعه وشعبه سواء بسواء، وهو منطلق للتطلع نحو المستقبل انطلاقًا من كونه فردًا مستنيرًا مُدركًا لدوريه الخاص والعام والعلاقة المُتوخّاة بينهما، وتوجّه بالشكر إلى مؤسسة الجليل.
فضل كبير للدكتورة روضة بشارة عطا الله
وألقت مديرة جمعية الثقافة العربيّة رلى خوري كلمة قالت فيها إن برنامج المنح للسنة الثانية عشرة مستمر وبقوّة في الجمعية، ويصب في جوهر مشروع الجمعية التي تعمل على رفع مكانة اللغة العربيّة والحفاظ على الموروث الثقافي وإتاحة الثقافة العربية الفلسطينية، وبناء حيّز ثقافي مستقل. وأكدت أن المسار الذي مرّت به الجمعيّة لتصل اليوم إلى ما هي عليه لم يكن سهلًا، ولذلك فضلٌ كبيرٌ للدكتورة روضة بشارة عطا الله التي على اسمها أطلق برنامج المنح. وأكدت خوري أن الجمعية ستكون دائمًا إلى جانب الخريجين وبيتًا لهم، ودعتهم كي يأخذوا دورهم في المجتمع والعمل الثقافي. كما شكرت مؤسسة الجليل على دعمها المستمر لهذا البرنامج في الجمعية.
بيت دافئ علّمنا الانتماء
وألقت الطالبة إيمان مرعي كلمة باسم الطلاب الخريجين قالت فيها "أول ما أفكر فيه عن برنامج المنح في جمعية الثقافة العربية هو الانتماء. الانتماء لقيم واحتياجات المجتمع. فالجمعيّة علّمتنا الحفاظ على هويتنا والاهتمام بالشأن العام، وأن البحث عن الوطن يكون بالحفاظ على الوطن ولغته. الجمعية أكثر مكان أشعرنا بهويتنا كعرب فلسطينيين لنا تاريخنا، وساهم في صقل هذه الهوية. حملنا شعور أننا جزء من مجتمع لدينا مسؤوليات تجاهه". وأضافت: "بعد 3 سنوات في برنامج المنح من ورشات ورحلات وتدريبات وأيام حلوة وذكريات لن ننساها، لدينا الآن شعور بأهمية العطاء والتطوع تجاه مجتمعنا. نشكر الجمعية التي أعطتنا الإحساس أننا لسنا فقط في برنامج منح بل في بيت دافئ علمنا الانتماء. هذا الشعور نريد أن نحافظ عليه ونحافظ على رسالة الجمعية وأن نكون جزءًا منها في المستقبل".
التفوق الأكاديمي والهمّ الجماعي
وقال مركز مشروع المنح في الجمعية مصطفى ريناوي " لم تكن ولا مرة العلاقة بيننا كجمعية وبين الطلاب علاقة مشروع منح فقط، إنما إطار وفّر للطلاب مساحات ثقافية وتمكين لإبراز قدراتهم وصقل هويتهم وخلق بيئة للتطوع في مجتمعنا. نعمل ويهمنا أن يحقق طلابنا التفوق الأكاديمي في التعليم، كما نعمل ويهمنا في نفس القدر أيضًا أن يكون للطلاب اهتمام في قضايا الشأن العام وقضايا شعبنا وأن يكون الهم الجماعي لمجتمعنا همهم أيضًا". وأضاف ريناوي "أتمنى لكم كل التوفيق في مسيرتكم المهنية والحياتية وأن تنخرطوا في أطر ثقافية وفي جمعية الثقافة العربية التي ستبقى أبوابها مفتوحة لكم. فحتى اليوم هناك العديد من الخريجين الذين ما زالوا على تواصل مع الجمعية بعد تخرجهم ويشاركون في فعالياتها ويتطوعون".
التأثير على جيل كامل
كما تحدثت مركزة مشروع المنح في الجمعية لبنى توما فقالت "هذا الحفل هو اختتام مرحلة جوهرية في حياتكم أخذتم من خلالها أدوات الهوية والمسؤولية والعطاء، والآن أنتم ستنتقلون إلى نقل هذه الأدوات لتجاربكم الخاصة في مجتمعنا. هذا الحفل نقول فيه شكرًا لكم وكلنا تقدير لما تحملونه اليوم من رسالة، إضافة إلى أننا نتطلع بكم نحو المستقبل، فبكم نشعر بالفخر وبالجمعية التي تمكنت من التأثير على جيل كامل".
وتضمن حفل التخريج الذي تولى عرافته الطالب قيس بخاش فقرات موسيقيّة لكل من الفنان غسان بيرومي، والفنان ألبير مرعب الذي قدّم مجموعة أغاني للشيخ إمام وسيّد درويش وزياد الرحباني.